مَا من خَيرٍ عَاجِلٍ ولا آجِلٍ، ظَاهِرٍ ولا بَاطِنٍ، إلا وتَقْوَى اللهِ السَّبِيلُ المُوصِلُ إِلَيهِ. ومَا من شَرٍّ عَاجِلٍ ولا آجِلٍ، ظَاهِرٍ ولا بَاطِنٍ، إلا وتَقْوَى اللهِ حِرْزٌ مَتِينٌ، وحِصْنٌ مَتِينٌ، وحِصْنٌ حَصِينٌ، للسَّلامَةِ مِنهُ، والنَّجَاةِ من ضَرَرِهِ. ... المزيد
الرِّضَا عن اللهِ تعالى مُسْتَرَاحُ العَابِدِينَ، وجَنَّةُ الدُّنيَا للعَارِفِينَ، مَن لَمْ يَدْخُلْ عَالَمَهُ لَمْ يَتَذَوَّقْ طَعْمَهُ في الآخِرَةِ، وهوَ أَعظَمُ أَعمَالِ القُلُوبِ، وهوَ قِمَّةُ الإِيمَانِ وحَلاوَتُهُ ... المزيد
المَصَائِبُ والمِحَنُ في الحَيَاةِ الدُّنيَا أَمْرٌ لا بُدَّ مِنهُ، مَن مِنَّا لَمْ تَنزِلْ بِهِ مُصِيبَةٌ؟ مَن مِنَّا لَمْ يُمْتَحَنْ؟ مَن مِنَّا لَمْ يَفْقِدْ حَبِيبَاً؟ مَن مِنَّا لَمْ يَحْزَنْ ويَتَأَلَّمْ؟ ... المزيد
الإِنسَانُ المُؤمِنُ يَستَظِلُّ بِشَجَرَةِ الإِيمَانِ فِي حَيَاتِهِ الدُّنيَا، يَتَنَعَّمُ بِفَيئِهَا، ويَتَغَذَّى بِثِمَارِهَا ويَتَلَذَّذُ بِحَلَاوَةِ طَعمِهَا، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بالله رَبَّاً، وَبِالْإِسْلَامِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً» رواه الإمامُ مُسلِمٌ عَن الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عنهُ. ... المزيد
الإِيمَانُ باللهِ تعالى واليَومِ الآخِرِ ضَرُورِيٌّ للإِنسَانِ، بَل هوَ أَعظَمُ من ضَرُورَةِ المَاءِ والطَّعَامِ والهَوَاءِ، وأَعظَمُ من الصِّحَّةِ. ... المزيد
المُؤمِنُ العَاقِلُ الحَصِيفُ يَجِبُ عَلَيهِ حَتْمَاً أن يُوقِنَ أنَّ الأَشيَاءَ قد فُرِغَ مِنهَا، وأنَّ اللهَ سُبحَانَهُ وتعالى قَدَّرَ صَغِيرَهَا وكَبِيرَهَا، وعَلِمَ مَا كَانَ ومَا سَيَكُونُ، وأنَّهُ لَو كَانَ كَيفَ يَكُونُ ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، كَثِيرٌ من النَّاسِ مُقِيمُونَ على مَعصِيَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ويَسْتُرُهُمُ اللهُ تعالى، ويَحْفَظُ عَلَيهِمُ النِّعمَةَ، بَل وَيَزِيدُهَا، فَيَظُنُّ هؤلاءِ أنَّ المَعصِيَةَ هَيِّنَةٌ حَقِيرَةٌ، ولولا أَنَّهَا كذلكَ لَعَجَّلَ اللهُ تعالى لَهُمُ العُقُوبَةَ في الدُّنيَا ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، الظُّلْمُ عَمَّ وطَمَّ، والقِلِيلُ من النَّاسِ مَن لَم يَقَعْ عَلَيهِمُ الظُّلْمُ في هذهِ الأَزمَةِ، وبِسَبَبِ هذا الظُّلْمِ كَادَ البَعضُ أن يُفتَنَ في دِينِهِ ـ والعِيَاذُ باللهِ تعالى ـ ومن فُتِنَ في دِينِهِ خَسِرَ الدُّنيَا والآخِرَةَ. ... المزيد
لَيسَ أَروَحَ للعَبدِ، ولا أَطرَدَ لِهُمُومِهِ، ولا أَقَرَّ لِعَينِهِ، من أن يَعِيشَ سَلِيمَ القَلبِ، ومُبَرَّأً من الضَّغِينَةِ والأَحقَادِ، لأنَّ الضَّغَائِنَ والأَحقَادَ سَبَبٌ لِفَسَادِ القَلبِ، وسَبَبٌ لِتَسَرُّبِ الإِيمَانِ من القَلبِ، وسَبَبٌ لِظُلْمَةِ القَلبِ، وسَبَبٌ لِفَسَادِ الأَعمَالِ الصَّالِحَةٍ. ... المزيد
حُقُوقُ العِبَادِ عَظِيمَةٌ وعَظِيمَةٌ جِدَّاً، وأَذِيَّةُ العِبَادِ من أَعظَمِ الذُّنُوبِ التي لا يَغفِرُهَا اللهُ سُبحَانَهُ وتعالى، فاللهُ تعالى قد يَغفِرُ الذُّنُوبَ التي بَينَهُ وبَينَ عَبدِهِ، أمَّا حُقُوقُ العِبَادِ فَلا تُغفَرُ إلا إذا سَامَحَ صَاحِبُ الحَقِّ. ... المزيد
، يَجِبُ عَلَينَا أن نَعلَمَ عِلْمَ اليَقِينِ بأنَّ الإِسلامَ يَنظُرُ إلى النَّفسِ الإِنسَانِيَّةِ بِشَكلٍ عَامٍّ، أَنَّهَا مُكَرَّمَةٌ ومُعَظَّمَةٌ، وهذا الأَمْرُ على إِطْلاقِهِ، ولَيسَ فِيهِ استِثنَاءٌ بِسَبَبِ لَونٍ أو جِنْسٍ أو دِينٍ ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، اِنعِدَامُ الرَّحمَةِ نَتِيجَةٌ طَبِيعِيَّةٌ للابتِعَادِ عن اللهِ تعالى، ونَتِيجَةٌ طَبِيعِيَّةٌ لِقَسْوَةِ القَلْبِ، ونَتِيجَةٌ طَبِيعِيَّةٌ لِنِسْيَانِ اللهِ تعالى واليَومِ الآخِرِ. ... المزيد
الأَخلاقُ الفَاضِلَةُ المُثْلَى هيَ عِمَادُ الأُمَمِ، وبَقَاءُ الأُمَمِ بِبَقَاءِ أَخلاقِهَا، وَزَوَالُهَا بِزَوَالِ أَخلاقِهَا، ولا تَتَدَهْوَرُ أَخلاقُ العَبدِ إلا بِسَبَبِ نَقْصِ الإِيمَانِ والوَازِعِ الإِيمَانِيِّ، وإنَّ من أَعظَمِ الأَخلاقِ التي يَجِبُ أن يَتَحَلَّى بِهَا الإِنسَانُ خُلُقَ الرَّحمَةِ ... المزيد
من عَرَفَ حَقِيقَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من خِلالِ القُرآنِ العَظِيمِ، والسُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ، فَإِنَّهُ يَشتَاقُ لِرُؤيَةِ وَجْهِهِ الأَغَرِّ، ولِسَمَاعِ صَوْتِهِ العَذْبِ المُنَوَّرِ، ويَرجُو أن يَلمَسَ كَفَّهُ النَّدِيَّ الأَطْهَرَ، ويَشَمَّ مِنهُ رَائِحَةَ المِسْكِ الأَذْفَرِ ... المزيد
لقد أَظَلَّنَا شَهْرٌ عَظِيمٌ مُبَارَكٌ، شَهْرُ رَبِيعٍ الأَوَّلِ الأَنوَرِ، الذي وُلِدَ فِيهِ الحَبِيبُ المُصطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذي امتَلأَتِ القُلُوبُ حُبَّاً وشَوقَاً لَهُ، الذي تَشتَاقُ قُلُوبُ المُؤمِنِينَ لِرُؤيَتِهِ، الذي بِسِيرَتِهِ العَطِرَةِ تَلِينُ الأَفئِدَةُ وتَحِنُّ. ... المزيد
الإنسَانُ المُؤمِنُ فِي هَذِهِ الحَياةِ الدُّنيَا لا يَسلَمُ مِنَ الهُمُومِ مَهمَا بَلَغَ مِنَ العِلْمِ والتَّقوَى والصَّلاحِ، بَل رُبَّمَا عَلى العَكسِ مِن ذَلِكَ، فَكُلَّمَا عَظُمَ إِيمَانُهُ اشتَدَّ بَلاؤُهُ، رَوَى الإمَامُ الترمذي عنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ ... المزيد
، إنَّ في تَعَاقُبِ الشَّدَائِدِ والرَّخَاءِ، والعُسْرِ واليُسْرِ، والضِّيقِ والفَرَجِ، والخَوْفِ والأَمْنِ، والفَقْرِ والغِنَى، كَشْفٌ عن مَعَادِنِ النَّاسِ، وطَبَائِعِ قُلُوبِهِم ونُفُوسِهِم، حَيثُ يَتَمَحَّصُ المُؤمِنُونَ، ويَنكَشِفُ الزَّائِفُونَ، ومن عَلِمَ حِكْمَةَ اللهِ تعالى في تَصْرِيفِ الأُمُورِ،وجَرَيَانِ الأَقْدَارِ، فَلَن يَجِدَ اليَأْسُ إلى قَلبِهِ سَبِيلاً. ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، إنَّ المُؤمِنَ الحَقَّ يَسعَى سَعْيَاً جَادَّاً وحَثِيثَاً ومُتَوَاصِلاً يَطلُبُ النَّجَاةَ من عَذَابِ اللهِ تعالى يَومَ القِيَامَةِ، وأن يَكُونَ مِمَّنْ زُحزِحَ عن النَّارِ، وأُدخِلَ الجَنَّةَ. ... المزيد
فيَا عِبَادَ اللهِ، إنَّ الأَمَانِي أَهلَكَتْ كَثِيرَاً من النَّاسِ، فَتَرَى مِنهُم إِيمَانَاً بلا أَثَرٍ، وتَسمَعُ قَولاً ولا تَرَى عَمَلاً، تَرَى رِجَالاً مِنهُم ولا تَرَى فِيهِم عَقْلاً، عَرَفُوا ثمَّ انحَرَفُوا، حَرَّمُوا واستَحَلُّوا ... المزيد
يَعِيشُ الإنسَانُ هذهِ الحَيَاةَ الدُّنيَا في صِرَاعٍ دَائِمٍ، وفي مُعَانَاةٍ وجُهْدٍ وتَعَبٍ ونَصَبٍ، ولا رَاحَةَ لَهُ إلا عِندَ لِقَاءِ رَبِّهِ ... المزيد