مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
53 ـ الوصايا الربانية للحبيب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ (9)
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فيا أيُّها الإخوةُ الكرام: ربُّنا عزَّ وجلَّ لا يُكَلِّفُ العَبدَ إلا بعدَ عَطاءٍ، يُسبِغُ عليهِ النِّعَمَ وبعدَ ذلكَ يُكَلِّفُهُ، قال تعالى: ﴿لإِيلافِ قُرَيْش * إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْف * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْف﴾.
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لله أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُون﴾.
ومن جُملَةِ ما أسبَغَ اللهُ تعالى على الإنسانِ أنَّهُ أَسجَدَ له ملائِكَتَهُ، قال تعالى: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِين﴾.
فَنِعَمٌ مِن الله تعالى سابِقَةٌ، ونِعَمٌ بعدَ التَّكليفِ لاحِقَةٌ، ولو حَقَّقَ الإنسانُ في التَّكليفِ فإنَّهُ يَجِدُ أنَّ التَّكليفَ بِحَدِّ ذاتِهِ نِعمَةٌ من أعظَمِ نِعَمِ الله تعالى.
الوَصِيَّةُ الرَّبَّانِيَّةُ التَّاسِعَةُ للحَبيبِ الأعظَمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
أيُّها الإخوة الكرام: بعدَ الوَصايا الثَّمانِيَةِ التي ذَكَرَ اللهُ تعالى في سورَةِ الحِجرِ لسيِّدِنا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وهذهِ الوَصايا من جُملَةِ النِّعَمِ التي أسبَغَها اللهُ تعالى على سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جاءَتِ الوَصِيَّةُ الرَّبَّانِيَّةُ التَّاسِعَةُ بأمرِهِ بالسُّجودِ، قال تعالى:
﴿وَكُن مِّنَ السَّاجِدِين﴾
أَوصاهُ ربُّنا عزَّ وجلَّ وكَلَّفَهُ وأمَرَهُ أن يَكونَ من السَّاجِدينَ، وكيفَ لا يَكونُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من السَّاجِدينَ؟ وربُّنا عزَّ وجلَّ أسبَغَ عليهِ نِعَماً لم تَكُن لأحَدٍ من قَبلِهِ، ولا لأحَدٍ من بَعدِهِ، والتي من جُملَتِها قَولُهُ تعالى: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِين﴾.
يَقولُ ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ في قَولِهِ تعالى: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِين﴾: أي تَنَقُّلُهُ وسُلالَتُهُ في أَصلابِ الآباءِ، آدم ونوح وإبراهيم، حتَّى أخرَجَهُ نَبِيَّاً.
وجاءَ في الأثَرِ: «لَمْ أزَل أُنْقَلُ مِنْ أصْلابِ الطَّاهرينَ إلى أرْحَامِ الطَّاهِرَاتِ».
السُّجودُ نِعمَةٌ من الله تعالى على عَبدِهِ:
أيُّها الإخوة الكرام: من رأى نَفسَهُ مُوَفَّقاً لِنِعمَةِ الله ـ السُّجود ـ فليُكثِر من حَمدِ الله تعالى وشُكرِهِ على هذهِ النِّعمَةِ، فإذا جَهِلَ العَبدُ قَدْرَ هذهِ النِّعمَةِ في الحَياةِ الدُّنيا فسوفَ يَتَحَسَّرُ عليها يومَ القِيامَةِ.
قال تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُون﴾. في يَومِ القِيامَةِ عِندَما يَتَجَلَّى ربُّنا عزَّ وجلَّ على الخَلائِقِ، ويَعظُمُ الخَطبُ في أرضِ المَحشَرِ يُدعى الجَميعُ إلى السُّجودِ، فمن كانَ راكِعاً ساجِداً لله تعالى في الحَياةِ الدُّنيا يَسجُدُ، وغَيرُهُم لا يَستَطيعونَ.
روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، فَيَبْقَى كُلُّ مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقاً وَاحِداً».
أيُّها الإخوة الكرام: حافِظوا على نِعمَةِ السُّجودِ، ودَرِّبوا عليها أولادَكُم، ومُروا بها أهلَكُم، لأنَّها نِعمَةٌ يَخُصُّ بها ربُّنا عزَّ وجلَّ من أرادَ هِدايَتَهُ هِدايَةَ مَعُونَةٍ، بعدَ أن استَجابَ لِهِدايَةِ الدِّلالَةِ.
من ثَمَراتِ السُّجودِ:
أيُّها الإخوة الكرام: السُّجودُ بِحَدِّ ذاتِهِ نِعمَةٌ من الله تعالى يَستَحِقُّ الشُّكرَ عليها، من ثَمَراتِ هذا السُّجودِ:
أولاً: السَّاجِدُ أتى بأحَبِّ الأعمالِ إلى الله تعالى:
روى الإمام مسلم عن مَعْدَان بْن أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ قَالَ: لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللهُ بِهِ الْجَنَّةَ ـ أَوْ قَالَ: قُلْتُ: بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى الله ـ فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لله، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لله سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً».
وروى الطبراني في الأوسط عن حُذَيفَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ما من حَالٍ يَكونُ عليها العَبدُ أحَبَّ إلى الله من أن يَراهُ ساجِداً مُعَفِّراً وجهَهُ في التُّرابِ».
السَّاجِدُ يَكونُ قَريباً من الله تعالى:
روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ».
وخاصَّةً إذا كانَ السُّجودُ ليلاً، فإنَّ النِّعمَةَ تَعظُمُ من الله تعالى على عَبدِهِ، لأنَّ اللهَ تعالى يَكونُ قَريباً منهُ، وخاصَّةً في الجَوفِ الأخيرِ من اللَّيلِ، روى الترمذي عن عَمْرو بْن عَبَسَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِن الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْآخِرِ، فَإِن اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ».
ثالثاً: السَّاجِدُ يَلقى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يومض القِيامَةِ:
روى ابن ماجه عن أَبي فَاطِمَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ.
قَالَ: «عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لله سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ بِهَا عَنْكَ خَطِيئَةً».
وفي رواية الإمام أحمد عَنْ أَبِي فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا فَاطِمَةَ، إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَلْقَانِي فَأَكْثِر السُّجُودَ».
رابعاً: السَّاجِدُ يَنالُ مُرافَقَةَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إن شاءَ اللهُ تعالى:
روى الإمام مسلم عن رَبِيعَة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِي رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ.
فَقَالَ لِي: «سَلْ»
فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ.
قَالَ: «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟»
قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ.
قَالَ: «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ».
ورواه الطبراني، قال رَبِيعَةُ بْن كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: كُنتُ أَخْدِمُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَهَارِي، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ أَوَيْتُ إِلَى بَابِ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَبَتُّ عِنْدَهُ، فَلا أَزَالُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ: سُبْحَانَ الله، سُبْحَانَ رَبِّي، حَتَّى أَمَلُّ أَوْ تَغْلِبَنِي عَيْنِي فَأَنَامُ.
فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: «يَا رَبِيعَةُ، سَلْنِي فَأُعْطِيَكَ».
قُلْتُ: أَنْظِرْنِي حَتَّى أَنْظُرَ، وتَذَكَّرْتُ أَنَّ الدُّنْيَا فَانِيَةٌ مُنْقَطِعَةٌ.
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَسْأَلُكَ أنْ تَدْعُوَ اللهَ أَنْ يُجَنِّبَنِي مِنَ النَّارِ وَيُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ.
فَسَكَتَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟»
قُلْتُ: مَا أَمَرَنِي بِهِ أَحَدٌ، وَلَكِنِّي عَلِمْتُ أَنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ فَانِيَةٌ، وَأَنْتَ مِنَ الله بِالْمَكَانِ الَّذِي أَنْتَ بِهِ، أَحْبَبْتُ أنْ تَدْعُوَ الله.
قَالَ: «إِنِّي فَاعِلٌ، فَأَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ».
خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: لقد أوصى اللهُ تعالى سيِّدَنا محمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالسُّجودِ، بِقَولِهِ: ﴿وَكُن مِّنَ السَّاجِدِين﴾. فَعَشِقَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هذهِ الوَصِيَّةَ وهذا الأمرَ، فأكثَرَ من السُّجودِ، وكانَ يُطيلُ في سُجودِهِ حتَّى يَظُنَّ الصَّحبُ الكِرامُ بأنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قد قُبِضَ.
فأينَ نحنُ من هذا الأمرِ؟ وهل سُجودُنا يَكونُ قَريباً من سُجودِهِ أم سُجودُنا نَقرٌ كَنَقرِ الدِّيكِ؟
اللَّهُمَّ أعِنَّا على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عِبادَتِكَ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
الثلاثاء: 15/رمضان/1434هـ، الموافق: 24/تموز / 2013م
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
مِنْ مَظَاهِرِ العِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ سَخَّرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ المَوْجُودَاتِ، وَمِنْ مَظَاهِرِ العِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ بِهِ صَلَّى ... المزيد
الدُّنْيَا كُلُّهَا شَاهِدَةٌ بِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى حَافِظٌ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَنَاصِرٌ لَهُ، وَمُنْتَقِمٌ مِمَّنْ ظَلَمَهُ عَاجِلَاً وَآجِلَاً، آخِذٌ لَهُ بِحَقِّهِ ... المزيد
الدُّنْيَا كُلُّهَا شَاهِدَةٌ بِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى حَافِظٌ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَنَاصِرٌ لَهُ، وَمُنْتَقِمٌ مِمَّنْ ظَلَمَهُ عَاجِلَاً وَآجِلَاً، آخِذٌ لَهُ بِحَقِّهِ ... المزيد
لَقَدِ رَحِمَ اللهُ تعالى هَذِهِ الأُمَّةَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُبَشِّرَاً وَنَذِيرَاً، وَجَعَلَهُ خَاتَمَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَجَعَلَ شَرِيعَتَهُ ... المزيد
فَعَلَى قَدْرِ التَّحَمُّلِ يَكُونُ الأَدَاءُ، وَبِحَسْبِ الشَّهَادَةِ تَكُونُ المُهِمَّةُ، لِذَلِكَ عَلَّمَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِفَضْلِهِ العَظِيمِ مَا لَمْ يَكُنْ ... المزيد
وَجَاءَتْ تَارَةً بِمَدْحِ أَهْلِهِ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾. وَقَالَ: ﴿وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾. وَقَالَ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا ... المزيد