شَاءَ اللهُ عزَّ وجلَّ أن يَجعَلَ هذهِ الحَيَاةَ الدُّنيَا دَارَ مَمَرٍّ لا مَقَرٍّ، وأن يَجعَلَهَا دَارَ شَقَاءٍ وتَعَبٍ، وعَنَاءٍ ونَصَبٍ، شَاءَ اللهُ تعالى أن يَجعَلَ مَتَاعَهَا قَلِيلاً، وكَثِيرَهَا ضَئِيلاً ... المزيد
إنَّ الإنسَانَ المُؤمِنَ العَاقِلَ يَتَذَكَّرُ بامتِحَانِ الدُّنيَا، امتِحَانَ الآخِرَةِ، وشَتَّانَ مَا بَينَ الامتِحَانَينِ، فامتِحَانُ الدُّنيَا يُمكِنُكَ أن تُعِيدَهُ مَرَّةً ومَرَّتَينِ إذا رَسِبتَ فِيهِ، أمَّا امتِحَانُ الآخِرَةِ إذا رَسِبَ فِيهِ العَبدُ فَقَد خَسِرَ خَسَارَةً عَظِيمَةً ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، إنَّ نَجَاحَ العَبدِ في امتحَانِ الدُّنيَا قَد يَنفَعُهُ، وقَد لا يَنفَعُهُ، وإنْ نَفَعَهُ في حَيَاتِهِ الدُّنيَا، ورَفَعَهُ إلى أَعلَى الدَّرَجَاتِ، فإنَّهُ لا يُسَاوِي شَيئَاً أَمَامَ نَجَاحِهِ في امتِحَانِ الآخِرَةِ، لأنَّ نَعِيمَ الآخِرَةِ نَعِيمٌ دَائِمٌ لا يَنقَطِعُ ... المزيد
شَاءَ العَبدُ أم أَبَى سَيَخرُجُ من الدُّنيَا، طَالَ عُمُرُهُ أم قَصُرَ، أَطَاعَ اللهَ تعالى أم عَصَى، حَكَمَ أم حُكِمَ، ظَلَمَ أم ظُلِمَ، تَقَلَّبَ في نِعَمٍ أم في نِقَمٍ، سَيَخرُجُ من الدُّنيَا، يَعِيشُ سَنَوَاتٍ مُقَدَّرَةً بِتَقدِيرِ العَزِيزِ العَلِيمِ، ثمَّ يُقْبَرُ، ثمَّ يُنْشَرُ، ثمَّ يُحْشَرُ، ثمَّ يَقِفُ بَينَ يَدَيِ خَالِقِهِ جَلَّ وعَلا ... المزيد
، لو أنصَفنَا أَنفُسَنَا في هذهِ الأَزمَةِ لَوَجَدنَا أَنفُسَنَا ـ إلا من رَحِمَ اللهُ تعالى ـ قد غَابَت عن مَشَاهِدِ يَومِ القِيَامَةِ وأَهوَالِهَا وكُرُبَاتِهَا، ونَسِيَتْ أَهوَالَ مَوقِفِ الحِسَابِ والامتِحَانِ بَينَ يَدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ ... المزيد
لمَّا كَانَ الظُّلمُ والعُدوَانُ مُنَافِيَينِ للعَدْلِ والحَقِّ الذي اتَّصَفَ بِهِمَا المَلِكُ الدَّيَّانُ، ومُنَافِيَينِ للمِيزَانِ الذي قَامَت بِهِ السَّمَاوَاتُ والأرضُ، كَانَ الظُّلمُ والعُدوَانُ عِندَ اللهِ تعالى من أَكبَرِ الكَبَائِرِ، ومن أَعظَمِ المُوبِقَاتِ، وكَانَت دَرَجَتُهُ في الجُرمِ والإثمِ بِحَسَبِ مَفسَدَتِهِ في الأَفرَادِ والأُمَّةِ. ... المزيد
إنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ من الأُمَمِ عِيدَاً، يَذكُرُونَ فِيهِ عَقِيدَتَهُم وأخلاقَهُم وسِيَرَ رِجَالِهِم، فمن هذهِ الأَعيَادِ أَعيَادٌ شَرَعَهَا البَشَرُ لأَنفُسِهِم، وهيَ بَعِيدَةٌ كُلَّ البُعْدِ عن دِينِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ومِنهَا أَعيَادٌ شَرَعَهَا اللهُ تعالى لِعِبَادِهِ المُؤمِنِينَ. ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، هذهِ الأُمَّةُ أُمَّةُ الاصطِفَاءِ، اِصطَفَاهَا رَبُّنَا عزَّ وجلَّ لِحَمْلِ القُرآنِ العَظِيمِ، قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}. واصطَفَى لَهَا أَزمِنَةً وأَمكِنَةً وأَشخَاصَاً، اِصطَفَى لَهَا من الزَّمَانِ أَزمِنَةً، مِنهَا هذهِ الأَيَّامُ العَشْرُ، ويَومُ عَرَفَةَ ... المزيد
يَا عِبَادَ اللهِ، إذا لم نَلحَقْ بِرِكَابِ الحُجَّاجِ والمُعتَمِرِينَ فَعَزَاؤُنَا في قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ». ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، إِيَّايَ وإِيَّاكُم وسُوءَ الظَّنِّ باللهِ تعالى، إنْ طَالَ أَمَدُ هذهِ الأَزمَةِ، وأُحكِمَت حَلَقَاتُهَا، إِيَّايَ وإِيَّاكُم أن نَعتَقِدَ أنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى أَرَادَ بِنَا سُوءَاً، أو أنَّهُ لا يُرِيدُ كَشْفَ هذهِ الغُمَّةِ، أو أَنَّهُ ظَالِمٌ لَنَا، فمن ظَنَّ هذا الظَّنَّ فهوَ على خَطَرٍ عَظِيمٍ ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، لقد ضَاقَ الخِنَاقُ عَلَينَا في هذهِ الأَزمَةِ، فما من أَحَدٍ إلا وَيَشكُو إلى اللهِ تعالى من شِدَّةِ هذهِ الأَزمَةِ على القُلُوبِ، هَمٌّ وغَمٌّ وكَربٌ عَظِيمٌ، الكُلُّ يَتَطَلَّعُ إلى تَفرِيجِ الكَربِ، الكُلُّ يَتَسَاءَلُ مَتَى الفَرَجُ؟ ... المزيد
إنَّ مِمَّا لا شَكَّ فِيهِ بأنَّ الوَالِدَينِ يَندَفِعَانِ نَحْوَ الأَبنَاءِ بالفِطرَةِ التي فَطَرَهُمُ اللهُ تعالى عَلَيهَا، لذلكَ تَرَاهُم يُضَحُّونَ بِكُلِّ شَيءٍ حتَّى بِذَوَاتِهِم، فَيَمتَصُّهُمُ الأَبنَاءُ كَمَا تَمتَصُّ النَّبتَةُ الخَضرَاءُ كُلَّ غِذَاءٍ في الحَبَّةِ فإذا هيَ فُتَاتٌ، ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، ما أَعظَمَ هذا الدِّينَ، وما أَجمَلَ ما فِيهِ من تَشرِيعٍ وأَحكَامٍ، ولا عَجَبَ في ذلكَ ولا غَرَابَةَ، فإنَّهُ من اللَّطِيفِ الخَبِيرِ، فلقد جَعَلَ هذا الدِّينُ الحَنِيفُ للوَالِدَينِ مَكَانَةً عَظِيمَةً كَرِيمَةً، إذ جَعَلَ حَقَّهُمَا بَعدَ حَقِّ اللهِ تعالى ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، إنَّ من أَشَدِّ الأُمُورِ حُرمَةً، وأَسرَعِهَا عُقُوبَةً، وأَعجَلِهَا مَقْتَاً عِندَ اللهِ تعالى، وعِندَ المُؤمِنِينَ، إيذَاءَ النَّاسِ بِغَيرِ حَقٍّ، والمُؤذِي للنَّاسِ بِغَيرِ حَقٍّ حِيلَ بَينَهُ وبَينَ قَلبِهِ، حتَّى صَارَ كالحِجَارَةِ أو أَشَدَّ قَسْوَةً، ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، لا عُذْرَ لِمُسلِمٍ مَهمَا كَانَ، أن يُؤذِيَ مُسلِمَاً بِغَيرِ حَقٍّ، كما قَرَّرَ دِينُنَا الحَنِيفُ وشَرعُنَا القَوِيمُ، فلا عُذْرَ لِمُسلِمٍ أن يُرَوِّعَ مُسلِمَاً، فَضْلاً عن سَلْبِ مَالِهِ، أو سَفْكِ دَمِهِ. ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، من تَوفِيقِ اللهِ تعالى لِعَبدِهِ وسَعَادَتِهِ كَفُّ الأَذَى عن المُسلِمِينَ، الذي هوَ سَبَبٌ لِدُخُولِهِ الجَنَّةَ، روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ». ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، إنَّ شَهرَ رَمَضَانَ غَايتُهُ التَّقوَى ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، هذا اليَومُ هوَ من أَشرَفِ الأَيَّامِ، أَوجَبَ اللهُ تعالى فِيهِ الفِطْرَ، وحَرَّمَ الصِّيَامَ، كما أَوجَبَ الصِّيَامَ في شَهرِ رَمَضَانَ، وحَرَّمَ الفِطْرَ. ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، المُتَأَمِّلُ في هذهِ الحَيَاةِ الدُّنيا يُدرِكُ أنَّ هذهِ الحَيَاةَ حَيَاةُ تَقَلُّبَاتٍ وتَغَيُّرَاتٍ، حَيَاةُ بِدَايَاتٍ ونِهَايَاتٍ، وهكذا الأَيَّامُ واللَّيالِي، والشُّهُورُ والأَعوَامُ، سُنَّةٌ لا تَتَغَيَّرُ، ونَامُوسٌ لا يَتَبَدَّلُ ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، العَبدُ المُؤمِنُ هوَ الذي يَغتَنِمُ أنفَاسَ عُمُرِهِ في التَّوبَةِ للهِ عزَّ وجلَّ، قَبلَ أن تَقَعَ رُوحُهُ في الغَرغَرَةِ، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ» رواه الإمام أَحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما. ... المزيد