رَاحَةُ قَلْبِ المُؤْمِنِ أَنْ يَعِيشَ سَلِيمَ الصَّدْرِ، طَاهِرَ القَلْبِ، مُبَرَّأً مِنْ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ، وَأَسْبَابِ الضَّغِينَةِ وَالحِقْدِ؛ رَاحَةُ المُؤْمِنِ في أَنْ يَكُونَ حَرِيصَاً على قَلْبِهِ ـ الذي هُوَ مَحَلُّ نَظَرِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ»ـ أَنْ لَا يَرَى فِيهِ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مَا لَا يُحِبُّ. ... المزيد
روى الإمام مسلم عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا. ... المزيد
وَاللهِ مَا فَسَدَتِ الأَلْسُنُ إِلَّا بِفَسَادِ القُلُوبِ، وَمَا فَسَدَتِ الأَيْدِي إِلَّا بِفَسَادِ القُلُوبِ، وَمَا فَسَدَتِ الأَعْيُنُ إِلَّا بِفَسَادِ القُلُوبِ، وَمَا مُزِّقَتِ الأَرْحَامُ وَتَقَطَّعَتْ إِلَّا بِفَسَادِ القُلُوبِ، وَمَا سَاءَتِ العَلَاقَةُ الزَّوْجِيَّةُ بَيْنَ الزَّوْجِيْنِ إِلَّا بِفَسَادِ القُلُوبِ، وَمَا فَسَدَتْ دُنْيَا العَبْدِ وَآخِرَتُهُ إِلَّا بِفَسَادِ القُلُوبِ. ... المزيد
الخَسَارَةُ الكُبْرَى، وَالبَلِيَّةُ العُظْمَى، وَالحَسْرَةُ الجُلَّى، التي يَجِبُ أَنْ تَبْكِي قُلُوبُنَا عَلَيْهَا دَمَاً، وَأَنْ تَفِيضَ دُمُوعُنَا لِأَجْلِهَا دَمْعَاً، وَأَنْ تَحْتَرِقَ قُلُوبُنَا عَلَيْهَا احْتِرَاقَاً، هَلْ هِيَ إِذَا سُرِقَتْ أَمْوَالُنَا، وَهُدِّمَتْ بُيُوتُنَا، وَفَقَدْنَا الأَحِبَّةَ الذينَ غَادَرُونَا بِالقَتْلِ ظُلْمَاً وَعُدْوَانَاً؟ هَلْ هِيَ في ضَيَاعِ المَنَاصِبِ وَالجَاهِ وَالسِّيَادَةِ وَالرِّيَادَةِ؟ هَلْ هِيَ في ضَيَاعِ الصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ، أَو في تَقْطِيعِ الأَطْرَافِ؟أَم بِالأَمرَاضِ الَّتِي حَلَّت فِي قُلُوبِنَا حَتى ذَهَبَتْ بِالوَازِعِ الإِيمَانِيِّ. ... المزيد
إِنَّ الإِيمَانَ بِاللهِ تعالى وَبِاليَوْمِ الآخِرِ يَضْعُفُ وَيَقْوَى، يَضْعُفُ بِالمَعَاصِي، وَيَقْوَى بِالطَّاعَاتِ، وَدَلِيلُ ضَعْفِ الإِيمَانِ أَنْ تَرَانَا نَنْدَمُ على الأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ إِذَا فَاتَتْ، وَنَتَحَسَّرُ حَسَرَاتٍ تُحْرِقُ الفُؤَادَ، وَتُدْمِعُ العَيْنَ، وَتَذهَبُ الابْتِسَامَةُ مِنْ أَجْلِهَا، وَلَكِنَّنَا لَا نَتَحَسَّرُ على أُمُورِ الدِّينِ إِذَا فَاتَتْ. ... المزيد
لَقَدْ وَعَظَنَا اللهُ تعالى في كِتَابِهِ العَظِيمِ بِمَوَاعِظَ قَرَعَ بِهَا القُلُوبَ، وَنَوَّرَ بِهَا السُّبُلَ وَالدُّرُوبَ، لَعَلَّ قُلُوبَ العِبَادِ تَرْجِعُ وَتُنِيبُ إلى اللهِ تعالى عَلَّامِ الغُيُوبِ. ... المزيد
نَحْنُ أُمَّةٌ نَنْطَلِقُ بِفَضْلِ اللهِ تعالى عَلَيْنَا في تَوَجُّهَاتِنَا وَتَوَقُّعَاتِنَا مِنْ أَحْكَامِ شَرِيعَتِنَا، وَصَمِيْمِ عَقِيدَتِنَا، وَمَبَادِئِ دِينِنَا؛ وَمِنْ فَضْلِ الله تعالى عَلَيْنَا أَنْ شَرَحَ صُدُورَنَا للإِيمَانِ، والذي مِنْ أَرْكَانِهِ العَظِيمَةِ الإِيمَانُ بِقَضَاءِ اللهِ تعالى وَقَدَرِهِ، قَالَ تعالى في تَرْسِيخِ هَذِهِ العَقِيدَةِ: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرَاً مَقْدُورَاً﴾. ... المزيد
كُلَّمَا أَهَلَّ شَهْرُ الرَّبِيعِ، شَهْرُ مَوْلِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، هَاجَتِ النُّفُوسُ، وَأُطْرِبَتِ الأَفْئِدَةُ مِنْ ذِكْرَى الحَبِيبِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
ا هُوَ شَهْرُ رَبِيعٍ الأَوَّلُ الأَنْوَرُ، شَهْرُ المَوْلِدِ، قَدْ أَهَلَّ على أُمَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ... المزيد
مَنْ طَلَبَ السَّعَادَةَ الكَامِلَةَ وَأَرَادَهَا في الحَيَاةِ الدُّنْيَا فَقَدْ طَلَبَ المُسْتَحِيلَ، وَكَيْفَ يَبْحَثُ أَحَدُنَا عَنْهَا في دَارٍ جَعَلَهَا اللهُ تعالى سِجْنَاً للمُؤْمِنِينَ الأَتْقِيَاءِ الصَّالِحِينَ، وَجَنَّةً للكَافِرِينَ الفَاسِقِينَ المُجْرِمِينَ؟ ... المزيد
المَالُ الذي رَزَقَنَا اللهُ تعالى إِيَّاهُ هُوَ وَسِيلَةُ العَيْشِ، وَهُوَ عَصَبُ الحَيَاةِ، وَهُوَ الأَصْلُ الذي تَقُومُ عَلَيْهِ الحَرَكَةُ المَعِيشِيَّةُ. ... المزيد
مِنَ النِّعَمِ العَظِيمَةِ التي غَفَلَ عَنْهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، وَمَا عَرَفُوا قِيمَتَهَا، نِعْمَةُ الابْتِلَاءِ، فَهِيَ وَاللهِ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ وَأَعْظَمِهَا، يَمُنُّ اللهُ تعالى بِهَا على عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ خَاصَّةً. ... المزيد
إِنَّ أَهَمَّ مَا يُمَيِّزُ الإِنْسَانَ المُسْلِمَ المُلْتَزِمَ عَنْ غَيْرِهِ هُوَ صُورَةُ تَعَامُلِهِ مَعَ اللهِ تعالى، وَمَعَ الآخَرِينَ، لِأَنَّهُ أُوتِيَ عَقْلَاً مُنَوَّرَاً، فَهُوَ يُرْضِي بِهِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَيُعْطِي صُورَةً حَسَنَةً رَائِعَةً لِلْآخَرِينَ عَنْ هَذَا الدِّينِ الحَنِيفِ. ... المزيد
لَا تَخْتَلِفُ أَفْهَامُ النَّاسِ جَمِيعَاً على أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ تعالى على العَبْدِ هِيَ نِعْمَةُ العَقْلِ، الذي بِهِ مَيَّزَهُ اللهُ تعالى عَنِ الحَيَوَانَاتِ العَجْمَاوَاتِ، وَعَنْ سَائِرِ الجَمَادَاتِ. ... المزيد
حُبُّ الدُّنْيَا وَالرُّكُونُ إِلَيْهَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ، وَسَبَبُ كُلِّ فِتْنَةٍ، وَمَنْ عَرَفَ حَقِيقَةَ الدُّنْيَا رَكَلَهَا بِرِجْلِهِ، وَزَهِدَ فِيهَا كَمَا زَهِدَ فِيهَا الأَنْبِيَاءُ، وَالمُرْسَلُونَ، وَالصَّحَابَةُ، وَالتَّابِعُونَ، وَسَلَفُ الأُمَّةِ الصَّالِحُونَ، لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى. ... المزيد
عِنْدَمَا تَحُلُّ الفِتَنُ وَالمِحَنُ وَالكَوَارِثُ وَالنَّكَبَاتُ في الأُمَّةِ، فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ للخُرُوجِ مِنْهَا إلا بِالتَّنَاصُحِ الوَاعِي، وَالمُوَاجَهَةِ الصَّادِقَةِ، وَالمُحَاسَبَةِ الدَّقِيقَةِ بَيْنَ أَفْرَادِ الأُمَّةِ، لِأَنَّهُ مَا مِنْ مُسْلِمٍ إلا وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَمَّا يَجْرِي في بَلَدِهِ، إلا وَهُوَ على ثَغْرٍ مِنْ ثُغُورِ الإِسْلَامِ، إلا وَلَهُ دَوْرٌ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِهِ للخُرُوجِ مِنْ هَذِهِ الفِتَنِ وَالمَحَنِ وَالكَوَارِثِ وَالنَّكَبَاتِ. ... المزيد
أَثْمَنُ وَأَغْلَى مَا تَمْلِكُ الأُمَّةُ هُمْ شَبَابُهَا، وَالأُمَّةُ تُقَاسُ بِشَبَابِهَا لَا بِأَطْفَالِهَا وَكُهُولِهَا والعَجَائِزِ، وَأَكْبَرُ دَلِيلٍ على ذَلِكَ أَنَّ الأُمَّةَ إِذَا أَصَابَهَا خَطَرٌ أَو شَرٌّ أَو دَاهَمَهَا خَطْبٌ، أَو فَاجَأَهَا أَمْرٌ مِنَ الأُمُورِ، فَأَوَّلُ مَا تَسْأَلُ تَسْأَلُ عَنِ الشَّبَابِ، لِأَنَّهُمْ هُمْ مِقْيَاسُ قُوَّةِ الأُمَّةِ. ... المزيد
سَفَرُنَا طَوِيلٌ، وَعُمُرُنَا قَصِيرٌ، فَبِمَاذَا نَسْتَعِدُّ؟ وَمَا هُوَ زَادُنَا لِيَوْمٍ قَالَ اللهُ تعالى فِيهِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾؟ ... المزيد
إِنَّ الحَسَدَ وَسُوءَ الطَّوِيَّةِ على المُسْلِمِينَ لَيْسَتْ مِنْ صِفَاتِ المُؤْمِنِينَ. ... المزيد
إِذَا أَحَبَّ اللهُ تعالى قَوْمَاً شَرَحَ صُدُورَهُمْ لِطَاعَتِهِ وَالاسْتِسْلَامِ لِأَمْرِهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ عَلَيْهِمْ نِعْمْتَهُ وَفَضْلَهُ وَمِنَّتَهُ تَمَّمَهَا وَكَمَّلَهَا عَلَيْهِمْ بِمَكَارِمِ الأَخْلَاقِ، وَجَعَلَهُمْ للخَيْرَاتِ سَبَّاقِينَ، وَلِطَاعَةِ رَبِّهِمْ مُشْتَاقِينَ تَوَّاقِينَ، وَصَيَّرَهُمْ مَفَاتِيحَ للخَيْرَاتِ وَالمَبَرَّاتِ، وَسَبَبَاً مِنْ أَسْبَابِ الرَّحَمَاتِ، يَوْمَ يُفَرِّجُ اللهُ تعالى بِهِمْ هُمُومَ المُسْلِمِينَ وَغُمُومَهُمْ، وَيُفَرِّجُ بِهِمْ كُرُبَاتِ المَكْرُوبِينَ، وَيَرْحَمُ بِهِمُ المُعَذَّبِينَ، فَيَجْعَلُهُمْ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَهْلِ صَنَائِعِ المَعْرُوفِ، فَيَمْلَأُ دَوَاوِينَهُمْ بِالحَسَنَاتِ العَظِيمَةِ التي لَا يَعْلَمُهَا إلا اللهُ تعالى، فَيَرَوْنَ آثَارَهَا ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾. ... المزيد