إِنَّ السَّعِيدَ حَقَّاً هُوَ مَنْ أَقْبَلَ عَلَى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَاً وَقَالَبَاً، تِلَاوَةً وَتَدَبُّرَاً وَعَمَلَاً، لِأَنَّ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَنْزَلَهُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى مِنْ أَجْلِ التَّبَرُّكِ بِتِلَاوَتِهِ فَقَطْ، وَمِنْ أَجْلِ نَيْلِ الحَسَنَاتِ بِتِلَاوَتِهِ فَقَطْ، حَيْثُ يَكْتُبُ اللهُ تعالى لِمَنْ يَقْرَأُ حَرْفَاً مِنْ كِتَابِ اللهِ حَسَنَةً، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. ... المزيد
اغْتَنِمُوا شَهْرَ رَمَضَانَ المُبَارَكَ هَا هُوَ ثُلُثُهُ الأَوَّلُ كَادَ أَنْ يَنْتَهِيَ، وَكَمْ مِنْ رَمَضَانَ مَرَّ عَلَيْكَ؟ فَهَلِ اغْتَنَمْتَ تِلْكَ الأَيَّامَ؟ لِذَلِكَ عِنْدَمَا خَاطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ شَهْرٌ مُبَارَكٌ» ... المزيد
قَالَ اللهُ تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرَّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَامَاً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾. ... المزيد
نَحْنُ اليَوْمَ بأَمَسِّ الحَاجَةِ أَنْ نُفَتِّشَ عَن قُلُوبِنَا، وَأَنْ نَتَفَقَّدَهَا، لِأَنَّ مَوْضُوعَ القَلْبِ جَلِيلٌ وَخَطِيرٌ، فَهُوَ كَثِيرُ التَّقَلُّبِ، ولا يَثْبُتُ على حَالٍ، لِذَا كَانَ سَيِّدُنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو وَيَتَضَرَّعُ إلى اللهِ تعالى أَنْ يُثَبِّتَ قَلْبَهُ على دِينِهِ، فَيَقُولُ: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» رواه الإمام أحمد والحاكم عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. ... المزيد
مِنَ الصِّفَاتِ المَذْمُومَةِ التي ذَمَّهَا اللهُ تعالى وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ صِفَةُ الكِبْرِ، وَالكِبْرُ كَمَا يَقُولُ الإِمامُ الغَزَالِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: هُوَ اسْتِعْظَامُ النَّفْسِ، وَرُؤْيَةُ قَدْرِهَا فَوْقَ الغَيْرِ. ... المزيد
مِنْ مُنْطَلَقِ الشَّفَقَةِ وَالرَّحْمَةِ، لَعَلَّ اللهَ تعالى أَنْ يَرْحَمَنَا، أَتَوَجَّهُ إلى كُلِّ مَنْ عَاثَ في هَذَا البَلَدِ فَسَادَاً، بِأَيِّ صُورَةٍ مِنْ صُوَرِ الفَسَادِ، وَأَقُولُ لَهُ: أَلَسْتَ على يَقِينٍ أَنَّكَ سَتَسْكُنُ القَبْرَ؟ ... المزيد
رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، وَهوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ، ولا يُعجِزُهُ شيءٌ في الأَرْضِ ولا فِي السَّماءِ وهوَ السَّميعُ العَليمُ، فَهوَ تَبارَكَ وتعالى قَادِرٌ على نُصرَةِ المَظلومِ، وقادِرٌ على إهلاكِ الظَّالِمِ ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون﴾. ... المزيد
الحَيَاةُ الحَقِيقِيَّةُ هِيَ الحَيَاةُ الدَّائِمَةُ التي لَا تَنْتَهِي بِالمَوْتِ، وَهَذِهِ لَا تَكُونُ إِلَّا في الآخِرَةِ، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾. ... المزيد
نِعَمُ اللهِ تعالى عَلَى أُمَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، وَمِنْ أَجَلِّ هَذِهِ النِّعَمِ وَأَعْظَمِهَا نِعْمَةُ القُرْآنِ الكَرِيمِ، الذي جَعَلَهُ اللهُ تعالى خَاتِمَةً للكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ، وَجَعَلَهُ حُجَّةً عَلَى الخَلْقِ، وَهُوَ المُعْجِزَةُ الخَالِدَةُ وَالبَاقِيَةُ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَا تَعَاقَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ. ... المزيد
نَقْرَأُ كَلَامَ اللهِ تعالى وَنَسْمَعُهُ، وَكَأَنَّهُ لَا يُؤَثِّرُ فِينَا، وَلَا يُغَيِّرُ مِنْ مَوَاقِفِنَا وَأَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا؛ نَقْرَأُ كَلَامَ اللهِ تعالى وَنَسْمَعُهُ، وَلَا يُؤَثِّرُ في سُلُوكِنَا وَأَخْلَاقِنَا، وَنَحْنُ على مَا نَحْنُ عَلَيْهِ، على عَكْسِ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذينَ كَانُوا يَتَأَثَّرُونَ بِهِ وَيَنْفَعِلُونَ لَهُ أَشَدَّ الانْفِعَالِ ... المزيد
للهِ الحَمْدُ وَالمِنَّةُ أَنْ بَلَّغَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ، مَعَ تَمَامِ الصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ، للهِ الحَمْدُ وَالمِنَّةُ أَنْ بَلَّغَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ، مَعَ نِعْمَةِ الإِيمَانِ وَالإِسْلَامِ، للهِ الحَمْدُ وَالمِنَّةُ أَنْ بَلَّغَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ، مَعَ نِعْمَةِ التَّوْفِيقِ للطَّاعَاتِ، للهِ الحَمْدُ وَالمِنَّةُ أَنْ بَلَّغَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ، وَقَدْ وَفَّقَنَا للصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالقِيَامِ. ... المزيد
يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» رواه ابن خزيمة عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
شَهْرُ رَمَضَانَ مَحَطَّةٌ لِتَجْدِيدِ الإِيمَانِ، وتَغْذِيَةِ الرُّوحِ، والتَّزَوُّدِ لِيَوْمِ القِيَامَةِ، فَهُوَ شَهْرُ الخَيْرَاتِ، وهوَ شَهْرٌ يَغْفِرُ اللهُ فِيهِ الذُّنُوبَ، ويُكَفِّرُ السَّيِّئَاتِ، ويُضَاعِفُ فِيهِ الثَّوَابَ، ويَرْفَعُ فِيهِ الدَّرَجَاتِ. ... المزيد
لَقَدِ اخْتَبَرَنَا اللهُ تعالى بِالتَّكْلِيفِ في الصِّيَامِ، وَجَعَلَ هَذَا الصَّوْمَ في أَيَّامِ السَّنَةِ كُلِّهَا، تَارَةً يَكُونُ في الصِّيَفِ، وَتَارَةً يَكُونُ في الشِّتَاءِ، فَإِذَا كَانَ في الصَّيْفِ تَصُومُهُ الأُمَّةِ بِفَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا ... المزيد
مِنْ تَمَامِ فَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا أَنْ خَصَّنَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، وَجَعَلَ فِيهِ خُصُوصِيَّاتٍ لَمْ تَكُنْ في غَيْرِهِ مِنَ الأَشْهُرِ، وَهَذِهِ الخُصُوصِيَّاتُ التي فِيهِ هِيَ عَوْنٌ لَنَا عَلَى سُلُوكِ الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ الذي يُوصِلُنَا إلى المَعِيَّةِ مَعَ الذينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ. ... المزيد
لِيَسأَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا نَفسَهُ: كَيفَ أنظُرُ إلى شَهرِ رَمَضَانَ؟ هل أنظُرُ إلَيهِ بأنَّهُ مَغنَمٌ أَتَقَرَّبُ فِيهِ إلى اللهِ تعالى، أم أنَّهُ مَغرَمٌ أُرِيدُ أن أتَخَلَّصَ مِنهُ؟ ... المزيد
روى الإمام أحمد والترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ القِيَامَةِ، فَقَالَ: «أَنَا فَاعِلٌ». ... المزيد
تَفَكَّرُوا في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾. ... المزيد
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدىً وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾. ... المزيد
الزَّمَنُ يَمضِي ولا يَعُودُ، ولَيسَ هُناكَ شَيءٌ أسرَعُ من الزَّمَنِ، فهوَ لا يَتَوَقَّفُ، تَمُرُّ اللَّيالِي والأيَّامُ والشُّهُورُ والسَّنَوَاتُ على الإنسَانِ ويَنتَهِي وُجُودُهُ فِيها كَأَنَّهُ لم يَلبَثْ فِيها إلا سَاعَةً من الزَّمَنِ، قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾. وقال تعالى: ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾. ... المزيد