هَا أَنْتُمْ في يَوْمِ عِيدٍ مُبَارَكٍ، في يَوْمِ عِيدِ الأَضْحَى، هَذَا اليَوْمُ العَظِيمُ الذي عَظَّمَ اللهُ تعالى أَمْرَهُ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَسَمَّاهُ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ، أَدَّى فِيهِ حُجَّاجُ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ مُعْظَمَ مَنَاسِكِهِمْ، رَمَوْا جَمْرَةَ العَقَبَةِ الكُبْرَى، وَذَبَحُوا هَدَايَاهُمْ، وَحَلَقُوا رُؤُوسَهُمْ، وَطَافُوا بِالبَيْتِ العَتِيقِ، وَسَعَوْا بَيْنَ الصَّفَا َالمَرْوَةِ. ... المزيد
مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تعالى بِعِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ الذينَ لَمْ يَكْتُبْ لَهُمُ الحَجَّ، وَأَقَامُوا عَنْ عُذْرٍ وَعَنْ قَدَرٍ. ... المزيد
إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدَاً مِنْ عِبَادِهِ شَرَحَ صَدْرَهُ للإِسْلَامِ وَالطَاعَةِ وَالإِكْثَارِ مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُتَمِّمَ عَلَيْهِ نِعْمَتَهُ، وَأَنْ يُكْمِلَ عَلَيْهِ مِنَّتَهُ، تَمَّمَ لَهُ ذَلِكَ وَكَمَّلَهُ بِمَكَارِمِ الأَخْلَاقِ، فَإِذَا بِكَ تَرَى هَذَا العَبْدَ سَبَّاقَاً للخَيْرَاتِ، وَتَوَّاقَاً وَمُشْتَاقَاً لِطَاعَةِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَرَاهُ مِفْتَاحَاً مِنْ مَفَاتِيحِ الخَيْرَاتِ، وَسَبَبَاً مِنْ أَسْبَابِ الرَّحَمَاتِ ... المزيد
الهَدَفُ الذي مِنْ أَجْلِه خُلِقْنَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ دَائِمَاً وَأَبَدَاً في مُخَيِّلَتِنَا، لِأَنَّهُ هُوَ الفَصْلُ في جَمِيعِ أَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا. ... المزيد
كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَصَوَّرُ أَنَّ الرُّجُوعَ إلى الحَقِّ ضَعْفٌ، وَأَنَّ العَوْدَةَ إلى جَادَّةِ الصَّوَابِ بَعْدَ الخَطَأِ تَهُزُّ شَخْصِيَّتَهُم، لِذَا تَرَاهُمْ يَصْعُبُ عَلَيْهِمُ الرُّجُوعُ إلى الحَقِّ. ... المزيد
كُونُوا على يَقِينٍ إِنْ تَعَلَّقْنَا بِغَيْرِ اللهِ تعالى انْقَطَعْنَا، وَإِنْ سَأَلْنَا غَيْرَ اللهِ تعالى حُرِمْنَا، وَإِنِ اعْتَصَمْنَا بِغَيْرِ اللهِ تعالى خُذِلْنَا، وَإِنْ أَرَدْنَا مَعُونَةً بِغَيْرِ مَعُونَةِ اللهِ تعالى فَلَنْ نَجِدَ إلا نَكَدَاً وَهَمَّاً وَكَمَدَاً. ... المزيد
لَقَدْ طَغَتِ المَادَّةُ على الرُّوحِ، فَاجْتَثَّتِ الكَثِيرَ مِنَ القِيَمِ وَالأَخْلَاقِ، وَشَرَدَ النَّاسُ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ ... المزيد
لَقَدْ حَذَّرَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَظِيمِ إِنْ خَالَفَتِ الأُمَّةُ أَمْرَهُ، وَأَمْرَ نَبِيِّهِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَابْتَعَدَتْ عَنْ شَرِيعَتِهِ، أَنْ يَفْتِنَهَا، قَالَ تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. ... المزيد
مَهْمَا طَالَ اللَّيْلُ فَإِنَّ نِهَايَتَهُ الفَجْرُ، وَقَدْ آذَنَ الفَجْرُ بِالقُدُومِ، وَسَوْفَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَعْدَ الفَجْرِ بِإِذْنِ اللهِ تعالى ... المزيد
أَعْدَاءُ هَذِهِ الأُمَّةِ مَهْمَا وُجِدَ بَيْنَهُمْ مِنَ التَّبَاغُضِ وَالتَّبَايُنِ وَالتَّنَاقُضِ وَالتَّدَابُرِ، فَإِنَّهُمْ إِذَا وَاجَهُوا الحَقَّ وَوَاجَهُوا الإِسْلَامَ، وَحَّدَوا صُفُوفَهُمْ في مُوَاجَهَتِهِ، وَنَسُوا العَدَاوَاتِ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَاتَّفَقُوا على الكَيْدِ المُوَجَّهِ ضِدَّ الإِسْلَامِ وَالمُسْلِمِينَ. ... المزيد
شَهْرُ رَمَضَانَ قَدِ انطَوَى سَلَامُ اللهِ تعالى عَلَيْكَ يَا شَهْرَ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، سَلَامُ اللهِ تعالى عَلَيْكَ يَا شَهْرَ القُرْآنِ، ... المزيد
هَا قَدْ رَحَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ عَنَّا، وَكَانَ رَحِيلُهُ مُرَّاً على جَمِيعِ النَّاسِ، كَانَ رَحِيلُهُ مُرَّاً على الفَائِزِينَ وَالخَاسِرِينَ، كَانَ رَحِيلُهُ مُرَّاً على الطَّائِعِينَ وَالعَاصِينَ، كَانَ رَحِيلُهُ مُرَّاً على الفَائِزِينَ الطَّائِعِينَ، لِأَنَّهُمْ فَقَدُوا أَيَّامَاً اخْتَصَّهَا اللهُ تعالى بِخَصَائِصَ لَمْ تَكُنْ في غَيْرِهَا، فَقَدُوا أَيَّامَاً مُمْتِعَةً، وَلَيَالِيَ عَامِرَةً، فَقَدُوا النَّهَارَ الذي كَابَدُوهُ بِالصِّيَامِ وَالصَّدَقَاتِ، وَفَقَدُوا اللَّيْلَ الذي كَابَدُوهُ بِالقِيَامِ وَتِلَاوَةِ القُرْآنِ وَالمُنَاجَاةِ. ... المزيد
لَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ تعالى هَذَا القُرْآنَ العَظِيمَ في شَهْرِ رَمَضَانَ، في لَيْلَةِ القَدْرِ جُمْلَةً وَاحِدَةً إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَقَالَ تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾. ... المزيد
عَيْنُ اللهِ تعالى تُلَاحِقُ العَبْدَ أَيْنَمَا حَلَّ وَارْتَحَلَ؛ عَيْنُ اللهِ تعالى تُلَاحِقُ العَبْدَ في خَلْوَتِهِ وَجَلْوَتِهِ، وَفِي سِرِّهِ وَعَلَانِيَتِهِ، وَالعَبْدُ المُؤْمِنُ على يَقِينٍ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبَاً﴾. وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾. ... المزيد
هُنَاكَ أُنَاسٌ بِلَا قُلُوبٍ، وَذَلِكَ لِأَنَّ القَلْبَ الغَافِلَ، وَالقَلْبَ الشَّارِدَ، لَا يُعْتَبَرُ قَلْبَاً حَيَّاً، إِنَّمَا القَلْبُ الحَيُّ هُوَ الذي يَنْتَفِعُ بِكَلَامِ اللهِ تعالى، وَبِكَلَامِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾. ... المزيد
لَقَدْ جَعَلَ اللهُ تعالى للإِنْسَانِ حَيَاتَيْنِ، الأُولَى في دَارِ الدُّنْيَا، حَيْثُ عَمَلٌ وَلَا جَزَاءٌ، وَالثَّانِيَةُ في الآخِرَةِ، حَيْثُ جَزَاءٌ وَلَا عَمَلٌ. ... المزيد
مُنْذُ خَلَقَنَا اللهُ تعالى نَحْنُ مُسَافِرُونَ، وَلَيْسَ لَنَا حَطٌّ عَنْ رِحَالِنَا إلا في الجَنَّةِ أَو في النَّارِ، وَكُلُّ مُسَافِرٍ ظَاعِنٌ إلى مَقْصِدِهِ، وَالسَّعِيدُ مَنْ كَانَ ظَاعِنَاً إلى اللهِ تعالى في حَالِ سَفَرِهِ، وَنَازِلٌ عَلَيْهِ عِنْدَ قُدُومِهِ ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْـمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾. ... المزيد
نَحْنُ نَعِيشُ خِضَمَّ هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، نَعِيشُ في وَسَطِ أَمْوَاجِهَا المُتَلَاطِمَةِ بَيْنَ آلَامٍ وَآمَالٍ، بَيْنَ خَوْفٍ وَأَمَانٍ، بَيْنَ فَقْرٍ وَغِنَىً، بَيْنَ ذُلٍّ وَعِزٍّ، بَيْنَ خَفْضٍ وَرَفْعٍ، يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَسَاءَلَ مَعَ أَنْفُسِنَا: كَمْ بَقِيَ مِنَ العُمُرِ؟ ... المزيد
مِنْ مَآسِي الأُمَّةِ اليَوْمَ، وَفي ظِلِّ دَائِرَةِ البُعْدِ عَنِ الأَخْلَاقِ التي جَاءَ بِهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، هُنَاكَ أَمْرَاضٌ تَفَشَّتْ في الأُمَّةِ، وَمِنْ أَخْطَرِ هَذِهِ الأَمْرَاضِ مَرَضُ الحِقْدِ، الذي أَوْدَى بِالأُمَّةِ إلى المَهَالِكِ، حَيْثُ تَدَابَرَتْ وَتَقَاطَعَتْ وَتَخَاصَمَتْ وَتَشَاحَنَتْ، حَتَّى وَقَعَ البَعْضُ في سَفْكِ دِمَاءِ البَعْضِ. ... المزيد
طُوبَى لِمَنْ سَمِعَ فَوَعَى، وَطُوبَى لِمَنْ تَذَكَّرَ لَحْدَهُ يَوْمَ يُوضَعُ فِيهِ وَحْدَهُ، طُوبَى لِمَنِ اسْتَعَدَّ لِيَوْمٍ يُوضَعُ فِيهِ الكِتَابُ، وَتَقَطَّعَتْ فِيهِ الأَسْبَابُ، وَشَخَصَتْ فِيهِ الأَبْصَارُ، فَإِمَّا إلى جَنَّةٍ، وإِمَّا إلى نَارٍ، طُوبَى لِمَنِ اسْتَعَدَّ لِيَوْمٍ يَقُومُ فِيهِ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ، طُوبَى لِمَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ. ... المزيد