الغَدرُ صِفَةٌ ذَميمَةٌ، وخُلُقٌ مَرذُولٌ، والغادِرُ يُرفَعُ له يومَ القِيامَةِ لِواءٌ ويُفضَحُ على رُؤوسِ الأشهادِ، جزاءً وِفاقاً على ما كانَ يَحمِلُ في صَدرِهِ من السُّوءِ. ... المزيد
الوفاءُ خُلُقٌ رفيعٌ يَدُلُّ على قُوَّةِ الإيمانِ وعُمقِهِ، وطَهارَةِ النَّفسِ وسُمُوِّها، والالتِزامِ بأوامِرِ الله تعالى، حيثُ قال تعالى: {وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم}. ... المزيد
خُلُقُ الوفاءِ خُلُقٌ يَشُفُّ عن إنسانيَّةِ الإنسانِ، ويَكشِفُ عن سُمُوِّ نَفسِهِ، وعُلُوِّ قَدرِهِ، خُلُقٌ لا تَجِدُهُ عندَ طُلَّابِ الدُّنيا، ولا تجِدُهُ عندَ الأنانِيِّينَ، خُلُقُ الوَفاءِ خُلُقُ الكِرامِ البَاذِلينَ، خُلُقُ الرِّجَالِ الأجوادِ، خُلُقُ الأنبِياءِ والمُرسَلينَ، خُلُقُ الصَّادِقينَ العَارِفينَ باللهِ تعالى، خُلُقُ الرُّحَماءِ الذينَ جُبِلَت قُلُوبُهُم على الرَّحمَةِ، خُلُقُ الإنسانِ الكَامِلِ. ... المزيد
الاختلافُ بينَ النَّاسِ أمرٌ طبيعيٌّ، بل هوَ قَدَرٌ حَتميٌّ، قال تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِين * إِلا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}. إنَّها سُّنَّةٌ ماضيَةٌ لا يَستَطيعُ أحدٌ تَغييرَها، ولا تَبدِيلَهَا، ولا الوقوفَ أمامَهَا أو صَدَّهَا، ولكنَّ المَقدورَ عليهِ هوَ مَعرفَةُ الطَّريقِ الصَّحيحِ للخروجِ من أيِّ خِلافٍ دونَ تَضادٍّ أو مُواجَهَةٍ، واجتنابُ الخِصامِ الذي يُورِّثُ عَداوةً ظاهِرَةً أو باطِنَةً، أو يزرعُ إحنَةً باطِنَةً. ... المزيد
أعلمُ النَّاسِ بالله تعالى هوَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وهوَ أتقاهُم، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها قَالَتْ: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «والله إِنِّي لَأَعْلَمُكُمْ بالله عَزَّ وَجَلَّ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ قَلْباً». ... المزيد
ربُّنا عزَّ وجلَّ أرحمُ الرَّاحمينَ، وقد سَبَقَت رحمَتُهُ غَضَبَهُ، كما جاء في الحديث الذي رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ لَمَّا قَضَى الْخَلْقَ كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي». ... المزيد
أيُّها الإخوة الكرام: اللهُ تعالى ربُّ العالمينَ، فهوَ ربُّ جميعِ المخلوقاتِ، فما من مَخلوقٍ في السَّماواتِ أو في الأرضِ أو ما بينَهُما إلا اللهُ تعالى ربُّهُ، ويَدُلُّ على ذلكَ قولُ الله تعالى: {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِين} ... المزيد
لم تُبتَلى الأمَّةُ في مَاضِيها وحَاضِرِها ولا في مُستَقبَلِها بأخطَرَ من النِّفاقِ والمنافقينَ، فَهُم أعظَمُ ضَرَراً، وأكثرُ خَطَراً، وأدومُ مُصيبةً على المؤمنينَ، لأنَّهُم من جِلدَتِهِم، ويَتَكَلَّمونَ بألسِنَتِهِم، ويَعرِفونَ شِعاراتِهِم، ويَتَظاهَرونَ بإسلامِهِم ... المزيد
فقد ضَرَبَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أروَعَ مَثَلٍ في التَّعامُلِ مع الأعداءِ سِلماً وحَرباً، واستغاثَ لِقُرَيشٍ عندما أصابَها القَحْطُ، ورَفَعَ عنها الحِصارَ الذي فَرَضَتهُ اليمامَةُ عليها، وأعلَنَ يومَ فتحِ مكَّةَ: «اليومَ يومُ المرحمَةِ» ... المزيد
لم تَعرِفِ البَشريَّةُ على الإِطلاقِ أحداً من الأنبياءِ عليهمُ الصلاةُ والسَّلام، ولا من غَيرِ الأنبياءِ أنَّهُ قاربَ أو دَانى سيِّدَنا رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في خُلُقِ الرَّحمةِ حتَّى مَعَ الكُفَّارِ والمُشركينَ والمُعانِدينَ، ومعَ الذينَ أَساؤُوا إليهِ ولأَصحَابِهِ الكِرامِ رَضِيَ اللهُ عنهُم ... المزيد
أقولُ لمن لم يعرِفْ حقيقةَ الذي أرسلَهُ اللهُ تعالى رحمةً للعالمينَ: إنَّ سيِّدَنا رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لم يَكُن أحَدٌ من الخلقِ يُقارِبُهُ أو يُدانِيهِ في رحمتِهِ التي شَمَلَت جميعَ الخلقِ من مؤمنٍ وكافرٍ، ومُحِبٍّ ومُبغِضٍ، وصديقٍ وعدوٍّ، ووفيٍّ وخائِنٍ، لِيَكونَ بذلكَ المظهرَ الكامِلَ لِرَحمةِ الله تعالى في خَلقِهِ، ثمَّ لِيَكونَ الأُسوةَ الصَّالِحَةَ والقُدوةَ الصَّادِقَةَ لأُمَّتِهِ من بعدِهِ ... المزيد
ما عَرَفَتِ الدُّنيا ولن تعرِفَ أرحمَ ممَّن جَعَلَهُ ربُّنا عزَّ وجلَّ رحمةً للعالمينَ، فلم يكُن له نظيرٌ في الخَلْقِ على الإطلاقِ، ولا يلحَقُهُ أو يُقارِبُهُ في رحمتِهِ رسولٌ ولا نبيٌّ ولا ملكٌ، وكيفَ يَلحَقُهُ أحَدٌ وهوَ مَشمولٌ في رحمتِهِ؟ قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين﴾. ... المزيد
لو تأمَّلَ المنصِفُ في سِيرَةِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وتعرَّفَ على جميلِ أثَرِهِ، وحَميدِ سِيرَتِهِ، وبَراعةِ عِلمِهِ، ورَجاحةِ عقلِهِ وحِلمِهِ، وجُملةِ كمالِهِ ... المزيد
فَالتَّواضُعُ من سِيماءِ الصَّالِحينَ، ومن أخصِّ خِصالِ المؤمنينَ المُتَّقينَ، ومن كريمِ سجايَا الأنبياءِ والمُرسَلينَ عليهمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ أجمعينَ ... المزيد
فيأيُّهَا الإخوَةُ الكرام: لقد أَمَرَ الحبيبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أن يُحدِّث الأمَّةَ بِنِعمَةِ اللهِ عزَّ وجل عليهِ، وذلكَ من أجلِ أن تَعرِفَ حقَّهُ ومِقدارَهُ، وتُعظِّمَهُ وتُوَقِّرَهُ، وتُحبَّهُ وتتَّبِعَهُ، لِتَفوزَ الأمَّةُ بعد ذلكَ بِمَحبَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ لها ... المزيد
فيأيُّهَا الإخوَةُ الكرام: ما أجمَلَ هذهِ الكَلمةَ وأحلاهَا عندما تَصدُرُ من فَمٍ طَاهرٍ صَادِقٍ مَعصومٍ شَهِدَ اللهُ تعالى بِطهارتِهِ ونزاهتِهِ بقولِهِ تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } ... المزيد