إِنَّ تَخَلْخُلَ الأُسْرَةِ وَضَعْفَ تَمَاسُكِهَا لَيْسَ فَسَادَاً للأُسْرَةِ فَقَطْ، أَو شَقَاءً لِأَبْنَائِهَا وَحْدَهُمْ، وَلَكِنَّهُ فَسَادٌ للأُمَّةِ كُلِّهَا، وَدَمَارٌ للبَشَرِيَّةِ جَمْعَاءَ. ... المزيد
صِدْقُ الوَعْدِ خَصْلَةٌ كَرِيمَةٌ، وَصِفَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ صِفَاتِ وَخِصَالِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَهِيَ خَصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ الإِيمَانِ، وَخُلُقٌ عَظِيمٌ مِنْ أَخْلَاقِ الإِسْلَامِ، عَزَّ وُجُودُهُا وَنَدَرَ، وَخَاصَّةً في هَذِهِ الأَيَّامِ، حَيْثُ نَسْمَعُ الوُعُودَ الَمعْسُولَةَ، وَالعُهُودَ المَسْمُوعَةَ، وَلَكِنْ أَيْنَ الوَفَاءُ بِالعَهْدِ؟ وَأَيْنَ الصِّدْقُ في الوَعْدِ؟ ... المزيد
لَقَدْ أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِدِينٍ قَالَ فِيهِ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينَاً﴾. مِنْ سِمَاتِ هَذَا الدِّينِ أَنَّهُ اعْتَنَى عِنَايَةً شَدِيدَةً بِتَرْبِيَةِ الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ ... المزيد
الأُخُوَّةُ في اللهِ تعالى وَاجِبَةٌ لِكُلِّ مَنِ انْتَسَبَ إلى هَذَا الدِّينِ الحَنِيفِ، وَكَانَ صَادِقَاً في هَذَا الانْتِسَابِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾. ... المزيد
العِيدُ الحَقِيقِيُّ لَيْسَ عِيدَاً فَرْدِيَّاً، يَفْرَحُ بِهِ فَرْدٌ دُونَ فَرْدٍ، بَلْ هُوَ عِيدُ الأُمَّةِ، بَلْ هُوَ فَرَحُ الأُمَّةِ بِأَكْمَلِهَا، العِيدُ فَرَحٌ للجَمِيعِ، يَبْدَأُ بِأَحَقِّ النَّاسِ وَهُمَا الوَالِدَانِ، ثُمَّ بِالرَّحِمِ، ثُمَّ بِالأَصْحَابِ وَالأَصْدِقَاءِ، ثُمَّ بِالأُمَّةِ كُلِّهَا. ... المزيد
مِنْ فَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَحْمَتِهِ بِأُمَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ جَعَلَ العِبَادَاتِ مُتَنَوِّعَةً، لِيُقْبِلُوا عَلَيْهِ بِهَا فَيَزِيدَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ، وَيَغْفِرَ لَهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ، مِنْ هَذِهِ العِبَادَاتِ الحَجُّ ... المزيد
لَقَد أَظَلَّتْنَا أَيَّامٌ عَظِيمَةٌ مُبَارَكَةٌ، ومَوَاسِمٌ للخَيْرِ كَرِيمَةٌ، أَيَّامٌ تُضَاعَفُ فِيهَا الحَسَنَاتُ، وتُقَالُ فِيهَا العَثَرَاتُ، وتُسْتَجَابُ فِيهَا الدَّعَوَاتُ، فَلِلَّهِ عزَّ وجلَّ خَوَاصُّ في الأَزْمِنَةِ والأَمْكِنَةِ والأَشْخَاصِ. ... المزيد
مَا أَنْزَلَ اللهُ تعالى كِتَابَاً مِنَ السَّمَاءِ عَلَى نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ أَعْظَمَ وَأَجَلَّ مِنَ القُرْآنِ العَظِيمِ، الذي أَنْزَلَهُ عَلَى قَلْبِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، بِوَاسِطَةِ سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَمِينِ السَّمَاءِ، في خَيْرِ لَيْلَةٍ، هِيَ لَيْلَةُ القَدْرِ، وَفِي شَهْرٍ هُوَ خَيْرُ الشُّهُورِ شَهْرُ رَمَضَانَ. ... المزيد
لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَنْزِلُ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالسُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ، كَمَا كَانَ يَنْزِلُ بِالقُرْآنِ العَظِيمِ ... المزيد
لَقَدْ بَلَغَتْ جُرْأَةُ بَعْضِ المُسلِمِينَ اليَوْمَ أَنْ يَقُولُوا: إِنَّ مُهِمَّةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَحْصُورَةٌ في تَبْلِيغِ رِسَالَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ... المزيد
يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مُخَاطِبَاً لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾. ... المزيد
هُنَاكَ هَجْمَةٌ شَرِسَةٌ عَلَى سُنَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ أَوْقَعَتْ بَعْضَ المُسْلِمِينَ في شِرَاكِهَا؛ هَذِهِ الهَجْمَةُ الشَّرِسَةُ كَانَتْ مِنْ أُنَاسٍ زَعَمُوا أَنَّهُمْ أَهْلُ القُرْآنِ العَظِيمِ، ... المزيد
إِنَّ السَّعِيدَ حَقَّاً هُوَ مَنْ أَقْبَلَ عَلَى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَاً وَقَالَبَاً، تِلَاوَةً وَتَدَبُّرَاً وَعَمَلَاً، لِأَنَّ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَنْزَلَهُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى مِنْ أَجْلِ التَّبَرُّكِ بِتِلَاوَتِهِ فَقَطْ، وَمِنْ أَجْلِ نَيْلِ الحَسَنَاتِ بِتِلَاوَتِهِ فَقَطْ، حَيْثُ يَكْتُبُ اللهُ تعالى لِمَنْ يَقْرَأُ حَرْفَاً مِنْ كِتَابِ اللهِ حَسَنَةً، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. ... المزيد
قَدْ خَرَجْنَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ وَوَدَّعْنَاهُ، وَوَدَّعْنَا فِيهِ أَعْمَالَاً نَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ تَكُونَ مَقْبُولَةً؛ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ صَوْمَنَا كَانَ مَقْبُولَاً أَمْ لَا ـ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ فَلْنَنْظُرْ إلى أَنْفُسِنَا بَعْدَ رَمَضَانَ، وَإلى هِمَّتِنَا بَعْدَ رَمَضَانَ، هَلْ هِيَ مُتَوَاصِلَةٌ بِالطَّاعَةِ، وَهَلْ رَغْبَتُنَا مُسْتَمِرَّةٌ في العِبَادَةِ؟ ... المزيد
روى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ وَقَفَتِ المَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الطُّرُقِ، فَنَادَوْا: اغْدُوا يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ إِلَى رَبٍّ كَرِيمٍ يَمُنُّ بِالْخَيْرِ، ثُمَّ يُثِيبُ عَلَيْهِ الْجَزِيلَ، لَقَدْ أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ، وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ، وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ، فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، نَادَى مُنَادٍ: أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ، فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إِلَى رِحَالِكُمْ، فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْيَوْمُ فِي السَّمَاءِ يَوْمَ الْجَائِزَةِ». ... المزيد
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ». ... المزيد
هَذِهِ الأَيَّامُ المُتَبَقِّيَةُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ هِيَ غَنِيمَةٌ للعَابِدِينَ العَارِفِينَ بِاللهِ تعالى، غَنِيمَةٌ لِمَنْ أَرَادَ القُرْبَ مِنَ اللهِ تعالى، وَالقُرْبَ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، هَذِهِ الأَيَّامُ المُتَبَقِّيَةُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَيَّامٌ شَرِيفَةٌ وَلَيَالِيهَا لَيَالٍ مُبَارَكَةٌ. ... المزيد
كَمْ نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى كَسْبِ القُلُوبِ حَتَّى تُقْبِلَ عَلَى اللهِ تعالى؟ وَكَمْ نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى كَسْبِ القُلُوبِ حَتَّى نَكُونَ كَالجَسَدِ الوَاحِدِ؟ كَمْ نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى كَسْبِ القُلُوبِ حَتَّى لَا تَذْهَبَ رِيحُنَا؟ كَمْ نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى كَسْبِ القُلُوبِ حَتَّى نَرُدَّ العُصَاةَ إلى جَادَّةِ الصَّوَابِ؟ كَمْ نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى كَسْبِ القُلُوبِ حَتَّى نَرُدَّ الشَّارِدِينَ عَنِ اللهِ تعالى إلى اللهِ تعالى؟ ... المزيد
لعِبَادَاتُ التي شَرَعَهَا اللهُ تعالى لِعِبَادِهِ لَهَا أَهْدَافٌ وَمَقَاصِدُ مُعَيَّنَةٌ، وَلَهَا آثَارُهَا عَلَى جَوَارِحِ العَبْدِ العَابِدِ، وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَظِيمِ حَتَّى يَعْرِفَ العَبْدُ مُسْتَوَى العِبَادَةِ التي يَقُومُ بِهَا، ... المزيد
كُلَّمَا هَلَّ هِلَالُ رَمَضَانَ غَمَرَتْنَا الفَرْحَةُ بِهَذَا الشَّهْرِ، وَظَهَرَتِ الغِبْطَةُ وَالحَفَاوَةُ بِهَذَا الزَّائِرِ الكَرِيمِ، وَبِحَمْدِ اللهِ تعالى في كُلِّ عَامٍ تُحْيِي الأُمَّةُ هَذِهِ الشَّعِيرَةَ العَظِيمَةَ، وَهَذَا الرُّكْنَ العَظِيمَ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ، وَتُكْبِرُهُ أَيَّمَا إِكْبَارٍ. ... المزيد