إِنَّ أُمْنِيَةَ كُلِّ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ إِقَامَةُ بَيْتٍ يَغْمُرُهُ الفَرَحُ وَالسُّرُورُ، وَأَنْ يَجِدَا فِيهِ المَأْوَى الكَرِيمَ، وَالرَّاحَةَ النَّفْسِيَّةَ، وَالحُلُمَ السَّعِيدَ. ... المزيد
الحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ عِنْدَ المُسْلِمِينَ مَمْلَكَةٌ إِيمَانِيَّةٌ، رَعِيَّتُهَا تَعِيشُ في ظِلَالِ الإِسْلَامِ، وفي ظِلَالِ القُرْآنِ العَظِيمِ، وفي ظِلَالِ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ، وفي ظِلَالِ الأَخْلَاقِ المُحَمَّدِيَّةِ؟ ... المزيد
إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ تعالى على الإِنْسَانِ مَا أَشَارَ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾. وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجَاً﴾. وَمِنْ نِعَمِ اللهِ تعالى على الزَّوْجَيْنِ أَنْ جَعَلَ كُلَّاً مِنْهُمَا يَأْلَفُ الآخَرَ وَيَحِنُّ إِلَيْهِ، وَمِنْ نِعَمِ اللهِ تعالى على الزَّوْجَيْنِ كَذَلِكَ أَنْ شَرَعَ لِكُلٍّ مِنْهُمَا أَسْبَابَاً وَحُقُوقَاً لِزِيَادَةِ المَوَدَّةِ وَالمَحَبَّةِ وَالأُلفَةِ إِنْ هُمْ عَمِلُوا بِهَا. ... المزيد
لَقَدِ امْتَنَّ اللهُ عَزَّ َجَلَّ على خَلْقِهِ بِنِعْمَةَ الزَّوَاجِ، امْتَنَّ بِهَا على الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ على حَدٍّ سَوَاءٍ، فَالزَّوَاجُ سَكَنٌ للنَّفْسِ وَالقَلْبِ، وَرَاحَةٌ للجَسَدِ وَالقَلْبِ، وَاسْتِقْرَارٌ للمَعَاشِ وَالحَيَاةِ، وَرَاحَةٌ للضَّمِيرِ، وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ عَلَاقَةِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ عَنْ طَرِيقٍ مَشْرُوعٍ، وَبَيْنَ عَلَاقَةِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ عَنْ طَرِيقٍ غَيْرِ مَشْرُوعٍ، فَالأَوَّلُ يُوَلِّدُ نُورَاً، وَالثَّانِي نَارَاً وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى. ... المزيد
تَفَكُّكُ الأُسْرَةِ سِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ مُجْتَمَعِنَا، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، لِأَنَّ القِيَامَ بِوَاجِبِ التَّرْبِيَةِ صَارَ ضَائِعَاً في المُجْتَمَعِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ تعالى. ... المزيد
مِنْ طَبِيعَةِ المَرْأَةِ بِشَكْلٍ عَامٍّ أَنَّهَا تَكْفُرُ العَشِيرَ، تُكْثِرُ الشِّكَايَةَ، تَتَأَفَّفُ، لَا يُعْجِبُهَا شَيْءٌ، تَنْتَقِدُ نَقْدَاً لَاذِعَاً، وَتَسْتَقِلُّ الكَثِيرَ؛ مَطَالِبُهَا كَثِيرَةٌ، مَا عِنْدَهَا قَنَاعَةٌ، قَلِيلَةُ الرِّضَا مَهْمَا أَعْطَيْتَهَا، تَبْحَثُ عَنِ الكَمَالِيَّاتِ التي قَدْ لَا تَحْتَاجُ إِلَيْهَا، لَا تُقَدِّرُ نِعْمَةَ اللهِ تعالى عَلَيْهَا، لَا تُقَدِّرُ نِعْمَةَ الزَّوْجِ، وَلَا تُقَدِّرُ نِعْمَةَ الوَلَدِ، وَلَا تُقَدِّرُ نِعْمَةَ السَّكَنِ، وَتَنْسَى بَلْ تَتَنَاسَى قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾. ... المزيد
نَحْنُ نَنْظُرُ إلى النِّسَاءِ أَنَّهُنَّ شَقَائِقُ الرِّجَالِ، وَالإِنْسَانُ المُسْلِمُ لَا يَنْتَقِصُ مِنْ شَأْنِ المَرْأَةِ، وَلَا يُصَغِّرُ مِنْ شَخْصِيَّتِهَا، فَهِيَ أُمٌّ لِلْجَمِيعِ؛ فَأُمُّ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ امْرَأَةٌ، وَأُمُّ الأُدَبَاءِ وَالفُصَحَاءِ وَالبُلَغَاءِ امْرَأَةٌ، وَأُمُّ الزُّعَمَاءِ وَالقَادَةِ امْرَأَةٌ، وَأُمُّ العُلَمَاءِ وَالمُرْشِدِينَ وَالمُرَبِّينَ وَالنُصَّاحِ وَالوَاعِظِينَ امْرَأَةٌ؛ فَالمَرْأَةُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مُحْتَرَمَةٌ، فَهِيَ أُمُّنَا، وَأُخْتُنَا، وَبِنْتُنَا، وَعَمَّتُنَا، وَخَالَتُنَا، وَمَا دَامَتْ كَذَلِكَ، فَيَجِبُ على الأَزْوَاجِ أَنْ يَتَعَامَلُوا مَعَ نِسَائِهِمْ بِكَامِلِ الآدَابِ وَالأَخْلَاقِ التي حَرَّضَنَا عَلَيْهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
إِنَّ البَيْتَ المُسْلِمَ هُوَ مُؤَسَّسَةٌ مُتَكَامِلَةٌ، فِيهِ التَّعَاوُنُ على البِرِّ وَالتَّقْوَى، فِيهِ التَّعَاوُنُ على القِيَامِ بِمَصَالِحِ البَيْتِ وَالأَوْلَادِ، فَلَا يَحْتَكِرُ فِيهِ أَحَدُ الطَّرَفَيْنِ شَيْئَاً مِنْ طَاقَاتِهِ وَجُهُودِهِ عَنِ الطَّرَفِ الآخَرِ، وَلِهَذَا نَجِدُ البَيْتَ المُسْلِمَ الحَقِيقِيَّ بَيْتَاً فِيهِ انْسِجَامٌ كَامِلٌ، وَتَعَاوُنٌ على البِرِّ وَالتَّقْوَى. ... المزيد
إِنَّ الحَيَاةَ الزَّوْجِيَّةَ في بُيُوتِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أُنْمُوذَجٌ رَائِعٌ لِمَنْ أَرَادَ سَعَادَةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتَرْجِمَ عَنْ صِدْقِ مَحَبَّتِهِ للهِ تعالى، وَلِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرَاً﴾. ... المزيد
الحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ حَيَاةُ تَعَاوُنٍ وَتَآلُفٍ وَحُبٍّ وَوِئَامٍ، وَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ وَالرَّاحَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ يَجِبُ أَنْ يَفْهَمَ جَيِّدَاً قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» رواه الحاكم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
إِنَّ أَيَّ أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ لَا تَعْلُو ـ بِإِذْنِ اللهِ تعالى ـ إِلَّا بِضَمَانِ الأَخْلَاقِ الفَاضِلَةِ في سِيَرِ الرِّجَالِ، وَمَا جَاءَتْ رِسَالَةُ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِلَّا لِإِتْمَامِ مَكَارِمِ وَصَالِحِ الأَخْلَاقِ، بَعْدَ تَوْحِيدِ اللهِ تعالى وَعِبَادَتِهِ، روى الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ». ... المزيد
مِنْ صِفَاتِ الرَّجُلِ الكَامِلِ أَنْ يَغَارَ على زَوْجَتِهِ، وَهَذَا أَمْرٌ فِطْرِيٌّ في الإِنْسَانِ السَّوِيِّ، وَقَدْ أَثْنَى سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على الرَّجُلِ الغَيُورِ، روى الشيخان عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلَاً مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ. ... المزيد
المَرْأَةُ الحُرَّةُ مَكْنُونَةٌ، وَجَوْهَرَةٌ مَصُونَةٌ، لَا تَخْتَلِطُ بِالرِّجَالِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، هِيَ حُرَّةٌ مُخَبَّأَةٌ، لَا يَرَاهَا أَحَدٌ لِأَنَّهَا حُرَّةٌ، وَالقَائِمُ عَلَيْهَا حُرٌّ، وَالرَّجُلُ الحُرُّ يَأْبَى أَنْ تَخْرُجَ زَوْجَتُهُ لِيَرَاهَا النَّاسُ. ... المزيد
شَأْنُ العُقَلَاءِ أَنْ يُحَقِّقُوا لِأَنْفُسِهِمُ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِمُ الزَّوْجِيَّةِ، لِأَنَّهُ مَا تَزَوَّجَ الوَاحِدُ مِنْهُمْ إلا طَمَعَاً في السَّعَادَةِ التي يَنْشُدُهَا، وَالزَّوَاجُ هُوَ مِنْ أَهَمِّ الأُمُورِ في تَحْقِيقِ السَّعَادَةِ للرَّجُلِ وَالمَرْأَةِ، قَالَ تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجَاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾. ... المزيد
مِنْ أَسْبَابِ الشَّقَاءِ في الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ سُوءُ المُعَاشَرَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، أَو أَحَدِهِمَا، فَإِذَا أَسَاءَ الزَّوْجُ عِشْرَتَهُ مَعَ زَوْجَتِهِ، وَأَصْبَحَ لَا يُبَالِي بِأَيِّ كَلِمَةٍ قَالَهَا، وَلَا بِأَيِّ فِعْلٍ فَعَلَهُ، عِنْدَهَا تَبْدَأُ المَشَاكِلُ، وَيَبْدَأُ كُلٌّ مِنْهُمَا يَتَرَبَّصُ بِالآخَرِ الدَّوَائِرَ. ... المزيد
مِنْ أَسْبَابِ المَشَاكِلِ التي تَقَعُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ سُوءُ الظَّنِّ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، فَالرَّجُلُ لَا يُحْسِنُ الظَّنَّ بِزَوْجَتِهِ، وَلَا الزَّوْجَةُ بِزَوْجِهَا. ... المزيد
مِنْ أَسْبَابِ المَشَاكِلِ الزَّوْجِيَّةِ، بَلْ مِنْ أَهَمِّهَا وَأَعْظَمِهَا هُوَ تَدَخُّلُ الغَيْرِ في شُؤُونِ الزَّوْجَيْنِ، وَخَاصَّةً مِمَّنْ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يُرِيدُ الإِصْلَاحَ. ... المزيد
المَشَاكِلُ الزَّوْجِيَّةُ كَثِيرَةٌ وَكَثِيرَةٌ جِدَّاً، وَالسِّرُّ في ذَلِكَ الجُرْأَةُ على مُخَالَفَةِ أَمْرِ اللهِ تعالى، وَأَمْرِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا على يَقِينٍ بِأَنَّ المُجْتَرِئَ على مُخَالَفَةِ أَمْرِ اللهِ تعالى، وَأَمْرِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَنْ يَجِدَ خَيْرَاً، وَإِنْ كَانَ في ظَاهِرِ الأَمْرِ وَجَدَ خَيْرَاً، وَلَكِنَّهُ في الحَقِيقَةِ وَجَدَ خَيْرَاً ظَاهِرَاً وَبَاطِنُهُ شَرٌّ، قَالَ تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾. ... المزيد
لَقَدْ جَاءَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الدِّينِ العَظِيمِ الحَنِيفِ ... المزيد
إِذَا فُتِحَتْ أَبْوَابُ المَشَاكِلِ في البُيُوتِ بِسَبَبِ الذُّنُوبِ وَالخَطَايَا وَالمَعَاصِي الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ ... المزيد