لن تَجِدوا في تاريخِ سِيَرِ الرِّجالِ من فَجرِ الخَليقَةِ إلى يَومِنا هذا، بل إلى قِيامِ السَّاعَةِ رَجُلاً يُداني أو يُضاهي سيِّدَنا رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في كمالِ خُلُقِهِ، وعَظَمَةِ شَخصِيَّتِهِ، وباهِرِ وَفائِهِ ... المزيد
اِتِّباعُ الكامِلِ يُكَمِّلُ، كما أنَّ اتِّباعَ النَّاقِصِ يُنَقِّصُ، وقد أجمَعَ جَميعُ عُقَلاءِ الدُّنيا على أنَّهُ لا أكمَلَ من شَخصِيَّةِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في السَّابِقينَ ولا في اللَّاحِقينَ، فمن أرادَ الكَمالَ فَعَلَيهِ باتِّباعِ الحبيبِ المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
أعظَمُ النَّاسِ وَفاءً على الإطلاقِ هوَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وكيفَ لا يكونُ كذلكَ وهوَ الذي أرسَلَهُ اللهُ تعالى رَحمَةً للعالمينَ؟ ومَا خُلُقُ الوَفاءِ إلا مِن الرَّحمَةِ. ... المزيد
كَمَالُ شَخصِيَّةِ الإنسانِ بِعُبودِيَّتِهِ لله تعالى، وبِحُسنِ مُعامَلَتِهِ معَ الخَلقِ، ولقد شَرَعَ اللهُ تعالى لِعِبادِهِ الأخْذَ بِمَعَالي الأُمورِ، ونَبْذَ سَفاسِفِها ... المزيد
أصحابُ الهِمَمِ العالِيَةِ، الذينَ عَرَفوا أنَّ الدُّنيا فانِيَةٌ، والآخِرَةَ باقِيَةٌ، جَعَلوا قُدوَتَهُم سيِّدَنا رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حيثُ كانَ من أخلاقِهِ الوَفاءُ للوَطَنِ ولأهلِهِ. ... المزيد
لقد أكرَمَنا اللهُ عزَّ وجلَّ بِتَشريعٍ عَظيمٍ، من سِماتِهِ أنَّهُ من التَزَمَهُ صارَ حيَّاً، ومن تَرَكَهُ كانَ مَيِّتَ الأحياءِ ... المزيد
لقد اهتَمَّ الإسلامُ بالعَدلِ اهتِمامَاً عَظِيماً، وبَيَّنَ أنَّ إقامَةَ العَدلِ بينَ النَّاسِ ـ جميعِ النَّاسِ، لا فَرقَ بينَ مُؤمِنٍ وكَافِرٍ، وقَرِيبٍ وبَعِيدٍ، ومَحبُوبٍ ومَبغُوضٍ ـ ليسَت مِن الأمورِ التَّطَوُّعِيَّةِ التي تُترَكُ لِمَزاجِ الحَاكِمِ وهَواهُ، بل إنَّ إقامَةَ العَدلِ بينَ النَّاسِ في دِينِنا تُعَدُّ من أقدَسِ العِباداتِ والواجِباتِ التي يُتَقَرَّبُ بها إلى الله تعالى ... المزيد
لقد أكرَمَنا اللهُ تعالى بِتَشريعٍ سَادَت فيِهِ الأمَّةُ على جَميعِ الخَلقِ، بِتَشريعٍ يَسمو بالمُجتَمَعِ الإنسانِيِّ إلى أَرقَى المُستَوَياتِ، ومِن جُملةِ هذا التَّشريعِ الذي أكرَمَنا اللهُ تعالى به خُلُقُ العَدلِ، حيثُ يُعَدُّ مِن أَسمَى القِيَمِ الإِنسانِيَّةِ التي جَاءَ بِهَا الإِسلامُ. ... المزيد
: لقد جاءَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للبَشَرِيَّةِ جَمعاءَ لِيَحكُمَ بينَ النَّاسِ جميعاً، لا بينَ المؤمنينَ فقط، ومن شَرطِ الحُكمِ بينَ النَّاسِ القِيامُ بالعَدلِ فيما يَختَصِمونَ فيهِ، فلا يَقولَنَّ قائِلٌ هذا مسلِمٌ وذاكَ كافِرٌ، فإذا كانَ الحَقُّ معَ الكَافِرِ فلا بُدَّ أن يأخُذَهُ، وإن كَانَ الحَقُّ على المُؤمنِ فلا بُدَّ أن يُؤخَذَ منهُ. ... المزيد
الإنسانُ مَفطورٌ ومَجبولٌ طَبعُهُ على الطَّمَعِ، وهذا في الإنسانِ كمالٌ وليسَ نَقصاً إذا عَرَفَ كيفَ يُوَظِّفُ هذا الطَّبعَ، فإن كانَ طَمَعُهُ فيما عندَ الله تعالى كانَ طَمَعاً مَمدُوحاً، وصاحِبُهُ مَحموداً عندَ الله تعالى. ... المزيد
لقد تَمَكَّنَتِ الدُّنيا من قُلوبِ كثيرٍ من النَّاسِ، حتَّى أوقَعَتْهُم في بعضِ المخالفاتِ الشَّرعِيَّةِ، بل أوقَعَتْهُم في بعضِ الموبِقاتِ، بِسَبَبِها هَجَرَ الأخُ أخاهُ، وهَجَرَ أُختَهُ، بِسَبَبِها حُرِمَ بعضُ الوَرَثَةِ من إرثِ مُوَرِّثِهِم، فكم من زوجةٍ حُرِمَت من إرثِها؟ وكم من بنتٍ حُرِمَت من إرثِها؟ وكم من يَتيمٍ ضَاعَ حَقُّهُ من إرثِهِ؟ ... المزيد
ليسَ هُناكَ مَركَب أَسرَع للوُصُولِ إلى الله تعالى منَ الجُودِ والكَرَمِ، فَهُوَ جَوادٌ مُسرِعٌ كالبَرقِ، يَصِلُ بِصَاحِبِهِ إلى مُبتَغاهُ في أَسرَعِ وَقتٍ وبِأقلِّ مَؤونَةٍ، يَكَادُ من سُرعَتِهِ التي كَالبَرقِ، يَخطَفَ أبصَارَ النَّاظِرينَ إليهِ، لِذَا كَانَ الُجودُ والكَرمُ والسَّخاءُ من الأَخلاقِ التي تَرفَعُ صَاحِبَهَا فوقَ نَظَراتِهِ. ... المزيد
لقد أخرَجَ اللهُ تعالى أمَّةَ سيِّدِنا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِمُهِمَّةٍ سامِيَةٍ وعالِيَةٍ وغالِيَةٍ جدَّاً، لِمُهِمَّةٍ عَظيمةٍ طالَ انتِظارُ البَشَرِيَّةِ لها، لِمُهِمَّةٍ تَشاغَلَت عنها أمَمُ الأنبياءِ السَّابِقينَ حتَّى نَسِيَتها، وبذلكَ استَحَقَّتِ اللَّعنَةَ على لِسانِ أنبيائِهَا، ... المزيد
إنَّ الحياةَ الدُّنيا مهما بَلَغَ شأوُ نَعيمِها لا يَزِنُ ذَرَّةَ رَملٍ من مَعِينِ الآخِرَةِ، وإنَّ أعظَمَ ما في الدُّنيا من مَصائِبَ وشَدائِدَ يَهونُ أَمامَ نَعيمِ دَارِ الآخِرَةِ، ولا يُعادِلُ مِقدارَ شَرارَةٍ صَغيرةٍ مِن نارِ جَهَنَّمَ. ... المزيد
الغِنَى غِنَى القَلبِ، والفَقرُ فَقرُ القَلبِ، هَذهِ حَقِيقَةٌ يَجِبُ أن تكونَ ماثِلَةً أمامَ الأعيُنِ، وخَاصَّةً في هَذهِ الأَزمَةِ التي يَمُرُّ بها بَلَدُنا الحبيبُ. ... المزيد
إنَّ تَوثيقَ عُرَى المَوَدَّةِ بينَ المُسلِمينَ، وتَصفِيَةَ القُلُوبِ منَ الغِلِّ والحِقدِ والحَسَدِ، والحِرصَ على مَا يَجلِبُ المَوَدَّةَ والتَآلُفَ والتَّنَاصُرَ، وتَجَنَّبَ ما يُوغِرُ الصَّدرَ، ويُورِثُ العَداوَةَ وَاجِبٌ شَرعِيٌّ تَقتَضِيهِ الإخوَةُ الإيمانيَّةُ ... المزيد
نِعَمُ الله تعالى على عبدِهِ كثيرةٌ، وأَعظَمُ هذهِ النِّعَمِ نِعمَةُ العَقلِ، حيثُ وَهَبَ اللهُ تعالى العَبدَ هذهِ النِّعمَةَ وفَضَّلَهُ بها على جَميعِ المخلوقاتِ، حيثُ بالعَقلِ يعرِفُ الإنسانُ الخَيرَ من الشَّرِّ، والضَّلالَ من الهُدى، وبه يُمَيِّزُ بينَ المنفَعَتَينِ فيأخُذُ بأكبَرِهَا، ويُمَيِّزُ بينَ الضَّرَرَينِ فَيَدرأُ الأكبرَ بالأصغَرِ ... المزيد
فَيَأيُّهَا الإخوَةُ الكرام: إنَّ لُبَابَ الإِسلامِ، وزِينَةَ الأَنامِ، وذُروَةَ سَنَامِ الأخلاقِ، السَّماحةُ. بِهَا تَصفو القُلوبُ، ويَسُودُ الوِئَامُ، ويُسعَدُ الأَنامُ، وأوَّلُ مَن يَسعَدُ بِهَا صاحِبُهَا، وهوَ خيرُ النَّاسِ وأفضَلُهُم ... المزيد
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: بالسَّماحَةِ فُتِحَتِ القُلوبُ، ورَفَعَت أصحابَها عندَ علَّامِ الغُيوبِ، وبِهَا جَاءَ سَيِّدُنَا رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ... المزيد
لقد تَعَدَّدَت أساليبُ التَّعامُلِ مع الأسرى من مُجتَمَعٍ إلى مُجتَمَعٍ، ومن دِيانةٍ إلى أخرى، وكانَ الغالِبَ الأعَمَّ الذي يَغلِبُ على الجميعِ هوَ القَسوَةُ والبَطشُ والانتِقامُ والظُّلمُ والتَّغَشِّي، حتَّى جاءَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُنقِذاً للبَشَرِيَّةِ جَمعاءَ من الظُّلمِ، ... المزيد