341ـ خطبة الجمعة: وصايا عشر من الزائر الكريم

341ـ خطبة الجمعة: وصايا عشر من الزائر الكريم

 

 مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا عِبادَ الله، لقد وَفَدَ إلينا ضَيفٌ كريمٌ وزائِرٌ عَظيمٌ، بَلَغَت كَرامَتُهُ عِندَ الله تعالى أن صَفَّدَ الشَّياطينَ أيَّامَ زِيارَتِهِ، وفَتَّحَ أبوابَ الجِنانِ، وغَلَّقَ أبوابَ النِّيرانِ، ونادى مُنادٍ من قِبَلِ الله تعالى أيَّامَ زِيارَةِ هذا الضَّيفِ الكريمِ: «يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ» رواه الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

بِبَرَكَةِ هذا الزَّائِرِ الكَريمِ ضاعَفَ اللهُ تعالى الأجرَ على العِبادَةِ، فكانَتِ النَّافِلَةُ فيه بِفَريضَةٍ فيما سِواهُ، كما كانَتِ الفَريضَةُ بِسَبعينَ فيما سِواهُ.

جاءَ هذا الزَّائِرُ الكَريمُ فاستَقبَلَهُ من رَضِيَ بالله تعالى ربَّاً، وبالإسلامِ دِيناً، وبسيِّدِنا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نبِيَّاً ورسولاً حَقَّ الاستِقبالِ، استَقبَلَ هذا الزَّائِرَ الكَريمَ حَقَّ الاستِقبالِ من آمَنَ بالله تعالى وباليَومِ الآخِرِ وذَكَرَ اللهَ كثيراً.

لقد رأى أمراً عَجَباً:

أيُّها الإخوة الكرام: جاءَ هذا الزَّائِرُ الكَريمُ فَرَأى أمراً عَجَباً، رَأى قُلوباً حَزينَةً مُلِئَت بالهُمومِ والأسى، رَأى ظُلماً وَقَعَ على الأمَّةِ، رَأى سَفكَ دِماءٍ بَريئَةٍ، ورَأى هَتكاً للأعراضِ، ورَأى سَلباً للأموالِ، ورَأى خَطفاً للآمِنينَ، ورَأى انتِهاكاً للحُرُماتِ.

وانتَهَت أيَّامُ إقامَتِهِ وانصَرَمَ راحِلاً إلى ربِّهِ عزَّ وجلَّ، فكانَ شهيداً لمن استَقامَ، وسَيَكونُ له شَفيعاً يَومَ القِيامَةِ إن شاءَ اللهُ تعالى، وكانَ شهيداً على من انحَرَفَ، وتَألَّمَ عليهِ لأنَّهُ بَعُدَ من رَحمَةِ الله تعالى، كما جاءَ في الحديثِ الشَّريفِ الذي رواه الطبراني عن أنسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: سَمِعتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقولُ: «هذا رَمَضانُ قد جاءَ، تُفَتَّحُ فيه أبوابُ الجَنَّةِ، وتُغلَقُ فيه أبوابُ النَّارِ، وتُغَلُّ فيهِ الشَّياطينُ، بُعداً لمن أدرَكَ رَمَضانَ ولم يُغفَر له، إذا لم يُغفَر له فيهِ فَمَتَى؟».

وصايا عشر من الزَّائِرِ الكريمِ:

يا عبادَ الله، لقد ارتَحَلَ هذا الزَّائِرُ الكَريمُ ولِسانُ حالِهِ يُوصي هذهِ الأمَّةَ الإسلامِيَّةَ في مَشارِقِ الأرضِ ومَغارِبِها، وخاصَّةً لأهلِ هذا القُطرِ، أهلِ سوريَّا، وكأنَّ لِسانَ حالِهِ يَقولُ: أنا شَهرُ رَمَضانَ، أنا شَهرٌ أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ، فأوصيكُم يا عبادَ الله بَعضَ الوَصايا التي أنزَلَها اللهُ تعالى فِيَّ على قَلبِ الحَبيبِ الأعظَمِ سيِّدِنا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

الوَصِيَّةُ الأولى:

يا أهلَ سوريَّا، لا تَيأسوا من رَوحِ الله إذا اشتَدَّت عليكَمُ المَصائِبُ، لا تَيأسوا من رَحمَةِ الله إذا ضاقَت عليكُمُ الأرضُ بما رَحُبَت، وضاقَت عليكُم أنفُسُكُم، لا تَيأسوا، فأنا أقولُ لكُم: قال تعالى: ﴿وَلا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ الله إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ الله إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُون﴾.

كيفَ يَيأسُ المؤمنُ وربُّهُ على كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، ورَحِمَ اللهُ تعالى القائِلَ:

إذا اللَّيالي أتـاحَـت مـن أكِنَّتِـها   ***   سَيفَ الخُطوبِ فلا تَجزَع لِشَنَّتِها

وإن خَـشيتَ جِراحاً من أسِنَّتِها   ***   دَعِ المقـاديـرَ تَجـري في أعِـنَّتِـهـا

ولا تَبيتَنَّ إلا خَالِيَ البالِ

هل شمتَ حادِثَةً دامَت لِحالَتِها   ***   كلَّا بل الغـوثُ مَـقرونٌ بِغـايَتِها

يا من غَدوتَ يَؤوساً من إزالَتِها   ***   مـا بـَينَ غَمضَةِ عَينٍ وانتِباهَتِهـا

يُغَيِّرُ اللهُ من حالٍ إلى حالِ

   يا ربِّ يا ربِّ يا ربِّ يا ربِّ يا ربِّ حَوِّلْ حالَنا إلى أحسَنِ حالٍ إكراماً لسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

الوَصِيَّةُ الثَّانِيَةُ:

يا أهلَ سوريَّا، اِعتَصِموا بِحَبلِ الله ولا تَفَرَّقوا، كَفاكُم تَحاسُدٌ وتَباغُضٌ وتَقاطُعٌ وتَدابُرٌ، فأنا أذَكِّرُكُم بِقَولِهِ تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون﴾.

اِنطَلِقوا للاعتِصامِ من الدَّائِرَةِ الضَّيِّقَةِ، من دائِرَةِ الأُسرَةِ، تَماسَكوا، اِعتَصِموا، صِلوا بَعضَكُمُ البَعضَ، ولا تَدابَروا، لعلَّ اللهَ أن يَجمَعَ شَملَ الجَميعِ، لأنَّ تَماسُكَ الأسرَةِ يعني تَماسُكَ المجتَمَعِ.

الوَصِيَّةُ الثَّالِثَةُ:

يا أهلَ سوريَّا، إن أرَدتُم تَبديلَ هذهِ الحالِ إلى حالٍ أحسَنَ، فأحسِنوا نَواياكُم، وأذَكِّرُكُم بِقَولِهِ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.

الوَصِيَّةُ الرَّابِعَةُ:

يا أهلَ سوريَّا، عَظِّموا حُرُماتِ الله تعالى، عَظِّموا دِماءَ النَّاسِ، وأعراضَهُم، وأموالَهُم، يا أهلَ سوريَّا، أتَيتُكُم زائِراً فَرَأيتُ فيكُم سَفكَ الدِّماءِ، وهَتكَ الأعراضِ، وسَلبَ الأموالِ، وأنتُم أمَّةُ القُرآنِ، فيا أمَّةَ القُرآنِ، أُذَكِّرُكُم بآيَتَينِ من كِتابِ الله عزَّ وجلَّ، بِقَولِهِ تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾. وقَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾.

ولا تَنسَوا حديثَ نبِيِّكُم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا » رواه الإمام البخاري عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

الوَصِيَّةُ الخامِسَةُ:

يا أهلَ سوريَّا، لا تَخافوا من مَكرِ الماكِرينَ، ولا من حَقدِ الحاقِدينَ، ولا من كَيدِ الكائِدينَ، وإن كانَ كَيدُهُم لِتَزولَ منهُ الجِبالُ، لا تَخافوهُم ولو اجتَمَعَ أهلُ الأرضِ جميعاً على أهلِ لا إلهَ إلا اللهُ، فاللهُ عليمٌ بهِم، ومَكرُهُم عِندَ الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ الله مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَال﴾.

لا تَخافوا إن صَبَرتُم واتَّقَيتُم، وأُذَكِّرُكُم بِقَولِهِ تعالى: ﴿وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط﴾.

أُذَكِّرُكُم يا أمَّةَ القُرآنِ بِقَولِ نبِيِّكُم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ» رواه الشيخان عن أنس بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

الوَصِيَّةُ السَّادِسَةُ:

يا أهلَ سوريَّا، اِطمَئِنُّوا بأنَّ دُعاءَكُم مُستَجابٌ، وكيفَ لا يَكونُ مُستَجاباً وقد أنزَلَ اللهُ فِيَّ قَولَهُ تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون﴾.

اِطمَئِنُّوا فإنَّ دُعاءَكُم مُستَجابٌ، ولا تَنشَغِلوا بِهَمِّ استِجابَةِ الدُّعاءِ، ولكن انشَغِلوا بما كُلِّفتُم به، وأُذَكِّرُكُم بِقَولِهِ تعالى لسيِّدِنا موسى وأخيه هارون: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُون﴾.

الوَصِيَّةُ السَّابِعَةُ:

يا أهلَ سوريَّا، أصلِحوا ذاتَ بَينِكُم، وأُذَكِّرُكُم بِقَولِهِ تعالى: ﴿وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بِيْنِكُمْ﴾.

وبِقَولِهِ تعالى: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾.

وبِقَولِهِ تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون﴾.

أصلِحوا ذاتَ بَينِكُم، ولا تُفسِدوا فإنَّ اللهَ رَقيبٌ عليكُم.

الوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ:

يا أهلَ سوريَّا، تَذَكَّروا أنَّكُم خُلِقتُم للأمرِ بالمَعروفِ وللنَّهيِ عن المنكَرِ، قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾.

هذهِ مَهَمَّتُكُم، فيها صَلاحُ المجتَمَعِ، بها يَصلُحُ الطَّبيبُ والتَّاجِرُ والمهندِسُ والسِّياسِيُّ وجَميعُ شَرائِحِ المجتَمَعِ، ولا تُفَكِّروا بمالٍ  وجاهٍ ومَنصِبٍ وسِيادَةٍ، فإنَّ نبِيَّكُم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَفَضَها، لأنَّ مَهَمَّتُهُ كانَتِ التَّبليغَ.

الوَصِيَّةُ التَّاسِعَةُ:

يا أهلَ سوريَّا، اِعلَموا أنَّهُ لا طاعَةَ لمَخلوقٍ في معصِيَةِ الخالِقِ، مهما كانَ الآمِرُ، سواءٌ كانَ حاكماً أو مَحكوماً، فأنا أُذَكِّرُكُم بِقَولِ الله تعالى عن هؤلاءِ الذينَ أطاعوا مَخلوقاً في مَعصِيَةِ الخالِقِ: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً﴾.

وأُذَكِّرُكُم بِقَولِهِ تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَاب * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار﴾.

وبِقَولِهِ تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لا تَعْلَمُون﴾.

الوَصِيَّةُ العاشِرَةُ:

يا أهلَ سوريَّا، أنا راحِلٌ إلى ربِّي بعدَ إقامَتي فيكُم شَهراً كامِلاً، وأنا لكم ناصِحٌ أمينٌ، إن اختَلَفتُم وتشاجَرتُم فَحَكِّموا كِتابَ الله فيكم، وإلا عَرَّضتُم نِعمَةَ الإيمانِ للزَّوالِ لا قَدَّرَ اللهُ تعالى، وأُذَكِّرُكُم بِقَولِهِ تعالى: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾.

فلا تُحَكِّموا الأهواءَ والعَصَبِيَّاتِ، فأنا لكم ناصِحٌ أمينٌ.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

يا عِبادَ الله، هذهِ وَصايا الزَّائِرِ الكَريمِ لمن استَجابَ لأمرِ الله تعالى فصامَ وقامَ، أسألُ اللهَ تعالى ن يُوَفِّقَنا للالتِزامِ. آمين.

أقولُ هَذا القَولَ، وأَستَغفِرُ اللهَ لِي ولَكُم، فَاستَغفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 2/شوال/1434هـ، الموافق: 9/آب / 2013م

 2013-08-09
 5593
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

17-05-2024 92 مشاهدة
914ـ خطبة الجمعة: مهمة المسلم الإصلاح (1)

إِنَّ مُهِمَّةَ العَبْدِ المُؤْمِنِ العِبَادَةُ، وَمِنْ هَذِهِ العِبَادَةِ الإِصْلَاحُ، قَالَ تعالى حِكَايَةً عَلَى لِسَانِ سَيِّدِنَا شُعَيْبٍ عَلَيْه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي ... المزيد

 17-05-2024
 
 92
10-05-2024 308 مشاهدة
913ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (4)

فَرِيضَةُ الحَجِّ ثَابِتَةٌ بِنَصِّ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَبِالإِجْمَاعِ، وَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾. ... المزيد

 10-05-2024
 
 308
02-05-2024 558 مشاهدة
912ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (3)

الحَجُّ شَعِيرَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ شَعَائِرِ دِينِنَا العَظِيمِ، فَرَضَهُ اللهُ تعالى عَلَى عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ مَرَّةً في العُمُرِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ عِنْدَمَا سُئِلَ عَنِ الإِسْلَامِ ـ: ... المزيد

 02-05-2024
 
 558
26-04-2024 509 مشاهدة
911ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (2)

لَقَدْ أَكْمَلَ اللهُ تعالى وَأَتَمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْنَا بِهَذَا الدِّينِ الحَنِيفِ، وَعَظُمَتْ نِعْمَةُ اللهِ تعالى عَلَيْنَا إِذْ فَرَضَ عَلَيْنَا الحَجَّ في العُمُرِ مَرَّةً وَاحِدَةً، للمُسْتَطِيعِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَمِنَ ... المزيد

 26-04-2024
 
 509
19-04-2024 809 مشاهدة
910ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (1)

أَتَوَجَّهُ إلى السَّادَةِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، لِأَقُولَ لَهُمْ: هَنيئًا لَكُمْ يَا مَنْ لَبَّيْتُمْ أَمْرَ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ ... المزيد

 19-04-2024
 
 809
12-04-2024 1531 مشاهدة
909ـ خطبة الجمعة: تعزية لمن أصيب بدينه

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد

 12-04-2024
 
 1531

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414911976
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :