السؤال: أنا أقوم بالعادة السرية ولا أستطيع التوقف عنها، أريد أي طريقة تنهاني عن القيام بها، ولك جزيل الشكر.
الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فيجب علينا أن نعلم أولاً بأن العادة السرية حرام، وذلك لقول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون}، فالعادة السرية تدخل في قوله تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ}.
وطريق التخلص من هذه العادة السيئة:
أولاً: بتقوية الإيمان، حتى ندخل تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه) رواه مسلم، وحتى ننتقل من الإيمان العقلي إلى الإيمان الذوقي الشهودي، ونتدبر قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}. وطرق تقوية الإيمان تكون بتلاوة القرآن الكريم، وكثرة ذكر الله تعالى، بعد امتثال الأوامر بفعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات.
ثانياً: بالزواج، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) رواه البخاري.
ثالثاً: بالصوم للحديث المتقدم: (فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)، إن استطاع أن يصوم يوماً ويفطر يوماً يكون حسناً، وإلا اقتصر على صيام يوم الإثنين والخميس من كل أسبوع.
رابعاً: ملء الوقت بعد أداء الواجبات بالأعمال النافعة المفيدة المباحة.
خامساً: غض البصر والبعد عن المثيرات.
سادساً: مجاهدة النفس.
سابعاً: ترك قرناء السوء، وعدم الحديث عن النساء والشهوات.
ثامناً: الإكثار من ذكر الموت، لأن ذكر الموت يدفع العبد لفعل الطاعة وترك المعصية.
تاسعاً: أن يحقق شروط التوبة، وذلك بالإقلاع عن الذنب، والندم على ما فعل، والجزم على أن لا يعود.
عاشراً: أن يعلم بأنها مضرة للصحة، وربما يندم فاعلها ولا ينفع الندم، نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية، وأن يحول بيننا وبين المعاصي الظاهرة والباطنة بألطافه الخفية الحسنى. هذا، والله تعالى أعلم.
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
فالفَتوى فَرضٌ على الكِفايَةِ، ولم تَكُنِ الفَتوى فَرضَ عَينٍ، لأنَّها تَقتَضي تَحصِيلَ عُلومٍ جَمَّةٍ، فَلَو كُلِّفَها كُلُّ وَاحِدٍ لأَفضَى إلى تَعطيلِ أَعمالِ النَّاسِ ومَصالِحِهِم، لانصِرافِهِم إلى تَحصِيلِ عُلومٍ بِخُصوصِهَا. ... المزيد
هل تسقط صلاة الجمعة عمن أكل الثوم أو البصل؟ أم تجب عليه ويكون آثماً بإيذائه للمسلمين بالرائحة الكريهة؟ ... المزيد
سؤال: هل هناك حرج شرعي من الاطلاع على هاتف الزوج الخاص به، حيث جعل له رقماً سرياً، وبإمكاني اختراق هذا الرقم؟ ... المزيد
سؤال: هل يجوز للمرأة أن تشترط على زوجها أثناء العقد أن لا يتزوَّج عليها؟ ... المزيد
سؤال: هل يجوز للمرأة المسلمة أن تعمل كسكرتيرة بسبب حاجتها المادية؟ ... المزيد
سؤال: ما حكم الشرع في حديث الرجل مع المرأة الأجنبية من غير ضرورة؟ ... المزيد
أحمد النعسان
2008-12-20وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, أما بعد: فاعلم يا أخي الحبيب أن هذه الحياة الدنيا حياة ابتلاء واختبار, ويخاطب ربنا عز وجل الجميع: {أَتَصْبِرُونَ}, والصبر مطلوب بكل صوره, فصبر على الطاعة, وصبر عن المعصية, وصبر على الابتلاء.
وربنا عز وجل الخبير العليم بأحوال العباد خاطب الشباب الذين لا يجدون نكاحاً ـ للأسباب الكثيرة والتي من جملتها عضل الآباء لبناتهم ـ بقوله: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}, فلقد وُعِد العفيف من الله بالغنى, فوعد الله محقَّق, ولكن يجب على العبد امتثال الأمر {وَلْيَسْتَعْفِفِ} والآمر ضامن.
نسأل الله تعالى أن يفرّج عاجلاً غير آجل عن شباب المسلمين وشابات المسلمين إنه خير مسؤول ومأمول. هذا, والله تعالى أعلم.
الفقير لله عز وجل عبد السلام كزكاز
2008-12-09السلام عليكم يا سيدي لو تفضلتم علي بإضافة تعليق على هذه المشكلة المستعصية والمنتشرة كثيراً وللأسف... يا سيدي المشكلة تكمن في بعض الآباء الذين لا يزوجون بناتهم إلا على مقاسهم الخاص وشروطهم التعجيزية من بيت ملك وراتب معين ومهر غالي كثيراً. أرجو التوضيح جزاكم الله كل خير.