الإنسانُ في هذهِ الحَياةِ الدُّنيا على مَشرَبِ صَدِيقِهِ وجَلِيسِهِ، ولا بُدَّ للمَرءِ من جَلِيسٍ وصَاحِبٍ يَشكُو إلَيهِ أحزانَهُ، ويَستَشِيرُهُ فيما يُلِمُّ به من مَلَمَّاتِ الأُمورِ، ومن ظَنَّ أنَّهُ يَستَغنِي عن صَدِيقٍ في هذهِ الحَياةِ الدُّنيا فهوَ مَغرورٌ. ... المزيد
إنَّ قُوَّةَ الأُمَّةِ المُحَمَّدِيَّةِ، وعِمادَ نَهْضَتِها، ومَبعَثَ عِزَّتِها وكَرَامَتِها، هُمُ الشَّبابُ الذينَ انتَقَلوا من مَرحَلَةِ الضَّعفِ الأولى إلى مَرحَلَةِ القُوَّةِ، هُمُ الشَّبابُ الذينَ اندَرَجوا تَحتَ قَولِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُم اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ـ وعَدَّ مِنهُم ـ وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ الله» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ. ... المزيد
الكُلُّ سَيَموتُ إن شاءَ وإن أبَى، ولكن مَوتُ العُظَماءِ كَارِثَةٌ كَبيرَةٌ على الأُمَّةِ، وفَاجِعَةٌ عَظيمَةٌ، وقَاصِمَةٌ للظَّهرِ، لأنَّ حَياةَ الأُمَّةِ بِرِجالِها العِظامِ، بِهِم تَعتَزُّ الأُمَّةُ، وبِهِم تَقوَى الأُمَّةُ، وإلَيهِم يُؤوَى في الشَّدَائِدِ والأزَماتِ. ... المزيد
فيا أيُّها الإخوة الكرام: من طَبيعَةِ البَشَرِ وفِطرَتِهِمُ التي فَطَرَهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيها أن يَعتَزُّوا ويَفتَخِروا بِسَبَبٍ من الأسبابِ، فَمِنهُم من قَد اعتَزَّ بِعِبَادَةِ الأوثانِ ... المزيد
فيا أيُّها الإخوة الكرام: لا عِزَّ لنا إلا في طَاعَةِ الله عزَّ وجلَّ وطَاعَةِ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ولا فَوزَ لنا إلا في القُربِ من حَضْرَةِ الله تعالى وحَضْرَةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ولا غِنَى لنا عن الله تعالى وعن رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ طَرفَةَ عَينٍ ولا أَقَلَّ من ذلكَ ... المزيد
فيا أيُّها الإخوة الكرام: جَالِسوا من يُذَكِّرُكُمُ اللهَ رُؤيَتُهُ، ويَزيدُ في عِلمِكُم مَنطِقُهُ، ويُذَكِّرُكُم بالآخِرَةِ عَمَلُهُ، ... المزيد
فيا أيُّها الإخوة الكرام: هذهِ الحَياةُ الدُّنيا لَيسَت فَارِغَةً، إنَّما هيَ حَياةٌ مَزيجٌ بَينَ سَعَادَةٍ وتَعَاسَةٍ، وبَينَ هَناءٍ وشَقاءٍ، وبَينَ فَرَحٍ وبُكاءٍ، وبَينَ رَخاءٍ وشِدَّةٍ، وبَينَ سَرَّاءَ وضَرَّاءَ، وهيَ حَياةُ غُرورٍ لمن اغتَرَّ بها، وعِبرَةٍ لمن اعتَبَرَ بها، كم فيها من مِحَنٍ وشَدَائِدَ وفِتَنٍ وبَلايا ورَزايا. ... المزيد
فيا أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ لَذَّةَ الحَياةِ الدُّنيا، وحَلاوَةَ أعمارِنا، وجَمالَ عَيشِنا، ورَاحَةَ نُفوسِنا، هيَ في شُعُورِنا بِفَقْرِنا إلى الله تعالى ... المزيد
فيا أيُّها الإخوة الكرام: هذهِ الفِتَنُ والنَّوَازِلُ التي تَجتاحُ الأُمَّةَ اليَومَ، تَحتاجُ منَّا إلى نَظرَةٍ وتَأَمُّلٍ، فاللهُ تَبَارَكَ وتعالى لا يَبتَلِي عِبادَهُ إلا لِحِكمَةٍ وغَايَةٍ هوَ بَالِغُها، ومَنزِلَةٍ سَيُبَلِّغُهُم إيَّاها ... المزيد
هُناكَ حِكَمٌ بَالِغَةٌ وعَجَائِبُ في تَقَلُّباتِ الدَّهْرِ، وهُناكَ مَواعِظُ في تَغييرِ الأحوالِ، ولكنَّ أكثَرَ النَّاسِ في حَالَةِ غَفلَةٍ عن الله عزَّ وجلَّ، فإذا بِهِم في وَسَطِ تَقَلُّباتِ الدَّهْرِ وتَغييرِ الأحوالِ تَنَكَّروا لِرَبِّهِم، وأضعَفُوا صِلَتُهُم مَعَ الله تعالى، فَتَوالَت عَلَيهِمُ العَقَباتُ، وتَكَاثَرَتِ النَّكَباتُ ... المزيد
إنَّ كُلَّ مُجتَمَعٍ من المُجتَمَعاتِ الإنسانِيَّةِ مَهما بَلَغَ من الفَضَائِلِ والكَمالاتِ والاستِقَامَةِ لا بُدَّ لَهُ من طَائِفَةٍ تَتَمَثَّلُ فيها المُثُلُ العُليا، تَحفَظُ للمُجتَمَعِ وُجُودَهُ المَعنَوِيَّ المُتَمَثِّلَ في صَلاحِ عَقيدَتِهِ، وحُسنِ أخلاقِهِ، وأدَبِ تَعَامُلِهِ، وهذهِ الطَّائِفَةُ هيَ الدَّاعِيَةُ إلى الله تعالى بِحَالِها قَبلَ قَالِها ... المزيد
لقد لَقِيَتِ المَرأَةُ المُسلِمَةُ في دِينِنا عِنَايَةً فَائِقَةً، وكانَت كَفيلَةً لأنْ تَصونَ بذلكَ عِفَّتَها، وتَجعَلَها عَزيزَةَ الجَانِبِ، سَامِيَةَ المَكانَةِ، وهذا من إكرامِ الله عزَّ وجلَّ لها. ... المزيد
إنَّ الاهتِمامَ بِشَأنِ المَرأَةِ المُسلِمَةِ وَاجِبٌ على كُلِّ مُسلِمٍ، وخاصَّةً في زَمَنِ المُغرِياتِ، وعَصرِ الانفِتاحِ على العَالَمِ، في زَمَنِ الشَّهَواتِ والشُّبُهاتِ، وقد حَذَّرَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من فِتنَةِ النِّساءِ، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِن النِّسَاءِ» رواه الشيخان عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. ... المزيد
أيَّام ُ عُمُرِنا مَحدودَةٌ، يَقضِيها البَعضُ بِدونِ فَائِدَةٍ، والبَعضُ أسرَفَ على نَفسِهِ فَقَضَاها بِمَعصِيَةِ الله عزَّ وجلَّ، ونَسِيَ هؤلاءِ أنَّهُم سَيُرمَونَ في حُفرَةٍ ضَيِّقَةٍ، وسَتُسلَبُ منهُم جَميعُ قُدُرَاتِهِم، وجَميعُ النِّعَمِ التي كانوا يَتَقَلَّبونَ فيها، ومن جُملَتِها بل ومن أعظَمِها نِعمَةُ البَصَرِ. ... المزيد
إنَّ من أَجَلِّ وأعظَمِ نِعَمِ الله تعالى على عَبدِهِ بَعدَ نِعمَةِ الإيمانِ بالله تعالى، والإيمانِ بِسَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هيَ نِعمَةُ البَصَرِ ... المزيد
لقد عَلِمَ أعداءُ هذهِ الأُمَّةِ بأنَّهُم لو دَعَونا إلى الكُفرِ بالله تعالى لَأَبَينا، ولو دَعَونا إلى الشِّركِ لَرَفَضْنا، لكنَّهُم رَضُوا أن يُهَدِّموا أخلاقَ هذهِ الأُمَّةِ ودِينَها من جِهَةِ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَسَعَوا جَاهِدينَ أن يُحَقِّروا الذُّنوبَ في أعيُنِ المُؤمِنينَ، وقد انجَرَفَ البَعضُ في هذا التَّيَّارِ، فَوَقَعُوا في الذُّنوبِ والمُخالَفاتِ، حتَّى أصبَحُوا لا يرَونَها شَيئاً ... المزيد
من مُنطَلَقِ المَسؤولِيَّةِ عن أهلِنا وأزواجِنا يَومَ القِيامَةِ، ومن مُنطَلَقِ مَسؤولِيَّةِ كُلِّ رَاعٍ عَِمَّا استَرعَاهُ اللهُ تعالى، أقولُ: يَجِبُ أن يُعطِيَ كُلُّ وَاحِدٍ منَّا شَيئاً من اهتِمامِهِ نَحوَ أُسرَتِهِ، لأنَّ فَسادَ الأُسرَةِ يَعني فَسادَ المُجتَمَعِ، كما أنَّ صَلاحَ الأُسرَةِ صَلاحَ المُجتَمَعِ. ... المزيد
فيا أيُّها الإخوة الكرام: يَقولُ بَعضُ الصَّالِحينَ: كَيفَ يَفرَحُ في هذهِ الدُّنيا من يَومُهُ يَهدِمُ شَهْرَهُ، وشَهْرُهُ يَهدِمُ سَنَتَهُ، وسَنَتُهُ تَهدِمُ عُمُرَهُ؟ كَيفَ يَفرَحُ مَن عُمُرُهُ يَقودُهُ إلى أجَلِهِ، وحَياتُهُ تَقودُهُ إلى مَماتِهِ؟ ... المزيد
لِنَستَعِدَّ لِمَصرَعِ المَوتِ الذي يَأتينا على حِينِ غِرَّةٍ، وذلكَ بالإيمانِ والعَمَلِ الصَّالِحِ، وأن نَستَغِلَّ أنفاسَ أعمارِنا التي تَمُرُّ مَرَّ الرِّيحِ، أو كالبَرقِ الخَاطِفِ بِطَاعَةِ رَبِّنا عزَّ وجلَّ، وبِما يُقَرِّبُنا منهُ تعالى. ... المزيد
لقد كَتَبَ اللهُ عزَّ وجلَّ الذي تَفَرَّدَ بالبَقَاءِ والدَّوامِ المَوتَ على جَميعِ المَخلوقاتِ والمَوجوداتِ، فقال تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون}. ... المزيد