إِنَّ خِصَالَ الخَيْرِ، وصَنَائِعَ المَعْرُوفِ التي حَثَّنَا عَلَيْهَا شَرْعُنَا الحَنِيفُ كَثِيرَةٌ، ومُتَعَدِّدَةُ الطُّرُقِ، وَوَاسِعَةُ الأَبْوَابِ، وأَعْظَمُهَا أَجْرَاً مَا كَانَ في قَضَاءِ حَوَائِجِ النَّاسِ ... المزيد
فيا عِبَادَ اللهِ، الإِيمَانُ باللهِ تعالى واليَوْمِ الآخِرِ لَيْسَ كَلِمَةً تُقَالُ، إِنَّمَا هُوَ حَقِيقَةٌ ذَاتُ تَكَالِيفَ وأَمَانَةٍ، وذَاتُ أَعْبَاءٍ وجِهَادٍ، يَحْتَاجُ إلى صَبْرٍ وجُهْدٍ، ويَحْتَاجُ إلى احْتِمَالٍ ... المزيد
فيا عِبَادَ اللهِ، دَيْدَنُ الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ الحَقِّ الكَامِلِ في إِيمَانِهِ، وسِمَتُهُ التي يَمْتَازُ بِهَا عن غَيْرِهِ، ونَهْجُهُ الذي لا يَحِيدُ عَنْهُ، هُوَ شُكْرٌ على النَّعْمَاءِ، وصَبْرٌ على الضَّرَّاءِ، ولا ضَجَرَ مَعَ البَلاءِ، فلا بَطَرَ مَعَ النَّعْمَاءِ، ولا ضَجَرَ مَعَ البَلاءِ. ... المزيد
فيا عِبَادَ اللهِ، إِنَّ العَفْوَ شِعَارُ الصَّالِحِينَ الأَتْقِيَاءِ ذَوِي الحِلْمِ والأَنَاةِ والنَّفْسِ الرَّضِيَّةِ، لأَنَّ التَّنَازُلَ عن الحَقِّ نَوْعٌ من أَنْوَاعِ إِيثَارِ الآجِلِ على العَاجِلِ ... المزيد
اِنْعِدَامُ الرَحْمَةِ نَتِيجَةٌ طَبِيعِيَّةٌ للابْتِعَادِ عن اللهِ عزَّ وجلَّ، ونَتِيجَةٌ طَبِيعِيَّةٌ لِقَسْوَةِ القَلْبِ، وصِفَةٌ من صِفَاتِ الجَاهِلِيَّةِ، وهذهِ حَقِيقَةٌ لا يُنَازِعُ فيهَا إلا مَرِيضٌ لَمْ يَنْقَهْ، أو مُغْرِضٌ لا يَفْقَهُ. ... المزيد
فيا عِبَادَ اللهِ، إِنَّ من شُكْرِ العَبْدِ لِنِعْمَةِ رَبِّهِ عزَّ وجلَّ بَعْدَ أَنْ وَفَّقَهُ للصِّيَامِ والقِيَامِ أَنْ يَسْتَمِرَّ على طَاعَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ في حَيَاتِهِ كُلِّهَا، ومن عَلامَةِ قَبُولِ الحَسَنَةِ الحَسَنَةُ بَعْدَهَا، وإِنَّ من كُفْرِ النِّعْمَةِ، وعَلامَةِ رَدِّ العَمَلِ، العَوْدَةُ إلى المَعَاصِي بَعْدَ رَمَضَانَ. ... المزيد
فيا عِبَادَ اللهِ، هذا شَهْرُ رَمَضَانَ قَد رَحَلَ عَنَّا ومَضَى مَعَ الرَّاحِلِينَ، ورَحِيلُهُ خَيْرُ شَاهِدٍ على أَنَّ اللهَ يَرِثُ الأَرْضَ ومَن عَلَيْهَا، وهوَ خَيْرُ الغَالِبِينَ. ... المزيد
هَا هوَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَد قَرُبَ رَحِيلُهُ، وأَزِفَ تَحْوِيلُهُ، هَا هوَ يُوَدِّعُ الأُمَّةَ، وتُوَدِّعُهُ الأُمَّةُ، فَهَلْ نُحْسِنُ وَدَاعَ هذا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ؟ هَلْ نُضَاعِفُ الاجْتِهَادَ في هذهِ اللَّيَالِي المُتَبَقِّيَةِ؟ ... المزيد
إِنَّ الأُمَّةَ في أَيَّامِ مِحَنِهَا وشَدَائِدِهَا وأَزْمَانِ ضَعْفِهَا وذُلِّهَا بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إلى وَقَفَاتٍ عِنْدَمَا تَمُرُّ بِهَا مُنَاسَبَةٌ كَشَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، لِتَسْتَلْهِمَ العِبَرَ والعِظَاتِ، ... المزيد
شَهْرُ رَمَضَانَ مَحَطَّةٌ لِتَجْدِيدِ الإِيمَانِ، وتَغْذِيَةِ الرُّوحِ، والتَّزَوُّدِ لِيَوْمِ القِيَامَةِ، فَهُوَ شَهْرُ الخَيْرَاتِ، وهوَ شَهْرٌ يَغْفِرُ اللهُ فِيهِ الذُّنُوبَ، ويُكَفِّرُ السَّيِّئَاتِ، ويُضَاعِفُ فِيهِ الثَّوَابَ، ويَرْفَعُ فِيهِ الدَّرَجَاتِ. ... المزيد
لِكُلِّ عَامِلٍ في هذهِ الحَيَاةِ الدُّنيَا أَهْدَافٌ، ولِكُلِّ مُجْتَهِدٍ غَايَاتٌ، والنَّاسُ بَيْنَ عَامٍلٍ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنيَا وَزِينَتَهَا، ومُجْتَهِدٍ يُرِيدُ اللهَ والدَّارَ الآخِرَةَ، يَصْرِفُ لذلكَ أَوْقَاتَهُ، ويُضْنِي نَفْسَهُ، ويُجْهِدُ بَدَنَهُ، يَبْتَغِي بذلكَ الأَجْرَ والمَثُوبَةَ، يَتَوَرَّعُ عن المُحَرَّمَاتِ، ويَبْتَعِدُ عن المُوبِقَاتِ. ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، لا يَتِمُّ إِيمَانُ العَبدِ حَتَّى يُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ أَنَّهُ من اللهِ تعالى، وأَنَّهُ لا يَكُونُ شَيْءٌ في الكَوْنِ كُلِّهِ إلا مَا قَدَّرَهُ اللهُ تعالى. ... المزيد
الحِقْدُ مَرَضٌ عُضَالٌ من أَمْرَاضِ القَلْبِ، يُخْشَى مَعَهُ أَنْ يَتَسَرَّبَ الإِيمَانُ من هذا القَلْبِ المَرِيضِ، الحِقْدُ نَزْغٌ من عَمَلِ الشَّيْطَانِ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إلا من خَفَّتْ أَحْلامُهُم وطَاشَتْ عُقُولُهُم، الحِقْدُ يُغْضِبُ الرَّبَّ جَلَّ جَلالُهُ، ويُودِي بِصَاحِبِهِ إلى الخُسْرَانِ المُبِينِ في الدُّنيَا الآخِرَةِ. ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، قَد أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمُ الشَّأْنِ، شَهْرُ شَعْبَانَ، فِيهِ تَتَنَزَّلُ الرَّحْمَةُ من الرَّحْمَنِ المَنَّانِ، وقَد عَظَّمَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ بِصَالِحِ العَمَلِ، واجْتَهَدَ فِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ من غَيْرِ تَعَبٍ ولا كَلَلٍ، فَصَامَ النَّهَارَ، وقَامَ اللَّيْلَ ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، الإِنسَانُ بِدُونِ إِيمَانٍ رِيشَةٌ في مَهَبِّ الرِّيحِ، لا تَسْتَقِرُّ على حَالٍ، ولا تَسْكُنُ إلى قَرَارٍ. ... المزيد
فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «اِتَّقِ اللهِ واصْبِرْ، وَآمُرُكَ وَإِيَّاهَا أَنْ تَسْتَكْثِرَا من قَوْلِ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ». ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، المَعْبُودُ بِحَقٍّ هوَ اللهُ تعالى، جَمِيعُ الكَائِنَاتِ تَقْصِدُهُ، وجَمِيعُ المَخْلُوقَاتِ تَعْنُو لِجَلالِ هَيْبَتِهِ، إذا خَافَ العَبدُ الْتَجَأَ إِلَيهِ، وإذا افْتَقَرَ اتَّجَهَ إِلَيهِ، جَمِيعُ القُلُوبِ مَفْطُورَةٌ على التَّوَجُّهِ إِلَيهِ إنْ شَاءَتْ وإِنْ أَبَتْ، نَعَمْ في الرَّخَاءِ يَعْلُوهَا الرَّانُ، ولَكْنْ إذا نَزَلَتْ بِهَا النَّوَازِلُ، وحَلَّتْ بِهَا المَصَائِبُ تَوَجَّهَتْ إِلَيهِ، وأَعْرَضَتْ عَمَّا سِوَاهُ. ... المزيد
من أَجَلِّ نِعَمِ اللهِ تعالى على عَبدِهِ نِعْمَةُ الإِيمَانِ والالْتِزَامِ والسَّيْرِ على نَهْجِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، لأَنَّ هذهِ النِّعْمَةَ تُرَافِقُ آثَارُهَا العَبدَ المُؤمِنَ في حَيَاتِهِ الدُّنيَا، ويَجِدُ آثَارَهَا عِنْدَ سَكَرَاتِ المَوتِ، وفي قَبْرِهِ، وفي أَرضِ المَحْشَرِ ... المزيد
رَبُّنَا عزَّ جلَّ خَلَقَنَا لأَمْرٍ عَظِيمٍ يَجِبُ عَلَينَا أن نَأْتِيَ بِهِ، وهوَ أَوَّلُ مَا سَنُسْأَلُ عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ، وهوَ الذي أُخِذَ عَلَيهِ العَهْدُ مِنَّا ونَحنُ في صُلْبِ أَبِينَا آدَمَ عَلَيهِ السَّلامُ ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، إنَّ هذهِ الدُّنيَا مَلِيئَةٌ بالمَصَائِبِ والرَّزَايَا والمِحَنِ والبَلايَا، إلى جَانِبِ مَا فِيهَا من مِنَحٍ وعَطَايَا لا يَعْلَمُهَا إلا اللهُ تعالى، هذهِ الدَّارُ دَارُ شِدَّةٍ ورَخَاءٍ، دَارُ سَرَّاءَ وضَرَّاءَ، دَارُ مَرَحٍ وتَرَحٍ، ودَارُ ضَحِكٍ وبُكَاءٍ، ودَارُ عِزٍّ وذُلٍّ، ودَارُ خَوْفٍ وأَمَانٍ، هذهِ الحَيَاةُ الدُّنيَا دَارُ ابْتِلاءَاتٍ يَعْتَبِرُ بِهَا المُعْتَبِرُونَ، ويَغْتَنِمُهَا المُوَفَّقُونَ، ويَهْلَكُ بِهَا الهَالِكُونَ. ... المزيد