(وَهَذَا العِلْمُ ــ يَعْنِي التَّصَوُّفَ ــ مِنَ العُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ الحَادِثَةِ في الـمِلَّةِ، وَأَصْلُهُ أَنَّ طَرِيقَةَ هَؤُلَاءِ القَوْمِ لَمْ تَزَلْ عِنْدَ سَلَفِ الأُمَّةِ وَكِبَارِهَا مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ طَرِيقَةَ الحَقِّ وَالهِدَايَةِ، وَأَصْلُهَا العُكُوفُ عَلَى العِبَادَةِ، وَالانْقِطَاعُ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَالإِعْرَاضُ عَنْ زُخْرِفِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا، وَالزُّهْدُ في مَا يُقْبِلُ عَلَيْهِ الجُمْهُورُ مِنْ لَذَّةٍ وَمَالٍ وَجَاهٍ، وَالانْفِرَادُ عَنِ الخَلْقِ، وَالخَلْوَةُ للعِبَادَةِ، وَكَانَ ذَلِكَ عَامَّاً في الصَّحَابَةِ وَالسَّلَفِ، فَلَمَّا فَشَا الإِقْبَالُ عَلَى الدُّنْيَا في القَرْنِ الثَّانِي وَمَا بَعْدَهُ، وَجَنَحَ النَّاسُ إِلَى مُخَالَطَةِ الدُّنْيَا، اخْتَصَّ الـمُقْبِلُونَ عَلَى العِبَادَةِ بِاسْمِ الصُّوفِيَّةِ). ... المزيد
يَقُولُ سَيِّدِي العَارِفُ بِاللهِ تعالى، المُرْشِدُ الكَبِيرُ، سَيِّدِي وَمَوْلَايَ الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِر عِيسَى رَحِمَهُ اللهُ تعالى، في كِتَابِهِ: حَقائِقُ عَنِ التَّصَوُّفِ: نَشْأَةُ عِلْمِ التَّصَوُّفِ: يَقُولُ الدكتور أَحْمَد عَلْوَشْ: (قَدْ يَتَسَاءَلُ الكَثِيرُونَ عَنِ السَّبَبِ في عَدَمِ انْتِشَارِ الدَّعْوَةِ إِلَى التَّصَوُّفِ في صَدْرِ الإِسْلَامِ، وَعَدَمِ ظُهُورِ هَذِهِ الدَّعْوَةِ إِلَّا بَعْدَ عَهْدِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَالجَوَابُ عَنْ هَذَا: إِنَّهُ لَمْ تَكُنْ مِنْ حَاجَةٍ إِلَيْهَا في العَصْرِ الأَوَّلِ، ... المزيد
كَثُرَتِ الأَقْوَالُ في اشْتِقَاقِ التَّصَوُّفِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: مِنَ الصُّوفَةِ، لِأَنَّ الصُّوفِيَّ مَعَ اللهِ تَعَالَى كَالصُّوفَةِ الـمَطْرُوحَةِ، لِاسْتِسْلَامِهِ للهِ تَعَالَى. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ مِنَ الصِّفَةِ، إِذْ جُمْلَتُهُ: اتِّصَافٌ بِالـمَحَاسِنِ، وَتَرْكُ الأَوْصَافِ الـمَذْمُومَةِ. ... المزيد
يَقُولُ سَيِّدِي العَارِفُ بِاللهِ تعالى، المُرْشِدُ الكَبِيرُ، سَيِّدِي وَمَوْلَايَ الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِر عِيسَى رَحِمَهُ اللهُ تعالى، في كِتَابِهِ: حَقائِقُ عَنِ التَّصَوُّفِ: تَعْرِيفُ التَّصَوُّفِ: قَالَ القَاضِي شَيْخُ الإِسْلَامِ زَكَرِيَّا الأَنْصَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (التَّصَوُّفُ عِلْمٌ تُعْرَفُ بِهِ أَحْوَالُ تَزْكِيَةِ النُّفُوسِ، وَتَصْفِيَةُ الأَخْلَاقِ وَتَعْمِيرُ الظَّاهِرِ وَالبَاطِنِ لِنَيْلِ السَّعَادَةِ الأَبَدِيَّةِ). ... المزيد
يَقُولُ سَيِّدِي العَارِفُ بِاللهِ تعالى، المُرْشِدُ الكَبِيرُ، سَيِّدِي وَمَوْلَايَ الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِر عِيسَى رَحِمَهُ اللهُ تعالى، في كِتَابِهِ: حَقائِقُ عَنِ التَّصَوُّفِ: ... المزيد
عَرَفْنَا في الدَّرْسِ المَاضِي أَنَّ مَرَاتِبَ الدِّينِ ثَلَاثَةٌ: الإِسْلَامُ، وَالإِيمَانُ، وَالإِحْسَانُ، وَكُلُّ مَرْتَبَةٍ لَهَا أَرْكَانُهَا، وَالإِحْسَانُ أَعْلَاهَا. فَالإِسْلَامُ يُمَثِّلُ أَعْمَالَ الجَوَارِحِ، وَالإِيمَانُ يُمَثِّلُ أَعْمَالَ القُلُوبِ، وَالإِحْسَانُ إِتْقَانُ تِلْكَ الأَعْمَالِ، وَحُسْنُ أَدَائِهَا مَعَ كَمَالِ التَّوَجُّهِ بِهَا إلى اللهِ تعالى. ... المزيد
مِنْ خِلَالِ الحَدِيثِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ. ... المزيد