إنَّ أَقصَى أماني العبدِ رِضا اللهِ تعالى عنهُ، قالَ تعالى حكايةً عن سيِّدنا مُوسى عليه السَّلامُ: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}. وقال سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لكَ العُتبى حتَّى ترضى». ... المزيد
إنَّ أغلى شيءٍ على المؤمنِ قلبُهُ، لأنَّهُ محطَّةَ الإيمانِ، ولأنَّ سلامَتَهُ سلامَةُ الآخرةِ، قال تعالى: ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُون * إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيم﴾. ومن فضلِ الله تعالى على عبادِهِ أنَّهُ ما جَعَلَ لأحدٍ من الخلقِ سُلطاناً على قلبِ أحدٍ، فقد يَتَسلَّطُ العبدُ على جَسَدِ عبدٍ، أو على مالِهِ، أو على بيتِهِ، أو على مُمتَلكاتِهِ، ... المزيد
إنَّ من أجَلِّ وأعظمِ نِعَمِ الله تعالى على عبدِهِ أن يجعَلَ قلبَهُ طاهِراً من الغِلِّ والحِقدِ، سليماً من الأمراضِ الباطِنةِ الخطيرةِ، فمن رَزَقَهُ اللهُ تعالى طهارةَ القلبِ من الغِلِّ، وسلامةَ الصَّدرِ من الحَسَدِ فقد أعظمَ اللهُ تعالى عليه الفضلَ والمِنَّةَ، ولا يَسَعُ العبدَ إلا أن يشكُرَ اللهَ تعالى على هذهِ النِّعمةِ ... المزيد
لقد صَنَّفَ ربُّنا عزَّ وجلَّ المجتَمَعَ الإيمانِيَّ ثلاثَةَ أصنافٍ، الصِّنفُ الأوَّلُ هُمُ المهاجرونَ رَضِيَ اللهُ عَنهُم، وقد شَهِدَ اللهُ تعالى لهم بالصِّدقِ فيما عاهَدوا اللهَ تعالى عليه، والصِّنفُ الثَّاني هُمُ الأنصارُ رَضِيَ اللهُ عَنهُم، وقد شَهِدَ اللهُ تعالى لهم بالفلاحِ بِبَرَكَةِ سَلامةِ صُدورِهِم، والصِّنفُ الثَّالثُ هُمُ الذينَ جاؤوا من بعدِ المهاجرينَ والأنصارِ ... المزيد
لقد كانَ خُلُقُ سَلَفِنا الصَّالِحِ الإيثارُ، حيثُ تجاوزوا مَرحلةَ العدلِ إلى مَرحلةِ الفضلِ، فكانوا يتعامَلونَ فيما بينَ بعضِهِمُ البعضِ بالفضلِ وبالإيثارِ، كما شَهِدَ اللهُ تعالى لهم بذلكَ ... المزيد
فقد ربَّى الإسلامُ أتباعَهُ وخاصَّةً في الصَّدرِ الأوَّلِ منه على خُلُقِ الإيثارِ، الذي هوَ تقديمُ الغيرِ على النَّفسِ في حُظوظِها الدُّنيويَّةِ رَغبةً في الحُظوظِ الدِّينيَّةِ، ولكنْ هذا الخُلُقُ لا يستطيعُ أن يتحقَّقَ به إلا من آثَرَ رِضا الله تعالى على رِضا غيرِهِ، وإن عَظُمَت فيه المِحَنُ، وثَقُلَت فيه المُؤَنُ، وضُعُفَ عنه الطُّولُ والبَدَنُ. ... المزيد
الصَّادِقُ في محبَّةِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُعطِي أجمَلَ صورَةٍ وأنقاهَا عن هذهِ المحبَّةِ، ولا أظُنُّ أنَّ أحداً كانَ أعظَمَ صِدْقاً في محبَّةِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من الصَّحبِ الكِرامِ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنهُم. ... المزيد
لقدِ انطوى عامٌ هِجريٌّ كاملٌ من أعمارِنا، وهوَ شاهدٌ على أعمالِنا، اِنطوى هذا العامُ بالأعمالِ التي صَدَرت منَّا وهيَ مَحصِيَّةٌ علينا، قال تعالى: ﴿إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُون﴾. ... المزيد
ها نحنُ نستقبلُ عاماً هِجريَّاً جديداً، ونُوَدِّعُ عاماً طُوِيَت صَحيفَتُهُ، إنْ خيراً فخيرٌ، وإنْ شرَّاً فشرٌّ، والكلُّ سَيُعرَضُ عليه عَمَلُهُ يومَ القيامةِ، قال تعالى: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ واللهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَاد ... المزيد
إنَّ الصُّحبةَ الصَّالِحَةَ نِعمةٌ كُبرى من نِعَمِ الله تعالى يُسبِغُها على من سَبَقَت لهم من الله الحُسنى، فهيَ سَبَبٌ لزيادةِ الإيمانِ، وسَبَبٌ لقُربِ العبدِ من ربِّهِ، وسَبَبٌ للوُصولِ إلى الخيرِ وفِعلِهِ، وسَبَبٌ لمنعِ العبدِ من الشَّرِّ والوُقوعِ فيه، وسَبَبٌ لِبُعدِ الشَّيطانِ عن العبدِ، والجليسُ يتأثَّرُ من جليسِهِ سلباً أو إيجاباً، ويُعرفُ بينَ النَّاسِ بصفاتِ من يُجالِسُ. ... المزيد
يقينُنا بأنَّا ما خُلِقنا إلا للاختِبارِ وللابتِلاءِ، قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ﴾. وقد أقسمَ ربُّنا عزَّ وجلَّ وأكَّدَ على هذا بقولِهِ: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ﴾. وقال تعالى: ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُون * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين﴾. ... المزيد
لو نَظَرنا إلى سَلَفِنا الصَّالِحِ فإنَّنا نَجِدُهُم كانوا كالبُنيانِ المرصوصِ، إذا اشتكى منهُ عُضوٌ تداعى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى، وإذا نَظَرنا إليهم فإنَّنا نَجِدُهُم قد تحقَّقَ فيهم قولُ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، عندما قالَ لعمِّهِ أبي طالب: «يا عَم: إنَّما أُريدُ منهُم كلمةً تَذِلُّ لهم بها العربُ، وتُؤَدِّي إليهم بها الجزيةَ العَجَمُ ... المزيد
يجبُ على كلِّ مسلمٍ أن يسألَ نفسَهُ، ما هي مُهمَّتُهُ في هذهِ الحياةِ الدُّنيا؟ لا شكَّ بأنَّ الجوابَ يأتي مباشرةً: مُهِمَّتيَ العبادةُ، لأنَّ اللهَ تعالى يقولُ في كتابِهِ العظيمِ: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُون﴾ ... المزيد
ما مِن شكٍّ في أنَّ الإنسانَ مَجبولٌ على صِفةِ الحِرصِ، ولكن الناسَ مُتفاوتونَ في ذلك، فمنهم من يكونُ حريصاً على المالِ من الزَّوالِ، وهوَ في الحقيقةِ إلى زوالٍ، ومنهم من يكونُ حريصاً على الجاهِ من الزَّوالِ، وهوَ في الحقيقةِ إلى زوالٍ، ومنهم من يكونُ حريصاً على السِّيادةِ من الزَّوالِ، وهيَ في الحقيقةِ إلى زوالٍ، ومنهم من يكونُ حريصاً على الصِّحَّةِ والعافيةِ من الزَّوالِ، وهما في الحقيقةِ إلى زوالٍ. ... المزيد
الإنسانُ العاقلُ هوَ الذي يستفيدُ من كلِّ ما يجري عليه، وما يجري من حولِهِ، الإنسانُ العاقلُ هوَ الذي يكونُ مُنصفاً صادقاً مع نفسِهِ، الإنسانُ العاقلُ هوَ الذي لا يُبرِّرُ تقصيرَهُ وأخطاءَهُ، الإنسانُ العاقلُ هوَ الذي لا يكونُ عنيداً مُستكبراً، الإنسانُ العاقلُ هوَ الذي يبحثُ عن الحُلولِ لِمُشكلاتِهِ. ... المزيد
إنَّ العبدَ المؤمنَ هوَ الذي عَرَفَ الغايةَ من خلقِهِ في هذهِ الحياةِ الدُّنيا، وذلك من خلالِ قولِهِ تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُون * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُون * إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين﴾. ... المزيد
إنَّ الإيمانَ بالله تعالى لا يكمُلُ إلا بالإيمانِ بسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وإنَّ الإيمانَ بالله تعالى والإيمانَ بسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لا يكمُلُ إلا بالغِيرَةِ على سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ... المزيد
إنَّ نِعَمَ الله عزَّ وجلَّ علينا عظيمةٌ وكبيرةٌ وكثيرةٌ، وصدق اللهُ تعالى القائل: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ الله لا تُحْصُوهَا﴾. ولكنَّ أعظمَ هذهِ النِّعَمِ على الإطلاقِ، والتي يجبُ على الإنسانِ المؤمنِ أن يُحافظَ عليها، وأن يَعَضَّ عليها بالنَّواجِذِ نِعمةُ الإسلامِ والإيمانِ بسيِّدِنا محمَّدٍ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ... المزيد
إنَّ من أُصولِ الإيمانِ وشُروطِهِ حتَّى يكونَ مقبولاً عندَ الله عزَّ وجلَّ حُبَّ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أكثرَ من النَّفسِ والولدِ والأهلِ والمالِ والناسِ أجمعين، وذلك لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ... المزيد
إنَّ الدُّعاءَ من أجَلِّ أنواعِ العِبادةِ، فيُقصَدُ لِذاتِهِ، كما يُقصَدُ لقضاءِ الحوائِجِ، ولِدفعِ المَضرَّةِ والشَّدائِدِ والمِحَنِ والكُروبِ والابتلاءاتِ، وفيهِ سُرعةُ الفَرَجِ، وتفريجُ الكُرَبِ، وهو سِلاحٌ يُتَّقى به العدوُّ وسوءُ القضاءِ، ويَجلبُ المصالحَ، ويَدفعُ المفاسدَ، ويُشغلُ العبدَ بذنبِهِ وعَيبِهِ عن ذنوبِ وعيوبِ الآخرين ... المزيد