لِتَحْقِيقِ السَّعَادَةِ في حَيَاتِنَا الأُسَرِيَّةِ لَا بُدَّ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ تَعَامُلَاً صَحِيحَاً، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِالتِّلَاوَةِ مَعَ التَّدَبُّرِ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾. ... المزيد
كُلَّمَا تَذَكَّرْنَا يَوْمَ الحِسَابِ، يَوْمَ العَرْضِ عَلَى اللهِ تعالى، يَوْمَ نَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلَاً، وَكُلَّمَا تَذَكَّرْنَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَنَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَعَذَابَ أَهْلِ النَّارِ، كُلَّمَا تَغَيَّرَتْ حَيَاتُنَا الزَّوْجِيَّةُ مِنْ حَسَنٍ إلى أَحْسَنَ. ... المزيد
صَلَاحُ أُسَرِنَا لَا يَكُونُ إِلَّا إِذَا عَرَفَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ الكَثِيرُ مِنَ الأَزْوَاجِ مِمَّنْ دَخَلَ الدُّنْيَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي وَلَا يَعْلَمُ لِمَاذَا وُجِدَ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ وَلِمَاذَا تَزَوَّجَ؟ وَلِمَاذَا أَنْجَبَ؟ ... المزيد
القُرْآنُ العَظِيمُ الذي أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَاصْطَفَانَا لِوِرَاثَتِهِ هُوَ مَصْدَرُ سَعَادَتِنَا في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَعَلَيْهِ بِالقُرْآنِ العَظِيمِ، تِلَاوَةً وَتَدَبُّرَاً وَعَمَلَاً، وَأَنْ يَنْظُرَ إلى الصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ كَيْفَ كَانُوا يَتَعَامَلُونَ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ. ... المزيد
إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ شَقَاءِ البُيُوتِ، وَكَثْرَةِ الخِلَافَاتِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، المَعَاصِيَ وَالمُنْكَرَاتِ، التي تُنَكِّسُ الرُّؤُوسَ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالتي تُسْلِمُ إلى مُقَاسَاةِ العَذَابِ الأَلِيمِ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالتي تُخْرِجُ البَعْضَ مِنَ الدِّينِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، كَمَا تُخْرَجُ الشَّعْرَةُ مِنَ العَجِينِ. ... المزيد
سِرُّ سَعَادَتِنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَحَوُّلِنَا مِنَ الشَّقَاءِ إلى السَّعَادَةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ هِدَايَتِنَا مِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَمَاسُكِ أُسَرِنَا مَعَ بَعْضِهَا القُرْآنُ العَظِيمُ. ... المزيد
مَا مِنْ أُسْرَةٍ مُسْلِمَةٍ الْتَزَمَتْ كِتَابَ رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ تِلَاوَةً وَتَدَبُّرَاً وَعَمَلَاً، إِلَّا سَعِدَتْ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالعَكْسُ بِالعَكْسِ. ... المزيد
لَقَدْ فَسَدَتِ الأُسَرُ اليَوْمَ بِسَبَبِ ظَنِّهَا أَنَّهَا مُسْتَغْنِيَةٌ عَنِ اللهِ تعالى، وَعَنْ كِتَابِ رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ، وَعَنْ هَدْيِ نَبِيِّهَا سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
إِنَّ مَشَاكِلَنَا الأُسَرِيَّةَ كَانَتْ نَتِيجَةَ نِسْيَانِنَا قِيمَةَ القُرْآنِ العَظِيمِ في التَّغْيِيرِ، وَهَجْرِنَا تِلَاوَتَهُ وَتَدَبُّرَهُ، مَعَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى جَعَلَ آيَاتِهِ حَيَاةً لِقُلُوبِنَا وَأَرْوَاحِنَا، فَهُوَ رُوحٌ للأَرْوَاحِ، وَحَيَاةٌ للقُلُوبِ، وَبِدُونِهِ القُلُوبُ مَيْتَةٌ، وَالأَرْوَاحُ هَائِمَةٌ تَائِهَةٌ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ. ... المزيد
إِنَّ الاهْتِمَامَ بِالبَيْتِ هُوَ الوَسِيلَةُ الكُبْرَى لِمَنْ أَرَادَ صَلَاحَ المُجْتَمَعِ، لِأَنَّ المُجْتَمَعَ يَتَكَوَّنُ مِنْ بُيُوتٍ هِيَ لَبِنَاتُهُ، فَلَو صَلَحَتِ اللَّبِنَةُ لَصَلَحَ البِنَاءُ وَكَانَ مُتَمَاسِكَاً وَقَوِيَّاً يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ كُلَّ كَيْدٍ وَكُلَّ مَكْرٍ، وَيَشِعُّ مِنْهُ الخَيْرُ وَالنُّورُ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَدْخُلَهُ ظُلْمَةٌ أَو شَرٌّ. ... المزيد
لَقَدْ لَزِمَ أَصْحَابُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَخَاصَّةً في بُيُوتِهِمْ، كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، تِلَاوَةً وَتَدَبُّرَاً وَعَمَلَاً، وَبِذَلِكَ كَانُوا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ، فَجَعَلَهُمُ القُرْآنُ العَظِيمُ رِجَالَاً وَنِسَاءً رَبَّانِيِّينَ، وَهَذِهِ حَقِيقَةٌ لَا مَجَالَ لِإِنْكَارِهَا. ... المزيد
أُسَرُنَا اليَوْمَ في حَالَةٍ مِنَ التَّفَكُّكِ الذي يُدْمِي القَلْبَ وَيُدْمِعُ العَيْنَ، تَحَاسُدٌ، تَدَابُرٌ، تَقَاطُعٌ، خُصُومَاتٌ، قُلُوبٌ امْتَلَأَتْ غَيْظَاً بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. ... المزيد
مِنْ أَسْبَابِ السَّعَادَةِ في الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ عُلُوُّ هِمَّةِ كُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ، وَصَاحِبُ الهِمَّةِ العَالِيَةِ يَجْعَلُ جَسَدَهُ في الأَرْضِ، وَرُوحَهُ وَقَلْبَهُ مُتَعَلِّقَانِ بِاللهِ تعالى، وَبِجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ. ... المزيد
إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُحَقِّقَ السَّعَادَةَ لِأَنْفُسِنَا في بُيُوتِنَا، عَلَيْنَا الأَخْذُ بِوَصَايَا سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، التي تَجْعَلُنَا في حَيَاتِنَا الدُّنْيَا في سَعَادَةٍ، وَفي الآخِرَةِ في جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ. ... المزيد
سِرُّ سَعَادَتِنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ الْتِزَامُ هَدْيِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؛ وَاللهِ مَا سَعِدَ مَنْ سَعِدَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ إِلَّا الذي اتَّبَعَ هَدْيَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَمَا شَقِيَ مَنْ شَقِيَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ إِلَّا الذي اتَّبَعَ هَوَاهُ، وَأَعْرَضَ عَنْ هَدْيِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
وَاقِعُ أُسَرِنَا اليَوْمَ مَرِيرٌ، وَكَادَ أَنْ يُوصَفَ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا﴾. يَعْنِي: رَكَنُوا إلى الدُّنْيَا وَعَاجِلِهَا، وَزَهِدُوا في الآخِرَةِ، وَجَعَلُوا نَصِيبَهُمْ مِنْهَا الأَمَانِيُّ، فَقَالُوا: ﴿سَيُغْفَرُ لَنَا﴾. ... المزيد
مِنْ أَسْبَابِ وَدَوَاعِي الأُلْفَةِ وَالمَوَدَّةِ وَالمَحَبَّةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، أَنْ يَتَفَقَّدَ الزَّوْجُ حَالَةَ أَبَوَيِ الزَّوْجَةِ، وَأَنْ يُحْسِنَ إِلَيْهِمَا، وَأَنْ يَنْظُرَ في شَأْنِهِمَا، فَإِنْ كَانَا بِحَاجَةٍ إلى مَعُونَةٍ وَمُسَاعَدَةٍ أَسْرَعَ في قَضَاءِ حَاجَتِهِمَا. ... المزيد
مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَقِّقَ لِنَفْسِهِ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ، وَأَنْ يُذْكَرَ بِخَيْرٍ، وَأَنْ يَكُونَ لَهُ لِسَانُ صِدْقٍ في الآخِرِينَ، عَلَيْهِ أَنْ يَتَذَكَّرَ حَقَّ وَالِدِ الزَّوْجَةِ عَلَيْهِ. ... المزيد
لَا يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَقِيمَ بُيُوتُ المُؤْمِنِينَ اليَوْمَ، وَأَنْ تَتِمَّ الأُلْفَةُ وَالمَوَدَّةُ وَالمَحَبَّةُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، إِلَّا بِالأَخْلَاقِ الفَاضِلَةِ الكَرِيمَةِ، إِلَّا بِأَدَاءِ الحُقُوقِ التي فَرَضَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ. ... المزيد
كان المُسْلِمُونَ في زَمَنِ السَّلَفِ الصَّالِحِ أَصْحَابَ هِمَمٍ سَامِيَةٍ وَعَالِيَةٍ، فَمَلَأُوا بِهَا الأَرْضَ قُوَّةً وَبَأْسَاً، وَحِكْمَةً وَعِلْمَاً ... المزيد