أَساسُ التَّفاؤُلِ الثِّقَةُ بالله تعالى والرِّضا بِقَضائِهِ، وغِذاءُ التَّفاؤُلِ عِلمُ المُؤمنِ بأنَّهُ لن يُصيبَهُ إلا ما كَتَبَ اللهُ تَعالى له، لِذلكَ هوَ لا يَتَعَلَّقُ بالأَحوالِ ـ معَ الأخْذِ بالأسبابِ ـ بل يَتَعَلَّقُ بِمُحَوِّلِ الأَحوالِ. ... المزيد
من المُقَرَّرِ في دِينِنا الحَنيفِ الذي أكرَمَنا اللهُ عزَّ وجلَّ به، أنَّهُ إذا تعارَضَتِ المصلَحَةُ العامَّةُ مع المصلَحَةِ الخاصَّةِ، قُدِّمَتِ المصلَحَةُ العامَّةُ على المصلَحَةِ الخاصَّةِ، لأنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جاءَ لِيَبنِيَ مُجتَمَعاً مُتماسِكاً، ولِيَكونَ كالبُنيانِ المرصوصِ ... المزيد
يا أيَّتُها الأمَّةُ المَكلومَةُ الكَئيبَةُ الحَزينَةُ، أسألُكُم: لِمَ هذهِ الكَآبَةُ؟ ولِمَ هذا الحُزنُ؟ وأنتُم تَعلَمونَ بأنَّكُم ما خُلِقتُم في هذهِ الحياةِ الدُّنيا إلا للاختِبارِ والابتِلاءِ. ... المزيد
الابتِلاءُ في الحياةِ الدُّنيا لا بُدَّ منهُ، وما ذَاكَ إلا لِيُظهِرَ اللهُ تعالى الصَّادِقَ من الكَاذِبِ، والصَّابِرَ من الجازِعِ، وهذهِ هيَ سُنَّةُ الله تعالى في خَلقِهِ، ولن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تحويلاً. لأنَّهُ لو دَامَتِ المِنَحُ لأهلِ الإيمانِ، ولم تَحصُل مَعَهَا المِحَنُ، لَحَصَلَ الاختِلاطُ والفَسادُ، ولما عَرَفتَ الصَّادِقَ في إيمانِهِ من الكَاذِبِ ... المزيد
الحياةُ الدُّنيا لا تَخلو من مَصائِبَ ومِحَنٍ ورَزَايَا، فَالصَّحيحُ من العِبادِ يَنتَظِرُ السَّقَمَ، والكَبِيرُ مِنهُم يَنتَظِرُ الهَرَمَ، والمَوجُودُ يَنتَظِرُ العَدَمَ، والحَيُّ يَنتَظِرُ المَوتَ، والقَويُّ يَنتَظِرُ الضَّعفَ، والغَنِيُّ يَنتَظِرُ الفَقرَ، والمَلِكُ يَنتَظِرُ النَّزعَ، ومِن المُحالِ دوامُ الحَالِ، والسَّعيدُ مِن العِبادِ مَن ارتَبَطَ بِمُحَوِّلِ الأَحوالِ، وبِمُقَدِّرِ المَقاديرِ ... المزيد
الإنسانُ في الحياةِ الدُّنيا إمَّا أن يَتَقلَّبَ في نِعمةٍ ـ وهذا هوَ الغالِبُ الأعَمُّ ـ وإمَّا أن يَتَقلَّبَ في نِقمةٍ وابتِلاءٍ ـ وهذا هوَ العارِضُ ـ فإن كانَ في نِعمةٍ وَجَبَ عليه الشُّكرُ، وإن كانَ في نِقمةٍ وَجَبَ عليه الصَّبرُ ... المزيد
فيا أمَّةَ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، إنَّ أمَّتَكُم هَذهِ التِي ابتَعَثَ إليها ربُّنا عزَّ وجلَّ سيِّدَنا محمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ربَّاهَا على مُراقَبَةِ اللهِ تعالى، حتَّى تَتَحَقَّقَ بالعُبودِيَّةِ لَهُ تَعالى، وحتَّى تَتَحَرَّرَ من عُبودِيَّةِ الدُّنيا والمَالِ والجَاهِ والسِّيادَةِ والرِّيادَةِ والأهوَاءِ. ... المزيد
أصبَحنا نَعيشُ في زَمَنٍ تَطَبَّعَ فيه أناسٌ كثيرونَ على الخُلُقِ الذَّميمِ خُلُقِ الغَدرِ. ... المزيد
فيا أمَّةَ سَيِّدِنَا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، إنَّ الأزمَةَ التي نَعِيشُهَا في بَلَدِنَا الحَبيبِ هذا، واللهِ الذي لا إلهَ غَيرُهُ ما تَزيدُنا إلا إيماناً باللهِ تعالى، وإيماناً بسيِّدِنَا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ما تَزيدُنا إلا إيماناً بِصِدقِ كلامِ ربِّنَا عزَّ وجلَّ، وبكَلامِ سيِّدِنَا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ما تَزِيدُنَا إلا اطمِئنَاناً بكلامِ الصَّادِقِ المَصدُوقِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي ما جرَّبَت عليهِ البَشَرِيَّةُ إلا صِدقاً. ... المزيد
لَيستِ الحِكمَةُ في أَن يُمَيِّزَ الإِنسانُ بينَ الخَيرِ والشَّرِّ، ولَيستِ الحِكمَةُ في أَن يُمَيِّزَ الإِنسانُ بينَ الضَّلالِ والهُدى، ولَيستِ الحِكمَةُ في أَن يُمَيِّزَ الإِنسانُ بينَ المَعروفِ والمُنكَرِ. الحِكمَةُ هيَ أَن يَعرِفَ الإنسانُ أيَّ المَنفَعَتينِ أَعظَمُ فَيأتِيهَا، وأيَّ الضَّرَرَينِ أَشَدُّ فَيَدرَأُ الأشَدَّ بِالأَضعَفِ. ... المزيد
عَقيدَةُ المؤمنِ التي لا تَتَزَعزَعُ هيَ يَقينُهُ بأنَّ شَرعَ الله تعالى لا يَأتي إلا بالخيرِ في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخِرَةِ، وإذا ما تَعارَضَ أمرٌ من أوامِرِ الله تعالى أو أمرٌ من أوامِرِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مع عاطِفَةِ الإنسانِ المسلِمِ أو عقلِهِ في ظاهِرِ الأمرِ سارَعَ فَقَدَّمَ أمرَ الله تعالى وأمرَ رسولِهِ الله ... المزيد
إنَّ العبدَ المجاهِرَ بالمعصِيَةِ عبدٌ آثِمٌ يُغضِبُ اللهَ تعالى، ويَحرِمُ نفسَهُ من عَفوِ الله تعالى ومن رحمَتِهِ،وعمَلُهُ مُحتَقَرٌ عندَ الصَّالِحينَ. ... المزيد
كُلُّنا يَعلمُ حديثَ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وإنِّي أتَوَجَّهُ إلى المتقاتِلينَ في هذا البلدِ الحبيبِ حيثُ كَثُرَ فيه القتلُ، وسَفْكُ الدِّماءِ، وتَهديمُ البُيوتِ، وضَياعُ الأموالِ، لأقولَ لهُم: ... المزيد
المتأمِّلُ في هذا العالَمِ المَشهودِ يرى أنَّ جميعَ المخلوقاتِ من ملائِكةٍ وجَمادٍ ونباتٍ وحَيَوانٍ لم تَحظَ بالعِنايةِ والرِّعايةِ التي حَظِيَ بها الإنسانُ، فلقد سَخَّرَ اللهُ عزَّ وجلَّ لهذا الإنسانِ ما في السَّماواتِ والأرضِ ... المزيد
لقد أعظمَ اللهُ تعالى المِنَّةَ، وأتمَّ النِّعمةَ على هذهِ الأمَّةِ بِبِعثةِ سيِّدِنا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذي أرسَلَهُ اللهُ تعالى رحمةً للعالمينَ. ... المزيد
لقد أَعظَمَ الله تعالى منَّتَهُ على عبدِهِ فقال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم}. ومن مظاهِرِ هذا التَّكريمِ أنَّهُ خلَقَ أبَ البشرِ بِيَدِهِ، ونَفَخَ فيهِ من روحِهِ، وأسجَدَ لهُ ملائِكَتَهُ، وعلَّمَهُ الأسماءَ كُلَّها، وأسكَنَهُ جنَّتَهُ، ولا شكَّ أنَّ تكريمَ الأصلِ تكريمٌ للفَرعِ. ... المزيد
يا عبادَ الله، لقدِ اهتمَّ الإسلامُ بالكلمةِ ورَعَاها حَقَّ الرِّعايةِ وذلكَ للأثرِ الذي تُحدِثُهُ الكَلِمَةُ، فَبِكَلِمَةٍ واحِدةٍ لا يَخلُدُ صاحِبُهَا في النَّارِ، وبِكَلِمَةٍ واحدةٍ لا يَدخُلُ صاحِبُها الجنَّةَ، وبِكَلِمَةٍ واحدةٍ يُرفَعُ العبدُ أعلى الدَّرجاتِ في الآخرةِ ... المزيد
ونحنُ نعيشُ هذا الواقعَ المريرَ المؤلمَ، الذي أدمى القلبَ بعدَ العينِ، والكلُّ ينظُرُ لعلاجِ هذا الواقعِ، والكلُّ يطرحُ حلَّاً من خلالِ مِنظارِهِ، والإنسانُ المؤمنُ هوَ الذي يطرحُ الحلَّ لحلِّ هذهِ الأزمةِ ... المزيد
ربُّنا عزَّ وجلَّ يُريدُ من عبدِهِ أن يكونَ راضِياً عن الله تعالى في قضائِهِ وقَدَرِهِ، وما ذاكَ إلا لمصلحةِ العبدِ، لأنَّ ربَّنا عزَّ وجلَّ ما كَلَّفَ العِبادَ ليكونَ خيرُ التَّكليفِ عائداً عليهِ، بل ليكونَ على العبدِ المكلَّفِ. ... المزيد
إنَّ أَقصَى أمنيةِ العبدِ الذي أسبغَ اللهُ تعالى عليه النِّعَمَ الظَّاهرةَ والباطنةَ، ثمَّ توَّجَ تلكَ النِّعَمِ بنعمةِ الإسلامِ والإيمانِ، أن يكونَ اللهُ تعالى راضياً عنهُ، لأنَّ اللهَ تعالى المنعِمَ إذا رَضِيَ عن العبدِ المنعَمِ عليه فإنَّهُ تباركَ وتعالى يجعلُ هذا العبدَ يتقلَّبُ بنِعَمٍ لا يعلمُ قَدْرَها إلا اللهُ تعالى ... المزيد