51ـ مع الحبيب المصطفى: الوصايا الربانية للحبيب   (7)

51ـ مع الحبيب المصطفى: الوصايا الربانية للحبيب   (7)

 

 مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

51 ـ الوصايا الربانية للحبيب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ (7)

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فيا أيُّها الإخوةُ الكرام: يَقولُ لُقمانُ الحَكيمُ لابنِهِ: يَا بُنَيَّ، لا تَعَلَّمِ الْعِلْمَ لِتُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِتُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ تُرَائِيَ بِهِ فِى الْمَجَالِسِ، وَلا تَتْرُكِ الْعِلْمَ زُهْداً فِيهِ وَرَغْبَةً فِى الْجَهَالَةِ، يَا بُنَيَّ، اخْتَرِ الْمَجَالِسَ عَلَى عَيْنِكَ، وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْماً يَذْكُرُونَ اللهَ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ، فَإِنَّكَ إِنْ تَكُنْ عَالِماً يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ، وَإِنْ تَكُنْ جَاهِلاً يُعَلِّمُوكَ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِمْ بِرَحْمَةٍ فَيُصِيبَكَ مَعَهُمْ، وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْماً لا يَذْكُرُونَ اللهَ فَلا تَجْلِسْ مَعَهُمْ، فَإِنَّكَ إِنْ تَكُنْ عَالِماً لا يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ، وَإِنْ تَكُنْ جَاهِلاً زَادُوكَ غَيَّاً، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِمْ بِعَذَابٍ فَيُصِيبَكَ مَعَهُمْ. رواه الدارمي.

أيُّها الإخوة الكرام: الإنسانُ الدَّاعي إلى الله تعالى، يَدعو إلى الله تعالى جَميعَ الخَلقِ، ولكن إذا رأى أهلَ الفِسقِ والفُجورِ والاستِهزاءِ عليهِ أن يُعرِضَ عنهُم.

الوَصِيَّةُ الرَّبَّانِيَّةُ السَّابِعَةُ للحَبيبِ الأعظَمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

أيُّها الإخوة الكرام: الوَصِيَّةُ الرَّبَّانِيَّةُ السَّابِعَةُ في سورَةِ الحِجرِ لسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، هيَ قَولُهُ تعالى:

﴿وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين﴾

أيُّها الإخوة الكرام: يَأمُرُ اللهُ تعالى سيِّدَنا رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالإعراضِ عن المُشرِكينَ المُستَهزِئينَ المُصِرِّينَ، وأن لا يُضَيِّعَ وَقتَهُ معَ هؤلاءِ، لأنَّ سيِّدَنا رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كانَ حَريصاً كُلَّ الحِرصِ على هِدايَةِ قَومِهِ، وكانَ يُحَمِّلُ نَفسَهُ في سَبيلِ دَعوَتِهِم إلى الحَقِّ فَوقَ ما يَتَحَمَّل.

ذلك مَبلَغُهُم من العِلمِ:

أيُّها الإخوة الكرام: في مَوطِنٍ آخَرَ من القُرآنِ العَظيمِ يَأمُرُ اللهُ تعالى سيِّدَنا رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أن يُعرِضَ عمَّن أعرَضَ عن ذِكرِ الله تعالى ويُبَيِّنُ لهُ لماذا هذا الأمرُ، فَيَقولُ اللهُ تعالى في سورَةِ النَّجمِ: ﴿فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ﴾.

فاللهُ تعالى ما أمَرَهُ بالإعراضِ عنهُم إلا لأنَّهُم هُمُ البادِئونَ بالإعراضِ عن ذِكرِ الله تعالى، ولأنَّهُم جَعَلوا غايَتَهُمُ الحَياةَ الدُّنيا، وقِيمَةُ الإنسانِ بالغايَةِ التي يَنشُدُها، هؤلاءِ ما آمَنوا إلا بالدُّنيا وحُظوظِهِم وشَهَواتِهِمُ العاجِلَةِ، فقالوا: ﴿مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّون﴾.

روى الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لَا دَارَ لَهُ، وَمَالُ مَنْ لَا مَالَ لَهُ، وَلَهَا يَجْمَعُ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ».

﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين﴾:

أيُّها الإخوة الكرام: في سورَةِ الأعرافِ كذلكَ يَأمُرُ اللهُ تعالى سيِّدَنا رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أن يُعرِضَ عن الجاهِلينَ، فَيَقولُ اللهُ تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين﴾.

هذهِ الآيَةُ تَضَمَّنَت أُصولَ الفَضائِلِ ومَكارِمَ الأخلاقِ فيما يَتَعَلَّقُ بِمُعامَلَةِ الإنسانِ معَ الغَيرِ، ويَقولُ جَعفَرُ الصَّادِقُ رَضِيَ اللهُ عنهُ: أمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِمَكارِمِ الأخلاقِ، وليسَ في القُرآنِ آيَةٌ أجمَعُ لِمَكارِمِ الأخلاقِ من هذهِ الآيَةِ. اهـ.

ويَقولُ عبدُ الله بنُ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عنهُ: والله مَا أَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الْآيَةَ إلَّا فِي أَخْلَاقِ النَّاسِ. اهـ.

أيُّها الإخوة الكرام: الإعراضُ عن الجاهِلينَ مَطلوبٌ شَرعاً، وإلا وَقَعَ الإنسانُ في الجَدَلِ، ونَتيجَةُ الجَدَلِ معَ الجاهِلِ تُفضي إلى نتائِجَ غَيرِ مَحمودَةٍ.

والجاهِلُ ليسَ هوَ الأُمِّيَّ، لأنَّ الأُمِّيَّ لا يَعلَمُ، وهذا إقناعُهُ سَهلٌ، أمَّا الجاهِلُ هوَ الذي يَعلَمُ ويُخالِفُ ما يَعلَمُ، ودَليلُ ذلكَ قَولُهُ تعالى عن سيِّدِنا يوسُفَ علهِ السَّلامُ: ﴿وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِين﴾. هل سيِّدُنا يوسُفُ عليهِ السَّلامُ لا يَعلَمُ بأنَّ المَيلَ إلى النِّساءِ الأجنَبِيَّاتِ لا يَجوزُ؟ لذلكَ من عَلِمَ وخالَفَ عَمَلُهُ عِلمَهُ فهوَ من الجاهِلينَ، ولهذا مَطلوبٌ من الدَّاعي إلى الله تعالى أن يُعرِضَ عن الجاهِلينَ بعدَ الأخذِ بالعَفوِ والأمرِ بالعُرفِ.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: إذا كانَ هذا التَّوجيهُ من الله تعالى لسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المَعصومِ، وذلكَ أن يُعرِضَ عن الجاهِلينَ، وأن لا يُجالِسَهُم بعدَ النُّصحِ والتَّذكيرِ، فنحنُ من بابِ أَولى وأَولى.

مُجالَسَةُ هؤلاءِ تَضُرُّ في دِينِ العَبدِ، وقد تَدفَعُهُ إلى الإعراضِ عن دِينِ الله تعالى، لأنَّهُ ما هَلَكَ من هَلَكَ إلا بِمُصاحَبَةِ الجاهِلينَ، قال تعالى في حَقِّ واحِدٍ من هؤلاءِ: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً﴾.

مُجالَسَةُ هؤلاءِ ضَرَرٌ مُحَقَّقٌ، كما جاءَ في الحديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحاً خَبِيثَةً».

ولنَسمَع جَميعاً إلى وَصِيَّةِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كما جاء في الحديثِ الشَّريفِ الذي رواه أبو يعلى عن ابن عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما قال: قيل: يا رسولَ الله، أيُّ جُلَسائِنَا خَيرٌ؟

قال: «من ذَكَّرَكُمُ اللهَ رُؤيَتُهُ، وزادَ في عِلمِكُم مَنطِقُهُ، وذَكَّرَكُم بالآخِرَةِ عَمَلُهُ».

اللَّهُمَّ وَفِّقنا لِمُجالَسَةِ الصَّالِحينَ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الأحد: 13/رمضان/1434هـ، الموافق: 22/تموز / 2013م

الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مع الحبيب المصطفى   

26-06-2019 2372 مشاهدة
316ـ العناية الربانية بالحبيب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

مِنْ مَظَاهِرِ العِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ سَخَّرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ المَوْجُودَاتِ، وَمِنْ مَظَاهِرِ العِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ بِهِ صَلَّى ... المزيد

 26-06-2019
 
 2372
20-06-2019 1406 مشاهدة
315ـ سَيَبْلُغُ مَا بَلَغَ مُلْكُ كِسْرَى

الدُّنْيَا كُلُّهَا شَاهِدَةٌ بِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى حَافِظٌ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَنَاصِرٌ لَهُ، وَمُنْتَقِمٌ مِمَّنْ ظَلَمَهُ عَاجِلَاً وَآجِلَاً، آخِذٌ لَهُ بِحَقِّهِ ... المزيد

 20-06-2019
 
 1406
28-04-2019 1195 مشاهدة
315ـ«لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ المَلَائِكَةُ»

الدُّنْيَا كُلُّهَا شَاهِدَةٌ بِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى حَافِظٌ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَنَاصِرٌ لَهُ، وَمُنْتَقِمٌ مِمَّنْ ظَلَمَهُ عَاجِلَاً وَآجِلَاً، آخِذٌ لَهُ بِحَقِّهِ ... المزيد

 28-04-2019
 
 1195
28-04-2019 1198 مشاهدة
314ـ في محط العناية

لَقَدِ رَحِمَ اللهُ تعالى هَذِهِ الأُمَّةَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُبَشِّرَاً وَنَذِيرَاً، وَجَعَلَهُ خَاتَمَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَجَعَلَ شَرِيعَتَهُ ... المزيد

 28-04-2019
 
 1198
21-03-2019 1848 مشاهدة
313- مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ﴾

فَعَلَى قَدْرِ التَّحَمُّلِ يَكُونُ الأَدَاءُ، وَبِحَسْبِ الشَّهَادَةِ تَكُونُ المُهِمَّةُ، لِذَلِكَ عَلَّمَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِفَضْلِهِ العَظِيمِ مَا لَمْ يَكُنْ ... المزيد

 21-03-2019
 
 1848
13-03-2019 1713 مشاهدة
312- مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:«فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ»

وَجَاءَتْ تَارَةً بِمَدْحِ أَهْلِهِ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾. وَقَالَ: ﴿وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾. وَقَالَ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا ... المزيد

 13-03-2019
 
 1713

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414948931
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :