324ـ خطبة الجمعة: قل دائماً: فأين الله؟

324ـ خطبة الجمعة: قل دائماً: فأين الله؟

 

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أمَّةَ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، إنَّ أمَّتَكُم هَذهِ التِي ابتَعَثَ إليها ربُّنا عزَّ وجلَّ سيِّدَنا محمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ربَّاهَا على مُراقَبَةِ اللهِ تعالى، حتَّى تَتَحَقَّقَ بالعُبودِيَّةِ لَهُ تَعالى، وحتَّى تَتَحَرَّرَ من عُبودِيَّةِ الدُّنيا والمَالِ والجَاهِ والسِّيادَةِ والرِّيادَةِ والأهوَاءِ.

جاءَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيُرَبِّيَ هذهِ الأمَّةَ على مُراقَبَةِ اللهِ تَعالى، الذِي يَرى ولا يُرى، على مُراقَبَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ الذِي هُوَ أقربُ إلى العَبدِ من حَبلِ الوَريدِ.

الجزاءُ من جِنسِ العَمَلِ:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: لِحِكمَةٍ أَرادَهَا اللهُ عزَّ وجلَّ أنَّهُ في هذهِ الحياةِ الدُّنيا لا يَراهُ العبدُ، ولكن إذا كانَ العبدُ من أهلِ الجنَّةِ فَسَوفَ يَرى اللهَ تعالى، لأنَّهُ عَبَدَ ربَّهُ مِن خِلالِ قَولِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عندما سُئِلَ عن الإحسانِ، فقال: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

عَبَدَ المؤمنُ ربَّهُ عزَّ وجلَّ من خلالِ مُراقَبَتِهِ لِرَبِّهِ بِقَلبِهِ.

ومن خلالِ استِشعارِهِ قَولَهُ تعالى: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾.

ومن خلالِ استِشعارِهِ قَولَهُ تعالى: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد﴾.

ومن خلالِ استِشعارِهِ قَولَهُ تعالى: ﴿يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾.

ومن خلالِ استِشعارِهِ قَولَهُ تعالى حكايةً عن سيِّدِنا لُقمانَ لِوَلَدِهِ: ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِير﴾.

عَبَدَ المؤمنُ ربَّهُ عزَّ وجلَّ وهوَ ضابِطٌ نفسَهُ ومَشاعِرَهُ وأهواءَهُ وعَواطِفَهُ وأعصابَهُ وعَقلَهُ بِضَوابِطِ الشَّريعَةِ، بِكِتابِ الله عزَّ وجلَّ، وبِسُنَّةِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لذلكَ كانَ جزاؤُهُ يومَ القيامَةِ: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة﴾.

أمَّا غيرُ المؤمنِ الذِي غَفَلَ عَنِ الله تَعالى ونَسِيَ ربَّهُ، فَقَد أَنسَاهُ اللهُ تَعالى نَفسَهُ، وحُجِبَ بالنِّعمَةِ عن المُنعِمِ، فإِذا بِهِ يَعُيثُ في الأَرضِ فَسَادَاً، وكأنَّهُ لا رَبَّ له ـ والعياذُ باللهِ تعالى ـ لِذَلكَ كَانَ جَزاؤُهُ يومَ القيامَةِ: ﴿إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُون﴾.

سَلَفُنا الصَّالِحُ كانَ يُراقِبُ اللهَ تعالى:

يا عِبادَ الله، لقد كانَ سَلَفُنا الصَّالِحُ يُراقِبُ اللهَ تعالى، فَيفعَلُ الطَّاعَةَ طَمَعاً بما عندَ اللهِ تَعالى،ويَنزَجِرُ عن مَعصِيَةِ اللهِ تَعالى خَوفاً مِنَ الله تَعالى، فَمَا كَانَ الوَاحِدُ مِنهُم يُراقِبُ البَشَرَ، وما كَانَ الواحِدُ منهم يُراقِبُ الحاكمَ ولا المَسؤُولَ، وما كَانَ الواحِدُ منهم يُراقِبُ قانونَ البَشَرِ، لأنَّهُم كانوا على يَقينٍ بأنَّهُم آيِبونَ إلى الله تَعالى، وبأنَّ حِسابَهُم على الله تعالى.

كانَ الواحِدُ منهُم إذا وَقَعَ في مُخالَفَةٍ شرعِيَّةٍ تَستوجِبُ إقامَةَ الحدِّ عليه يأتي إلى سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ويقولُ: طَهِّرني يا رسولَ الله.

أخرج الإمام أحمد عن عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ الله، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي.

فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ارْجِعِي».

فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنْ الْغَدِ أَتَتْهُ أَيْضاً، فَاعْتَرَفَتْ عِنْدَهُ بِالزِّنَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي.

فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ارْجِعِي».

فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنْ الْغَدِ أَتَتْهُ أَيْضاً، فَاعْتَرَفَتْ عِنْدَهُ بِالزِّنَا، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ الله، طَهِّرْنِي، فَلَعَلَّكَ أَنْ تَرُدَّنِي كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، فَوَالله إِنِّي لَحُبْلَى.

فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ارْجِعِي حَتَّى تَلِدِي».

فَلَمَّا وَلَدَتْ جَاءَتْ بِالصَّبِيِّ تَحْمِلُهُ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ الله، هَذَا قَدْ وَلَدْتُ.

قَالَ: «فَاذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ».

فَلَمَّا فَطَمَتْهُ جَاءَتْ بِالصَّبِيِّ فِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ، قَالَتْ: يَا نَبِيَّ الله، هَذَا قَدْ فَطَمْتُهُ.

فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالصَّبِيِّ، فَدَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا حُفْرَةٌ، فَجُعِلَتْ فِيهَا إِلَى صَدْرِهَا، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَرْجُمُوهَا.

فَأَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِحَجَرٍ فَرَمَى رَأْسَهَا، فَنَضَحَ الدَّمُ عَلَى وَجْنَةِ خَالِدٍ، فَسَبَّهَا.

فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَبَّهُ إِيَّاهَا، فَقَالَ: «مَهْلاً يَا خَالِدُ بْنَ الْوَلِيدِ، لَا تَسُبَّهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ».

فَأَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ.

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: ما الذي دَفَعَ هذهِ المرأةَ لأن تَطلُبَ إقامَةَ الحَدِّ عليها، مع أنَّه ما رَآها أحَدٌ من الخَلقِ؟ إنَّهُ خَوفُها من الله تعالى، لأنَّها على يَقينٍ بأنَّها راجِعَةٌ إلى الله تعالى، وحِسابُها على الله تعالى.

ما كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: مُنذُ أربعينَ عاماً وأكثرُ كانَ النَّاسُ يَظُنُّ بعضُهُم بِبَعضٍ أنَّهُم من الأولياءِ والصَّالِحينَ والأتقِياءِ، وأنَّ النَّاسَ يَخافونَ اللهَ تعالى ربَّ العالمينَ، ولكنَّ اللهَ تعالى هوَ القائِلُ في كِتابِهِ العظيمِ: ﴿ما كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾.

نعم، أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: جَاءَت هذهِ الفِتنَةُ، وهذهِ المِحنَةُ لِتُظهِرَ مَعادِنَ النَّاسِ، لِتُظهِرَ من يخافُ اللهَ تعالى ممَّن يَخافُ العِبادَ، لِتُظهِرَ مَن كانَ يُراقِبُ اللهَ تعالى ويَخشاهُ ممَّن كانَ يُراقِبُ العِبادَ ويَخشاهُم.

وتَبَيَّنَ أنَّ أكثَرَ النَّاسِ كانوا يَخافونَ الخَلقَ ولا يَخافونَ الخَالِقَ، كانوا يَخافونَ البَشَرَ ولا يَخافونَ من ربِّ البَشَرِ، كانوا يَظُنُّونَ أنَّ عذابَ البَشَرِ كَعَذابِ الله.

جاءت هذهِ المِحنَةُ وأظهَرَت طبائِعَ الكَثيرِ من النَّاسِ الذينَ كانوا يُخادِعونَ اللهَ وهوَ خادِعُهُم، فإذا بالدِّماءِ تُسفَكُ بدونِ حِسابٍ، وإذا بالأَعراضِ تُنتَهَكُ بِدونِ حِسابٍ، وإذا بِالأَموالِ تُسلَبُ بِدونِ حِسابٍ، وإذا بِتَرويعِ النَّاسِ يَقَعُ بدونِ حِسابٍ، وإذا بِغلاءِ الأَسعارِ مِن قِبَلِ التُّجَّارِ بِدونِ حِسابٍ، وهكذا عَدِّد أصنافَ العِبادِ الذينَ ظَهَرَت مَعادِنُهُم في هذهِ الآوِنَةِ، أظهَرَت من يخافُ اللهَ تعالى ويُراقِبُهُ من الذينَ لا يخافونَ اللهَ تعالى ولا يُراقِبونَهُ.

فأينَ اللهُ؟

يا عِبادَ الله، إنَّ مُراقَبَةَ الله تعالى تدفَعُ العبدَ للاستِقامَةِ، إنَّ مُراقَبَةَ الله تعالى سَبَبٌ لِحَقنِ دِماءِ المسلمينَ، ولِسَترِ أعراضِهِم، وللمُحافَظَةِ على أموالهِم، إنَّ مُراقَبَةَ الله تعالى تَجعَلُ العبدَ يقولُ دائماً وأبداً: فأينَ اللهُ إذا غَابَت عَينُ البَشَرِ؟

هذا سيِّدُنا ابنُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنهُما مَرَّ بِرَاعِي غَنَمٍ، فَقَالَ: يَا رَاعِيَ الْغَنَمِ، هَلْ مِنْ جَزْرَةٍ؟

قَالَ الرَّاعِي: لَيْسَ هَا هُنَا رَبُّهَا.

فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: تَقُولُ: أَكَلَهَا الذِّئْبُ.

فَرَفَعُ الرَّاعِي رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: فَأَيْنَ اللهُ؟

قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَنَا والله أَحَقُّ أَنْ أَقُولَ: فَأَيْنَ اللهُ؟

فَاشْتَرَى ابْنُ عُمَرَ الرَّاعِي وَاشْتَرَى الْغَنَمَ، فَأَعْتَقَهُ وَأَعْطَاهُ الْغَنَمَ. رواه الطبراني في الكبير عن زَيْدِ بن أَسْلَمَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

نعم، يا عِبادَ الله، من كانَ حريصاً على نَجاتِهِ يومَ القيامَةِ من عذابِ الله عزَّ وجلَّ يقولُ دائماً بينَهُ وبينَ نفسِهِ إذا غابَ عنهُ الخَلقُ: فأينَ اللهُ؟

فهل بإمكانِ الأمَّةِ من قَضِّها إلى قَضيضِها أن تقولَ دائماً وأبداً: فأينَ اللهُ؟ أينَ من يقولُ في هذهِ الآوِنَةِ: فأينَ اللهُ؟

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: إذا كُنَّا على يَقينٍ من قولِهِ تعالى: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُم * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم﴾. وإذا كُنَّا على يَقينٍ من قولِهِ تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ﴾. فلننطَلِق من هذا اليقينِ لإصلاحِنا وإصلاحِ مُجتَمَعِنا، ولو انطَلَقنا جميعاً من هذا المنطَلَقِ لأصلَحَ اللهُ حالَنا وشأنَنا، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.

لو انطَلَقنا جميعاً من هذا المنطَلَقِ لَكَفَّ كُلُّ واحِدٍ منَّا جَوارِحَهُ الظَّاهِرَةَ والباطِنَةَ عن مُخالَفَةِ أمرِ الله تعالى، ولكن كلمةُ: (فأينَ اللهُ؟) غَابت عن الكثيرِ من العِبادِ، وحُرِمَها الكَثيرُ من الخَلقِ.

يا عِبادَ الله، كُلُّنا راجِعٌ إلى الله تعالى، وكُلُّنا مُحاسَبٌ بينَ يَدَيهِ، فالسَّعيدُ من خَرَجَ من الدُّنيا وذِمَّتُهُ بَريئةٌ من حُقوقِ العِبادِ، والشَّقِيُّ من خَرَجَ منها وذِمَّتُهُ مَشغولَةٌ  بحُقوقِ العِبادِ.

يا من غَفَلَ عن الله تعالى، إن كُنتَ تَعتَقِدُ بأنَّ اللهَ تعالى يَراكَ فلا تَجعَلهُ أهونَ النَّاظِرينَ إليكَ، وإن كُنتَ تَعتَقِدُ أنَّهُ لا يَراكَ فَجَدِّد إيمانَكَ.

أسألُ اللهَ تعالى أن لا يَجعَلَنا من الغافِلينَ، وأسألُهُ أن يَجعَلَنا ممَّن يقولُ بلسانِ الحالِ والمَقالِ إذا غابَ الخَلقُ عنَّا: (فأينَ اللهُ؟) آمين.

أقولُ هَذا القَولَ، وأَستَغفِرُ اللهَ لِي ولَكُم، فَاستَغفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 9/جمادى الثانية /1434هـ، الموافق:19/نيسان / 2013م

 2013-04-19
 9633
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

17-05-2024 93 مشاهدة
914ـ خطبة الجمعة: مهمة المسلم الإصلاح (1)

إِنَّ مُهِمَّةَ العَبْدِ المُؤْمِنِ العِبَادَةُ، وَمِنْ هَذِهِ العِبَادَةِ الإِصْلَاحُ، قَالَ تعالى حِكَايَةً عَلَى لِسَانِ سَيِّدِنَا شُعَيْبٍ عَلَيْه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي ... المزيد

 17-05-2024
 
 93
10-05-2024 310 مشاهدة
913ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (4)

فَرِيضَةُ الحَجِّ ثَابِتَةٌ بِنَصِّ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَبِالإِجْمَاعِ، وَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾. ... المزيد

 10-05-2024
 
 310
02-05-2024 558 مشاهدة
912ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (3)

الحَجُّ شَعِيرَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ شَعَائِرِ دِينِنَا العَظِيمِ، فَرَضَهُ اللهُ تعالى عَلَى عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ مَرَّةً في العُمُرِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ عِنْدَمَا سُئِلَ عَنِ الإِسْلَامِ ـ: ... المزيد

 02-05-2024
 
 558
26-04-2024 509 مشاهدة
911ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (2)

لَقَدْ أَكْمَلَ اللهُ تعالى وَأَتَمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْنَا بِهَذَا الدِّينِ الحَنِيفِ، وَعَظُمَتْ نِعْمَةُ اللهِ تعالى عَلَيْنَا إِذْ فَرَضَ عَلَيْنَا الحَجَّ في العُمُرِ مَرَّةً وَاحِدَةً، للمُسْتَطِيعِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَمِنَ ... المزيد

 26-04-2024
 
 509
19-04-2024 810 مشاهدة
910ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (1)

أَتَوَجَّهُ إلى السَّادَةِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، لِأَقُولَ لَهُمْ: هَنيئًا لَكُمْ يَا مَنْ لَبَّيْتُمْ أَمْرَ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ ... المزيد

 19-04-2024
 
 810
12-04-2024 1532 مشاهدة
909ـ خطبة الجمعة: تعزية لمن أصيب بدينه

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد

 12-04-2024
 
 1532

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414913687
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :