تغضب الأم إذا سافر بزوجته

12166 - تغضب الأم إذا سافر بزوجته

09-09-2022 49 مشاهدة
 السؤال :
بَعْدَ زَوَاجِي بِسَنَةٍ تَمَّ تَأْمِينُ عَمَلٍ جَيِّدٍ بِالنِّسْبَةِ لِي في دَوْلَةٍ أُخْرَى، وَعِنْدَمَا هَمَمْتُ بِالسَّفَرِ مَعَ زَوْجَتِي غَضِبَتْ أُمِّي، وَطَلَبَتْ مِنِّي أَنْ أُسَافِرَ بِدُونِ زَوْجَتِي، وَإِلَّا فَسَتَغْضَبُ عَلَيَّ، وَتَدْعُو اللهَ تعالى أَنْ لَا يُوَفِّقَنِي، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12166
 2022-09-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَطَاعَةُ الوَالِدَيْنِ في غَيْرِ مَعْصِيَةٍ للهِ تعالى وَاجِبَةٌ، وَغَضَبُ الوَالِدَيْنِ إِذَا كَانَ بِحَقٍّ يَضُرُّ الوَلَدَ، وَرُبَّمَا ـ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ يَمْنَعُهُ مِنْ دُخُولِ الجَنَّةِ، رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ».

قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟

قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ». هَذَا أَوَّلًا.

ثَانِيًا: إِذَا كَانَ للوَالِدَيْنِ حُقُوقٌ عَلَى الوَلَدِ، فَهَذَا لَا يَعْنِي أَنَّهُ لَيْسَ للآخَرِينَ حُقُوقٌ عَلَيْهِ، وَلَا يَعْنِي أَنْ يَهْدِرَ حُقُوقَ الآخَرِينَ لِحَقِّ الوَالِدَيْنِ، للحَدِيثِ الذي رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟

قَالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا.

فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ؟

قَالَ: فَإِنِّي صَائِمٌ.

قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ.

قَالَ: فَأَكَلَ.

فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ: نَمْ، فَنَامَ.

ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: نَمْ.

فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ سَلْمَانُ: قُمِ الآنَ.

فَصَلَّيَا؛ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ.

فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ سَلْمَانُ».

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَكَمَا أَنَّ لِأُمِّكَ حَقًّا عَلَيْكَ، فَكَذَلِكَ لِزَوْجَتِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَهَذَا الأَمْرُ يَحْتَاجُ إلى حِكْمَةٍ في التَّعَامُلِ مِنْكَ مَعَ أُمِّكَ وَزَوْجَتِكَ، لَا تُغْضِبْ أُمَّكَ، وَلَا تُجَافِ أَهْلَكَ، فَإِنْ أَصَرَّتْ أُمُّكَ عَلَى مَوْقِفِهَا وَأَنْتَ مُضْطَرٌّ للسَّفَرِ، وَهِيَ مُسْتَغْنِيَةٌ عَنْكَ بِوَالِدِكَ أَو بِإِخْوَتِكَ، فَلَا مَانِعَ مِنْ سَفَرِكَ بِزَوْجَتِكَ، وَغَضَبُهَا لَا يُؤَثِّرُ عَلَيْكَ، لِأَنَّ تَرْكَ الزَّوْجَةِ وَحْدَهَا فِيهِ ضَرَرٌ عَلَيْكَ وَعَلَيْهَا وَخَاصَّةً في هَذِهِ الآوِنَةِ، وَمَنْعُ أُمِّكَ لَكَ في سَفَرِ زَوْجَتِكَ مَعَكَ ظُلْمٌ، وَالظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ.

أَمَّا إِذَا كَانَتْ أُمُّكَ بِحَاجَةٍ إِلَيْكَ، فَأَنْصَحُكَ بِعَدَمِ السَّفَرِ، لِتَنَالَ رِضَا أُمِّكَ وَدُعَاءَهَا لَكَ، وَلَا تَخْسَرْ زَوْجَتَكَ.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُلْهِمَكَ رُشْدَكَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

49 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-07-13
 1043
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 432
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 4467
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474
 السؤال :
 2023-03-25
 1336
أَنَا امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ مِنْ رَجُلٍ غَنِيٍّ، وَلَهُ عَلَاقَاتٌ مَعَ المُسْتَوَيَاتِ العُلْيَا في المُجْتَمَعِ، وَيُلْزِمُنِي بِنَزْعِ الحِجَابِ، وأَنَا مُحَافِظَةٌ عَلَى صَلَاتِي، وَبَدَأْتُ أَشْعُرُ أَنِّي مِنَ المُنَافِقَاتِ، وَأَخَذَتْ نَفْسِي تُسَوِّلُ لِيَ تَرْكَ الحِجَابِ وَالصَّلَاةِ، بِسَبَبِ هَذَا الشُّعُورِ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 12473
 السؤال :
 2023-03-25
 391
مَا صِحَّةُ هَذَا القَوْلِ: أَيُّكُمُ اسْتَطَاعَ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبِيئَةٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ؟
رقم الفتوى : 12472
 السؤال :
 2023-03-25
 5
إِنْ دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ الجَنَّةَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَكَانَ زَوْجُهَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَمَا مَصِيرُهَا في حَقِّ الزَّوَاجِ؟
رقم الفتوى : 12470

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5600
المقالات 3113
المكتبة الصوتية 4651
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 410681454
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2023 
برمجة وتطوير :