مع الصحابة وآل البيت رَضِيَ اللهُ عَنهُم
79ـ ليست الرجولة ببسطة في الجسم
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: شَبَابُ الأُمَّةِ هُمُ الأَمَلُ بِإِذْنِ اللهِ تعالى، لِأَنَّ الخَيْرَ العَظِيمَ فِيهِمْ، وَلِأَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّخْوَةِ وَالشَّهَامَةِ وَالغَيْرَةِ على دِمَاءِ المُسْلِمِينَ وَأَعْرَاضِهِمْ.
شَبَابُ الأُمَّةِ هُمُ الأَمَلُ مَا دَامُوا في حَالَةِ تَيَقُّظٍ وَانْتِبَاهٍ إلى مَا يُرَادُ بِهِمْ، فالذينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ يُرِيدُونَ مِنْ شَبَابِ هَذِهِ الأُمَّةِ أَنْ يَمِيلُوا مَيْلَاً عَظِيمَاً، وَاللهُ تعالى يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ.
شَبَابُ الأُمَّةِ إِذَا لَمْ يَكُونُوا على حَذَرٍ مِمَّا يُرَادُ بِهِمْ فَسَوْفَ يَكُونُوا ضَحَايَا لِأَهْوَائِهِمْ وَشَهَوَاتِهِمْ، وَبِذَلِكَ تَضِيعُ دِمَاءُ المُسْلِمِينَ، وَأَعْرَاضُ المُسْلِمِينَ، وَأَمْوَالُ المُسْلِمِينَ، وَمُقَدَّسَاتُهُمْ، لِذَا مِنَ الوَاجِبِ على شَبَابِ الأُمَّةِ أَنْ يَتَنَبَّهُوا لِأَنْفُسِهِمْ، لِأَنَّهُ لَا عُذْرَ لَهُمْ في الضَّيَاعِ، فَكُلُّ إِنْسَانٍ مَسْؤُولٌ عَنْ نَفْسِهِ، وَوَاجِبٌ عَلَيْهِ أَنْ يَسِيرَ خَلْفَ الرِّجَالِ الذينَ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ تعالى عَلَيْهِ، أَنْ يَسِيرَ خَلْفَ الرِّجَالِ الذينَ قَالَ اللهُ تعالى فِيهِمْ: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا﴾.
مِنْ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ الذينُ هُمْ أُسْوَةٌ وَقُدْوَةٌ لِشَبَابِ هَذِهِ الأُمَّةِ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، هَذَا الشَّابُّ الفَتَى، ضَعِيفُ البُنْيَةِ، قَوِيُّ الإِيمَانِ.
أَوْسِمَةُ شَرَفٍ على صَدْرِ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِنَسْمَعْ وَلْنُسْمِعْ شَبَابَنَا شَيْئَاً عَنْ شَبَابِ أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لِنَسْمَعْ وَلْنُسْمِعْهُمْ عَنْ أَوْسِمَةِ شَرَفٍ عُلِّقَتْ على صُدُورِهِمْ مِنْ قِبَلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لِنَسْمَعْ وَلْنُسْمِعْهُمْ عَنْ بَعْضِ الشَّهَادَاتِ وَالأَوْسِمَةِ التي وُضِعَتْ على صَدْرِ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مِنْ قِبَلِ سَيِّدِ الخَلْقِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
أولاً: «إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ يُرْفَعَ الْحِجَابُ»:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَخُصُّ الشَّابَّ الفَتَى المُعَلِّمَ خُصُوصِيَّةً شَدِيدَةً، فَلَا يَحْجُبُهُ إِذَا جَاءَهُ، وَلَا يَرُدُّهُ إِذَا سَأَلَهُ.
روى الإمام مسلم عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ يُرْفَعَ الْحِجَابُ، وَأَنْ تَسْتَمِعَ سِوَادِي (هُوَ السِّرُّ) حَتَّى أَنْهَاكَ».
لَقَدْ كَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُعْرَفُ بِصَاحِبِ السَّوَادِ، أَيْ: صَاحِبِ السِّرِّ، فَكَانَ يَسْمَعُ أَسْرَارَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَحَادِيثَهُ الخَاصَّةَ في بَيْتِهِ، لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَهُ إِلَّا إِذَا أَمَرَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالانْصِرَافِ، وَكَانَ يَدْخُلُ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَتَى شَاءَ، وَكَمَا شَاءَ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ الغُرَبَاءِ كَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
روى الشيخان عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ اليَمَنِ، فَمَكَثْنَا حِينَاً، مَا نُرَى ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ، إِلَّا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِهِمْ وَلُزُومِهِمْ لَهُ.
مَا هَذَا الشَّرَفُ العَظِيمُ الذي نَالَهُ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ وِسَامُ شَرَفٍ على صَدْرِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَاللهِ لَوْ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا بِهَذِهِ الشَّهَادَةِ وَالخُصُوصِيَّةِ لَكَفَتْهُ شَرَفَاً وَفَخْرَاً في الدُّنْيَا، وَعِزَّاً وَرِفْعَةً ومَكَانَةً عِنْدَ اللهِ تعالى في الآخِرَةِ.
«لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ»:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: رَجُلٌ وَاحِدٌ أَعَزُّ مِنْ كُلِّ مَعْدِنٍ نَفِيسٍ، وَأَغْلَى مِنْ كُلِّ جَوْهَرٍ نَفِيسٍ، لِذَا كَانَ وُجُودُ أَمْثَالِهِ عَزِيزَاً في النَّاسِ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «تَجِدُونَ النَّاسَ كَإِبِلٍ مِائَةٍ، لَا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً» رواه الإمام مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. (أَيْ: إِنَّ المَرْضِيَّ المُنْتَجَبَ مِنَ النَّاسِ في عِزَّةِ وُجُودِهِ كَالنَّجِيبِ مِنَ الإِبِلِ القَوِيِّ على الأَحْمَالِ وَالأَسْفَارِ الذي لَا يُوجَدُ في كَثِيرٍ مِنَ الإِبِلِ).
الرَّجُلُ الصَّالِحُ هُوَ مِحْوَرُ الصَّلَاحِ وَالإِصْلَاحِ، الرَّجُلُ لَيْسَ بِالسِّنِّ المُتَقَدِّمِ، فَكَمْ مِنْ شَيْخٍ في السَّبْعِينَ مِنْ عُمُرِهِ وَقَلْبُهُ في سِنِّ السَّابِعَةِ، يَفْرَحُ بِالتَّافِهِ، وَيَبْكِي على الحَقِيرِ، وَيَتَطَلَّعُ إلى مَا لَيْسَ لَهُ، وَيَقْبِضُ على مَا في يَدِهِ قَبْضَ الشَّحِيحِ، فَهُوَ طِفْلٌ صَغِيرٌ، وَلَكِنَّهُ ذُو لِحْيَةٍ وَشَارِبٍ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَيْسَتِ الرُّجُولَةُ بِبَسْطَةٍ في الجِسْمِ، وَلَا طُولٍ في قَامَةٍ، وَلَا في قُوَّةِ البُنْيَةِ، فَقَدْ قَالَ اللهُ تعالى عَنِ المُنَافِقِينَ: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.
ويَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ العَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ القِيَامَةِ، لَا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، اقْرَؤُوا: ﴿فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْنَاً﴾» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِنَسْمَعْ وَلْنُسْمِعْ شَبَابَنَا هَذِهِ الشَّهَادَةَ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِسَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
روى الإمام أحمد عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكَاً مِنَ الْأَرَاكِ، وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ؛ فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مِمَّ تَضْحَكُونَ؟».
قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ.
فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ».
لَيْسَتِ الرُّجُولَةُ بِالسِّنِّ، وَلَا بِالجِسْمِ، وَلَا بِالمَالِ، وَلَا بِالجَاهِ، وَإِنَّمَا الرُّجُولَةُ قُوَّةٌ نَفْسِيَّةٌ تَحْمِلُ صَاحِبَهَا إلى مَعَالِي الأُمُورِ، وَتُبْعِدُهُ عَنْ سَفَاسِفِهَا، قُوَّةٌ تَجْعَلُهُ كَبِيرَاً في صِغَرِهِ، غَنِيَّاً في فَقْرِهِ، قَوِيَّاً في ضَعْفِهِ، قُوَّةٌ تَحْمِلُهُ على أَنْ يُعْطِيَ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَ، وَأَنْ يُؤَدِّيَ وَاجِبَهُ قَبْلَ أَنْ يَطْلُبَ حَقَّهُ، يَعْرِفُ وَاجِبَهُ نَحْوَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَنَحْوَ نَفْسِهِ، وَنَحْوَ بَيْتِهِ، وَنَحْوَ دِينِهِ، وَنَحْوَ أُمَّتِهِ؛ هَذِهِ هِيَ الرُّجُولَةُ.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَنْ تَتَرَعْرَعَ الرُّجُولَةُ في شَبَابِنَا إِلَّا في ظِلَالِ هَذَا الدِّينِ الحَنِيفِ، إِلَّا مِنْ خِلَالِ الاتِّبَاعِ وَالاقْتِدَاءِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالاقْتِدَاءِ وَالاتِّبَاعِ لِصَحَابَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذينَ قَالَ اللهُ تعالى فِيهِمْ: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْـمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدَاً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَا رَأَتِ البَشَرِيَّةُ رُجُولَةً في أَجْلَى صُوَرِهَا، وَأَكْمَلِ مَعَانِيهَا، كَمَا رَأَتْهَا في تِلْكَ الشَّخْصِيَّاتِ التي رَبَّاهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
أُمَّتُنَا اليَوْمَ تَشْكُو إلى اللهِ تعالى قِلَّةَ الرِّجَالِ الذينَ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ تعالى عَلَيْهِ، أُمَّتُنَا اليَوْمَ تَشْكُو إلى اللهِ تعالى أَمْرَهَا، لِأَنَّهَا تَكَادُ أَنْ تَكُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ. اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدَّاً جَمِيلَاً. آمين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
الخميس: 26/ محرم /1438هـ، الموافق: 27/تشرين الأول / 2016م
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى الوُقُوفِ أَمَامَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ... المزيد
الحِرْصُ عَلَى الذُّرِّيَّةِ وَالأَوْلَادِ مَطْلَبٌ مِنْ مَطَالِبِ الشَّرِيعَةِ، لِأَنَّ الأَبَوَيْنِ مَسْؤُولَانِ عَنِ الذُّرِّيَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ ... المزيد
إِنَّ اللهَ تعالى سَيَسْأَلُ عَنْ صُحْبَةِ سَاعَةٍ، فَهَلِ الوَاحِدُ مِنَّا حَرِيصٌ عَلَى صَاحِبِهِ يُذَكِّرُهُ بِاللهِ تعالى؟ لِأَنَّ الذي يَصْطَفي لِنَفْسِهِ صَاحِبَاً فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى حُبِّهِ لِصَاحِبِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ صَاحِبَهُ في ... المزيد
لَقَدْ طَبَعَ اللهُ تعالى الإِنْسَانَ عَلَى حُبِّ المَالِ، وَجَعَلَهُ مِنِ زِينَةِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، قَالَ تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابَاً وَخَيْرٌ ... المزيد
إِنَّ حُبَّ اللهِ تعالى، وَحُبَّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يُعْطِيَانِ للإِنْسَانِ الكَمَالَ وَالشَّرَفَ وَالعِزَّةَ وَالرِّفْعَةَ وَالمَكَانَةَ، بَلْ يُعْطِيَانِ الُمؤْمِنَ القُدْرَةَ ... المزيد
زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَعُدَّةُ الزَّمَانِ بَعْدَ اللهِ تعالى الشَّبَابُ النَّاشِؤُونَ في طَاعَةِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، الذينَ تَكَادُ أَنْ لَا تَعْرِفَ لَهُمْ زَلَّةً، أَو تُعْهَدَ عَنْهُمْ صَبْوَةٌ، الذينَ يَتَسَابَقُونَ في مَيَادِينِ ... المزيد