194ـ وصية أيام المحن

194ـ وصية أيام المحن

كلمة شهر ربيع الآخر 1444

194ـ وصية أيام المحن

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: نِعَمُ اللهِ تعالى عَلَيْنَا كَثِيرَةٌ وَغَزِيرَةٌ، وَمِنْ أَعْظَمِهَا أَنْ جَعَلَنَا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ، وَأَكْرَمَنَا بِدِينٍ كَامِلٍ، وَشَرْعٍ شَامِلٍ، وَقَوْلٍ فَصْلٍ، وَقَضَاءٍ عَدْلٍ، مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ حَصَلَ عَلَى المَنَاقِبِ الفَاخِرَةِ، وَحَصَلَتْ لَهُ سَعَادَةُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَإِلَّا حَصَلَ لَهُ الشَّقَاءُ وَالاضْطِرَابُ وَالضِّيقُ، وَصَدَقَ اللهُ تعالى القَائِلُ: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾.

وَصَدَقَ اللهُ تعالى القَائِلُ: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.

مَا أَحْوَجَ المُسْلِمِينَ إلى العَوْدَةِ إلى دِينِهِمْ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَا أَحْوَجَ المُسْلِمِينَ في زَمَنٍ عَظُمَتْ فِيهِ المُصِيبَةُ، وَحَلَّتْ بِهِ الرَّزَايَا، وَتَكَالَبَ عَلَيْهِمْ أَعْدَاؤُهُمْ، أَنْ يَرْجِعُوا إلى دِينِهِمْ، وَيَنْظُرُوا في مَوَاقِعِ الخَلَلِ، وَمَوَاطِنِ الزَّلَلِ، وَيُصْلِحُوا مَا فَسَدَ، وَيَكُونُوا وَحْدَةً كَالجَسَدِ الوَاحِدِ، لِيَغْسِلُوا عَنْهُمْ أَوْضَارَ الذُّلِّ وَالهَوَانِ، وَيُزِيلُوا غُصَصَ القَهْرِ وَالخِذْلَانِ، وَيَتَخَلَّصُوا مِنَ التَّبَعِيَّةِ المَقِيتَةِ، وَالمُجَارَاةِ المُمِيتَةِ؟

مَا أَحْوَجَنَا اليَوْمَ، وَقَدْ مُيِّعَتْ فِيهِ الحَقَائِقُ الشَّرْعِيَّةُ، وَضُيِّعَتِ الثَّوَابِتُ، وَانْتَشَرَتِ المُصْطَلَحَاتُ الشَّيْطَانِيَّةُ، وَالاجْتِهَادَاتُ العَقِيمَةُ، وَالآرَاءُ السَّقِيمَةُ التي لَا تَتَّفِقُ مَعَ الدِّينِ الحَنِيفِ، وَلَا مَعَ العَقْلِ الحَصِيفِ، مَا أَحْوَجَنَا إلى العَوْدَةِ إلى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالالْتِفَافِ حَوْلَ العُلَمَاءِ العَامِلِينَ الرَّبَّانِيِّينَ، وَمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الأُمَّةِ ، مَا أَحْوَجَنَا إلى الالْتِزَامِ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾؟

كُلَّمَا اشْتَدَّتِ البَلَايَا وَجَبَ التَّضَافُرُ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنَ الوَاجِبِ عَلَيْنَا كُلَّمَا اشْتَدَّتْ بِنَا البَلَايَا وَالرَّزَايَا أَنْ يَقْوَى تَضَافُرُنَا، وَيَشْتَدَّ تَنَاصُرُنَا، لِنُصْرَةِ دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَحِمَايَةً لِبِلَادِنَا، وَأَنْ نَكُونَ كَالجَسَدِ الوَاحِدِ، وَالصَّفِّ الوَاحِدِ، مُتَعَاضِدِينَ مُتَسَانِدِينَ، مُتَعَاوِنِينَ عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى، مُتَنَاهِينَ عَنِ الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ، نَابِذِينَ العَدَاءَ وَالبَغْضَاءَ، حَتَّى نُفَوِّتَ عَلَى أَعْدَائِنَا فُرْصَتَهُم وَبُغْيَتَهُم في زَرْعِ بُذُورِ التَّمَزُّقِ وَالتَّفَرُّقِ.

مِنَ الوَاجِبِ عَلَيْنَا الْتِزَامُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.

وَقَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ» رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

نَحْنُ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ عَلَى اخْتِلَافِ أَجْنَاسِنَا وَأَلْوَانِنَا وَبِلَادِنَا، نَسْعَدُ بِسَعَادَةِ بَعْضِنَا، وَنَتَأَلَّمُ بِآلَامِ بَعْضِنَا، دِينُنَا وَاحِدٌ، قُرْآنُنَا وَاحِدٌ، نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَاحِدٌ، رَبُّنَا وَاحِدٌ، يَقُولُ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ المُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَلَا تُخْفِرُوا اللهِ فِي ذِمَّتِهِ» رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: تَذَكَّرُوا أَنَّ المُسْلِمَ لَهُ حُرْمَةٌ عَظِيمَةٌ، وَمَكَانَةٌ كَرِيمَةٌ، وَفي أَيَّامِ المِحَنِ وَالنَّوَازِلِ يَجِبُ عَلَيْنَا أن نَتَذَكَّرَ حُرْمَةَ الإِنْسَانِ المُسْلِمِ، وَنَتَذَكَّرَ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا صَعِدَ المِنْبَرَ، وَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا» وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا. آمين.

**    **    **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 1/ربيع الآخر /1444هـ، الموافق: 27/ تشرين الأول / 2022م

 2022-11-06
 260
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  كلمة الشهر

23-03-2023 72 مشاهدة
199ـ ها هي أيام التجارة الرابحة

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُهِلَّ عَلَيْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ بِالخَيْرِ وَالبَرَكَةِ، وَأَنْ يَجْعَلَ هَذَا الشَّهْرَ العَظِيمَ المُبَارَكَ شَهْرَ صُلْحٍ مَعَ اللهِ تعالى، وَشَهْرَ عَوْدَةٍ إلى رِحَابِهِ جَلَّ وَعَلَا. فَيَا مَنْ طَالَتْ غَيْبَتُهُ ... المزيد

 23-03-2023
 
 72
24-02-2023 156 مشاهدة
198ـ ما أحوجنا إلى العودة إلى ديننا

مَا أَحْوَجَنَا اليَوْمَ في زَمَنٍ عَظُمَتْ فِيهِ المَصَائِبُ، وَحَلَّتْ بِهِ الرَّزَايَا، وَتَخْطِفُ الأُمَّةَ أَيْدِي حَاسِدِيهَا، وَتَنْهَشُهَا أَفْوَاهُ أَعَادِيهَا؛ الكَرَامَةُ مَسْلُوبَةٌ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ ... المزيد

 24-02-2023
 
 156
23-01-2023 337 مشاهدة
197ـ أيها المغرور عمرك قصير

الحَيَاةُ الدُّنْيَا دَارُ لَهْوٍ وَلَعِبٍ، وَدَارُ اخْتِبَارٍ وَابْتِلَاءٍ، وَدَارُ مَمَرٍّ لَا مَقَرٍّ، وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَارِ، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ ... المزيد

 23-01-2023
 
 337
30-12-2022 239 مشاهدة
196ـ مسايرة الواقع جريمة

مِنْ عَلَامَاتَ تَوْفِيقِ اللهِ تعالى لِعَبْدِهِ، أَنْ يَجْعَلَهُ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِهِ، وَأَنْ يَرْزُقَهُ اليَقَظَةَ وَالتَّنَبُّهَ في حَيَاتِهِ الدُّنْيَا، فَلَا تَرَاهُ إِلَّا حَذِرًا مُحَاسِبًا نَفْسَهُ، خَائِفًا مِنَ الزَّيْغِ ... المزيد

 30-12-2022
 
 239
16-12-2022 189 مشاهدة
195ـ لا يكن إيمانك إيمان هوى

مِنْ أَرْكَانِ الإِيمَانِ، الإِيمَانُ بِالقَضَاءِ وَالقَدَرِ، وَالرِّضَا عَنِ اللهِ تعالى بِأَحْكَامِهِ، وَالرِّضَا بِقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ، حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، خَيْرِهِ وَشَرِّهِ فِيمَا يَبْدُو ذَلِكَ. أَمَّا الرِّضَا عَنِ اللهِ تعالى في عَطَائِهِ ... المزيد

 16-12-2022
 
 189
25-09-2022 214 مشاهدة
193ـ جيل رباه سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)

هَذَا هُوَ شَهْرُ الرَّبِيعِ أَطَلَّ عَلَى الأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ، لِيَرْبِطَهَا بِنَبِيِّهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلِتَنْظُرَ إلى الجِيلِ الذي رَبَّاهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ... المزيد

 25-09-2022
 
 214

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5593
المقالات 3054
المكتبة الصوتية 4465
الكتب والمؤلفات 19
الزوار 409461642
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2023 
برمجة وتطوير :