المُؤْمِنُ بِاللهِ العَظِيمِ مُتَفَائِلٌ، لِأَنَّهُ على يَقِينٍ بِأَنَّ اللهَ تعالى لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ في الأَرْضِ وَلَا في السَّمَاءِ، أَمَّا العَبْدُ الفَاجِرُ فَهُوَ عَبْدٌ مُتَشَائِمٌ، لِأَنَّهُ لَا يَرَى في الوُجُودِ إلا الظَّلَامَ وَالتَّعَاسَةَ وَالشَّقَاءَ. ... المزيد
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنْ سُئِلْتَ: مَنْ هُوَ السَّعِيدُ حَقَّاً؟ فَقُلْ: السَّعِيدُ حَقَّاً مَنِ امْتَلَأَ قَلْبُهُ بِذِكْرِ اللهِ تعالى؛ السَّعِيدُ حَقَّاً مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى وَلَيْسَ في قَلْبِهِ إلا اللهُ تعالى؛ السَّعِيدُ حَقَّاً مَنِ اطْمَأَنَّ قَلْبُهُ بِذِكْرِ اللهِ تعالى؛ السَّعِيدُ حَقَّاً مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى وَلَيْسَ في قَلْبِهِ غِشٌّ لِأَحَدٍ؛ السَّعِيدُ حَقَّاً مَنْ أَقَرَّ اللهُ عَيْنَهُ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ طَيِّبَةٍ مُبَارَكَةٍ؛ السَّعِيدُ حَقَّاً مَنْ قَدَّمَ صَالِحَاً، وَتَرَكَ مِنْ بَعْدِهِ ذِكْرَاً صَالِحَاً؛ السَّعِيدُ حَقَّاً مَنْ ثَبَّتَهُ اللهُ تعالى بِالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وفي الآخِرَةِ؛ السَّعِيدُ حَقَّاً مَنْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَرَضِيَ عَنِ اللهِ تعالى. ... المزيد
آفَاتُ هَذَا العَصْرِ وَأَمْرَاضُهُ كَثِيرَةٌ وَخَطِيرَةٌ، مِنْهَا وَقَعَ على الأَبْدَانِ، وَمِنْهَا وَقَعَ على القُلُوبِ، وَأَشَدُّ تِلْكَ الآفَاتِ وَالأَمْرَاضِ مَرَضٌ خَطِيرٌ يَجْعَلُ المُصَابَ بِهِ أَصَمَّ وَأَعْمَى وَأَبْكَمَ مِنَ الجَمَادَاتِ، هَذَا المَرَضُ هُوَ قَسْوَةُ القَلْبِ ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ. ... المزيد
إِذَا أَرَادَ اللهُ تعالى سَعَادَةَ العَبْدِ شَرَحَ صَدْرَهُ للإِسْلَامِ، وَحَبَّبَ إلى قَلْبِهِ الإِيمَانَ. ... المزيد
لَقَدْ أَخْبَرَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَهَمِّ عُضْوٍ في الإِنْسَانِ، أَلَا وَهُوَ القَلْبُ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ» رواه الشيخان عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا. ... المزيد
الحَيَاةُ الدُّنْيَا مَهْمَا طَالَتْ أَيَّامُهَا وَسَنَوَاتُهَا وَأَعْوَامُهَا فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لِأَصْحَابِهَا مِنْ نِهَايَةٍ، وَلَا بُدَّ أَنْ يَقِفَ الإِنْسَانُ في تِلْكَ السَّاعَةِ سَاعَةِ النِّهَايَةِ وَهُوَ يُلْقِي النَّظَرَاتِ الأَخِيرَةَ على الأَبْنَاءِ وَالبَنَاتِ وَالإِخْوَةِ وَالأَخَوَاتِ وَالأَزْوَاجِ، وعلى الأَمْوَالِ، فَهُنَاكَ مَنْ يَتَفَطَّرُ قَلْبُهُ على الفِرَاقِ، وَهُنَاكَ مَنْ يَخْفِقُ قَلْبُهُ على اللِّقَاءِ. ... المزيد
لِنَسْمَعْ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ تعالى، إِذَا تَدَبَّرْنَاهَا هَانَتْ عَلَيْنَا الدُّنْيَا، وَعَلِمْنَا بِأَنَّ أَيَّامَنَا فِيهَا قَلِيلَةٌ، وَأَنَّ حَيَاتَنَا فِيهَا مَحْدُودَةٌ، وَأَنَّ أَنْفَاسَ أَعْمَارِنَا مَحْدُودَةٌ، لِنَسْمَعْ قَوْلَ اللهِ تعالى لِسَيِّدِ الخَلْقِ وَحَبِيبِ الحَقِّ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾. ... المزيد
أَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ وَفَّقَهُ اللهُ تعالى لِكَثْرَةِ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَهِيَ مِنْ أَجَلِّ العِبَادَاتِ التي يَتَقَرَّبُ بِهَا العَبْدُ إلى اللهِ تعالى، وَبِهَا يَنَالُ مُنَاهُ وَمُرَادَهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. ... المزيد
شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ شَهْرُ التَّرْبِيَةِ للصَّائِمِينَ القَائِمِينَ للهِ تعالى بِحَقٍّ، شَهْرٌ يُرَبِّي الصَّائِمِينَ على كَفِّ شَهَوَاتِهِمْ، وَالتَّحَكُّمِ فِيهَا، فَلَا تُجْعَلُ إلا في حَلَالٍ. ... المزيد
لَقَدْ أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَبَلَّغَنَا شهْرَ رَمَضَانَ، هَذَا الشَّهْرُ العَظِيمُ المُبَارَكُ الذي كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَتَمَنَّى لِقَاءَهُ، حَيْثُ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ: «اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ» رواه الإمام أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. ... المزيد
شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ يُرَبِّي المُؤْمِنِينَ على التَّحَكُّمِ في الأَعْصَابِ، وَالقُدْرَةِ على كَظْمِ الغَيْظِ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الأُمُورِ في بِنَاءِ الشَّخْصِيَّةِ المُسْلِمَةِ، لِأَنَّ المُتَـسَرِّعَ في أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ مُتَفَلِّتُ الأَعْصَابِ لَا يَصْلُحُ لِشَيْءٍ. ... المزيد
مِنْ فَوَائِدِ شَهْرِ رَمَضَانَ العَاجِلَةِ أَنَّ دُعَاءَ العَبْدِ الصَّائِمِ مُسْتَجَابٌ عِنْدَ ذِي الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، وَلَقَدْ ذَكَرَ اللهُ تعالى في وَسَطِ آيَاتِ الصِّيَامِ آيَةَ الأَمْرِ بِدُعَائِهِ، فَقَالَ جَلَّ وَعَلَا بَعْدَ الأَمْرِ بِالصِّيَامِ: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾. ... المزيد
الحِكْمَةُ مِنَ الصِّيَامِ هِيَ التَّقْوَى، قَالَ تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ... المزيد
لَقَدِ خَصَّ اللهُ تعالى شَهْرَ رَمَضَانَ بِخَصَائِصَ حِسَانٍ لَا تُوجَدُ في شَهْرٍ غَيْرِهِ ... المزيد
إِنَّ إِطْلَالَةَ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ تُعْتَبَرُ فُرْصَةً عَظِيمَةً للإِنْسَانِ المُؤْمِنِ، وَمِنْحَةً عُظْمَى لِمَنْ آمَنَ بِاللهِ تعالى وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَذَلِكَ مِنْ أَجْلِ تَطْهِيرِ نَفْسِهِ وَتَزْكِيَتِهَا، وَتَصْفِيَةِ قَلْبِهِ وَتَنْقِيَتِهِ، حَتَّى يَسْتَعِدَّ القَلْبُ لِتَلَقِّي هِدَايَاتِ القُرْآنِ العَظِيمِ. ... المزيد
يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. فَشَهْرُ رَمَضَانَ يَزْرَعُ في نُفُوسِ الأُمَّةِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الغَايَةُ الأَسَاسِيَّةُ مِنَ الصِّيَامِ. ... المزيد
فيا أيُّها الإخوة الكرام، هَا نَحْنُ نَعِيشُ في العَشرِ الأَوَاخِرِ من شَهرِ رَمضانَ المُبارَكِ، الذي أَوَّلُهُ رَحمَةٌ، وأَوْسَطُهُ مَغفِرَةٌ، وآخِرُهُ عِتقٌ من النَّارِ ... المزيد
لقد كانَ خُلُقُ سَلَفِنا الصَّالِحِ الإِيثَارَ، حَيْثُ تَجَاوَزُوا مَرْحَلَةَ العَدْلِ إلى مَرْحَلَةِ الفَضْلِ، فَكَانُوا يَتَعَامَلُونَ فِيمَا بَيْنَ بَعْضِهِمُ البَعْضِ بالفَضْلِ وبالإِيثَارِ ... المزيد
إنَّ أَغْلَى شيءٍ على المُؤْمِنِ قَلْبُهُ، لأنَّهُ مَحَطَّةُ الإيمانِ، ولأنَّ سَلامَتَهُ سَلامَةُ الآخرةِ، ... المزيد
وأخرجَ الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ الله عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ». ... المزيد