نحو أسرة مسلمة
180ـ الثقة بالله تعالى من صفات أصحاب الهمم العالية
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَجِبُ عَلَيْنَا وَعَلَى نِسَائِنَا أَنْ تَكُونَ هِمَمُنَا هِمَمَاً عَالِيَةً، وَأَنْ نَتَطَلَّعَ إلى الأَسْمَى وَالأَعْلَى في جَمِيعِ شُؤُونِنَا، أَلَا وَهُوَ مَرْضَاةُ اللهِ تعالى، وَابْتِغَاءُ وَجْهِهِ الأَعْلَى، وَابْتِغَاءُ الجَنَّةِ مَعَ الذينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَالهِمَّةُ العَالِيَةُ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا إِلَّا الأَكَابِرُ مِنْ عِبَادِ اللهِ تعالى، إِلَّا مَنْ وَفَّقَهُ اللهُ تعالى إِلَيْهَا.
إِنَّ عُلُوَّ الهِمَّةِ يَعْنِي الجِدَّ في الأَمْرِ، وَالتَّرَفُّعَ عَنِ الدَّنَايَا وَسَفَاسِفِ الأُمُورِ، وَالطُّمُوحَ إلى المَعَالِي الـشَّرْعِيَّةِ، وَمَعْرِفَةَ الهَدَفِ الأَسْمَى وَالأَعْلَى، وَكُلَّمَا عَظُمَ الهَدَفُ ارْتَفَعَتِ الهِمَّةُ، وَعَرَفَ صَاحِبُهَا بِأَنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الهِمَمِ العَالِيَةِ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عِنْدَمَا كَانَتْ هِمَمُ نِسَائِنَا إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ تعالى هِمَمَاً بَسِيطَةً، وَرُبَّمَا كَنَتْ دَنِيئَةً، رَأَيْتَ الكَثِيرَ مِنْهُنَّ مَنْ أَحْجَمْنَ عَنِ العِبَادَاتِ، وَسَوَّفْنَ، وَتَكَاسَلْنَ، وَاتَّصَفْنَ بِصِفَاتِ المُنَافِقِينَ، قَالَ تعالى في صِفَاتِ المُنَافِقِينَ: ﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلَاً﴾. وَقَالَ في وَصْفِهِمْ: ﴿وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾.
الثِّقَةُ بِاللهِ تعالى مِنْ صِفَاتِ أَصْحَابِ الهِمَمِ العَالِيَةِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنْ صِفَاتِ أَصْحَابِ الهِمَمِ العَالِيَةِ الثِّقَةُ بِاللهِ تعالى وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ تعالى، مَعَ الأَخْذِ بِالأَسْبَابِ، وَهَذَا مَا تَحْتَاجُهُ نِسَاؤُنَا اليَوْمَ، لِأَنَّ جُلَّ المَشَاكِلِ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَبَيْنَ الأَزْوَاجِ، هِيَ بِسَبَبِ عَدَمِ الثِّقَةِ بِاللهِ تعالى، وَعَدَمِ التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ تعالى.
الثِّقَةُ بِاللهِ تعالى هِيَ المَخْرَجُ الوَحِيدُ للخُرُوجِ مِنَ الهَمِّ وَالكَرْبِ وَالغَمِّ وَالضِّيقِ الذي تَعِيشُهُ نِسَاؤُنَا، وَالذي بِسَبَبِهِ تَكَدَّرَتِ الحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ، بَلِ الثِّقَةُ بِاللهِ تعالى، وَحُسْنُ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، مِفْتَاحُ السَّعَادَةِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَبِدُونِ ذَلِكَ فَعَيْشُ النَّاسِ في شَقَاءٍ وَبَلَاءٍ.
أَيْنَ نَحْنُ وَنِسَاؤُنَا مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ﴾؟
أَيْنَ نَحْنُ وَنِسَاؤُنَا مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ﴾؟
أَيْنَ نَحْنُ وَنِسَاؤُنَا مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾؟
أَيْنَ نَحْنُ وَنِسَاؤُنَا مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾؟
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ مَشَاكِلَنَا الأُسْرَوِيَّةَ اليَوْمَ لَيْسَتْ في نَقْصِ المَاءِ وَالكَهْرُبَاءِ، وَلَيْسَتْ في نَقْصِ الثَّمَرَاتِ وَالأَرْزَاقِ، وَلَا في المَسَاكِنِ وَلَا في البِنَاءِ، إِنَّ مُشْكِلَتَنَا اليَوْمَ في حَيَاتِنَا الأُسْرَوِيَّةِ هِيَ عَدَمُ الثِّقَةِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
نَعَمْ نَحْنُ في ابْتِلَاءٍ وَشَدَائِدَ، وَلَكِنْ مِمَّا زَادَ الطِّينَ بِلَّةً، عَدَمُ الثِّقَةِ بِاللهِ تعالى، فَانْقَلَبَتْ حَيَاتُنَا إلى شَقَاءٍ وَضَنْكٍ وَكَرْبٍ وَشِدَّةٍ، حَتَّى رَأَيْتَ النِّسَاءَ وَالرِّجَالَ كَادُوا أَنْ يَخْتَنِقُوا في هَذِهِ الأَزْمَةِ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِقِلَّةِ الثِّقَةِ بِاللهِ تعالى.
إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدِ ابْتَعَدْنَا عَنْ تَرْبِيَةِ نِسَائِنَا عَلَى الثِّقَةِ بِاللهِ تعالى، وَلَو أَنَّنَا وَثِقْنَا بِاللهِ تعالى، وَرَبَّيْنَا نِسَاءَنَا عَلَى ذَلِكَ لَسُعِدْنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ.
المَرْأَةُ العَظِيمَةُ هِيَ التي تَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ تعالى، وَتَثِقُ بِمَا عِنْدَ اللهِ تعالى أَكْثَرَ مِمَّا تَثِقُ بِيَدِهَا أَو بِيَدِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهَا، فَهَذِهِ سَيِّدَتُنَا أُمُّ إِسْمَاعِيلَ زَوْجُ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، عِنْدَمَا وَضَعَهَا سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ في وَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِ اللهِ المُحَرَّمِ.
روى الإمام البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَوَّلَ مَا اتَّخَذَ النِّسَاءُ المِنْطَقَ (مَا يُشَدُّ بِهِ الوَسَطُ) مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ، اتَّخَذَتْ مِنْطَقَاً لِتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ (أَيْ: لِتَجُرَّهُ عَلَى الأَرْضِ وَتُخْفِيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ) ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ، حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ البَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ (شَجَرَةٍ كَبِيرَةٍ) فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى المَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابَاً فِيهِ تَمْرٌ (مَا يُتَّخَذُ مِنَ الجِلْدِ لِتُوضَعَ فِيهِ الزُّوَّادَةُ) وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقَاً (وَلَّى رَاجِعَاً) فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الوَادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارَاً، وَجَعَلَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا.
فَقَالَتْ لَهُ: آللهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟
قَالَ نَعَمْ.
قَالَتْ: إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ.
فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ (الطَّرِيقُ العَالِي في الجَبَلِ) حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُ، اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ البَيْتَ، ثُمَّ دَعَا بِهَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: رَبِّ ﴿إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.
وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إِسْمَاعِيلَ وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ المَاءِ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا فِي السِّقَاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا، وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى (يَتَمَرَّغُ وَيَنْقَلِبُ ظَهْرَاً لِبَطْنٍ وَيَمِينَاً وَشِمَالَاً) أَوْ قَالَ يَتَلَبَّطُ (يَتَمَرَّغُ وَيَـضْرِبُ بِنَفْسِهِ الأَرْضَ وَقِيلَ يُحَرِّكُ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ كَأَنَّهُ يَمُوتُ) فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَتِ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الأَرْضِ يَلِيهَا، فَقَامَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الوَادِيَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدَاً فَلَمْ تَرَ أَحَدَاً، فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا (قَمِيصِهَا) ثُمَّ سَعَتْ (هَرْوَلَتْ وَأَسْرَعَتْ في خُطَاهَا) سَعْيَ الإِنْسَانِ المَجْهُودِ حَتَّى جَاوَزَتِ الوَادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ المَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا وَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدَاً فَلَمْ تَرَ أَحَدَاً؛ فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا».
فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى المَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتَاً، فَقَالَتْ: صَهٍ ـ تُرِيدُ نَفْسَهَا ـ ثُمَّ تَسَمَّعَتْ، فَسَمِعَتْ أَيْضَاً.
فَقَالَتْ: قَدْ أَسْمَعْتَ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ غِوَاثٌ (مِنَ الغَوْثِ؛ أَيْ: إِنْ كَانَ غَوْثٌ فَأَغِثْنِي) فَإِذَا هِيَ بِالمَلَكِ (أَيْ: جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ) عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ (كَأَنَّهُ حَفَرَ بِطَرَفِ رِجْلِهِ) أَوْ قَالَ بِجَنَاحِهِ، حَتَّى ظَهَرَ المَاءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ (تَجْعَلُهُ كَالحَوْضِ لِئَلَّا يَذْهَبَ المَاءُ) وَتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا، وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ المَاءِ فِي سِقَائِهَا، وَهُوَ يَفُورُ بَعْدَ مَا تَغْرِفُ.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عِنْدَمَا تَكُونُ هِمَمُنَا سَاميَةً وَعَالِيَةً في بُيُوتِنَا، رِجَالَاً وَنِسَاءً، وَعِنْدَمَا تَمْتَلِئُ قُلُوبُنَا ثِقَةً مُطْلَقَةً بِاللهِ تعالى، نَعْلَمُ عِلْمَ اليَقِينِ أَنَّ هَذَا الكَوْنَ لَا يَقَعُ فِيهِ شَيْءٌ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ تعالى، وَعِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ، وَقَدَرِهِ، وَإِرَادَتِهِ، وَعِنْدَهَا تَنْدَفِعُ الكُرُبَاتُ، وَالهُمُومُ، وَالأَحْزَانُ، وَخَاصَّةً إِذَا تَحَقَّقَتْ بِذَلِكَ نِسَاؤُنَا، فَإِنَّهُنَّ بِحَقٍّ يَكُنَّ سَكَنَاً لَنَا.
أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَزِيدَنَا يَقِينَاً حَتَّى نَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَهُ اللهُ لَنَا. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
الأحد: 21/ ذو القعدة /1438هـ، الموافق: 13/ آب / 2017م
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
لِتَحْقِيقِ السَّعَادَةِ في حَيَاتِنَا الأُسَرِيَّةِ لَا بُدَّ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ تَعَامُلَاً صَحِيحَاً، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِالتِّلَاوَةِ مَعَ التَّدَبُّرِ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ... المزيد
كُلَّمَا تَذَكَّرْنَا يَوْمَ الحِسَابِ، يَوْمَ العَرْضِ عَلَى اللهِ تعالى، يَوْمَ نَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلَاً، وَكُلَّمَا تَذَكَّرْنَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَنَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَعَذَابَ أَهْلِ النَّارِ، ... المزيد
صَلَاحُ أُسَرِنَا لَا يَكُونُ إِلَّا إِذَا عَرَفَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ الكَثِيرُ مِنَ الأَزْوَاجِ مِمَّنْ دَخَلَ الدُّنْيَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي وَلَا يَعْلَمُ لِمَاذَا ... المزيد
القُرْآنُ العَظِيمُ الذي أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَاصْطَفَانَا لِوِرَاثَتِهِ هُوَ مَصْدَرُ سَعَادَتِنَا في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَعَلَيْهِ ... المزيد
إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ شَقَاءِ البُيُوتِ، وَكَثْرَةِ الخِلَافَاتِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، المَعَاصِيَ وَالمُنْكَرَاتِ، التي تُنَكِّسُ الرُّؤُوسَ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالتي تُسْلِمُ إلى مُقَاسَاةِ العَذَابِ الأَلِيمِ في الدُّنْيَا قَبْلَ ... المزيد
سِرُّ سَعَادَتِنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَحَوُّلِنَا مِنَ الشَّقَاءِ إلى السَّعَادَةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ هِدَايَتِنَا مِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَمَاسُكِ أُسَرِنَا ... المزيد
