فالجدير بالإنسان المسلم الذي صام شهر رمضان وقام لياليه وقرأ القرآن العظيم فيه، وذكر الله تعالى فيه، وسأل الله الجنة واستعاذ به من النار، وذلك امتثالاً لأمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (استكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار) رواه البيهقي. ... المزيد
فمن آداب الصائم أن تصوم جوارحه عن معصية الله عز وجل كما صام عن الطعام والشراب، وإن الإنسان المؤمن إذا كان يمتثل أمر ربه عز وجل إذا أمره بترك الحلال فمن باب أولى أن يمتثل أمر ربه عز وجل إذا أمره بترك الحرام. ... المزيد
فيا باغي الخير أقبلْ، ويا باغي الشر أقصِرْ، واغتنم هذه الأيام المتبقِّية من شهر رمضان، وذلك بتلاوة القرآن العظيم، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، وكان يتدارس القرآن العظيم مع سيدنا جبريل عليه السلام في كل ليلة من ليالي رمضان، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ). ... المزيد
فقد ذكرنا في الدرس الماضي بأن الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، اعمل لآخرتك، فأكثر من الطاعات في هذه الأيام المتبقية من العشر الأواخر، وعلى رأس هذه الأعمال الاعتكاف الذي سَنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة ورغَّب فيه، فإن لم تتمكن من الاعتكاف المسنون فليكن المندوب، ولو أن تعتكف في كل يوم سويعات في بيت الله تعالى لتريح قلبك من عناء الدنيا وظلماتها. ... المزيد
ذكرنا الحديث الشريف: (بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) رواه الترمذي. فقد يأتيك فقر ينسيك، أو غنىً يطغيك، أو مرض يفسدك، أو هرم مفنِّد يردك إلى أرذل العمر، أو موت سريع يخطفك، أو فتنة الدجال، أو قيام الساعة، فاغتنم أنفاس عمرك في الطاعات، وخاصة فيما بقي من شهر رمضان المبارك. ... المزيد
فمن آداب الصائم اغتنام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وذلك من خلال الاقتداء والاتباع لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان من سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم ما جاء في الصحيحين عَنْ السيدة عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ). ... المزيد
فما من عبادة من العبادات التي شرعها الله عز وجل إلا ولها ثمرة يجنيها الإنسان المسلم، إنْ في الدنيا وإنْ في الآخرة، ورؤية ثمار الطاعات في الدنيا دليل على قبولها في الآخرة بإذن الله تعالى. ... المزيد
نَعَمْ، اللهُ عز وجل رتَّب على العبادة الحياةَ الطيبة، ورتَّب عليها قضاء الحوائج، ورتَّب على تلك العبادة ثمرات كثيرة وكثيرة جداً، على سبيل المثال رتب الله تعالى على عبادة الاستغفار ثمرات كثيرة، قال تعالى عنها مخبراً عما قاله سيدنا نوح لقومه: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا * مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}. ... المزيد
فالداعي يدعو الله عز وجل لأنه مأمور بها من خلال قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين}. فالدعاء عبادة، والعابد يقوم بتلك العبادة إن رأى استجابةً للدعاء أو لم ير، وذلك مثل قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون}. فلو لم ير العبد المؤمن حياته طيبة لا قدَّر الله هل يترك العبادة؟ ... المزيد
ادع الله عز وجل ولا تعجز في الدعاء، وألحَّ في الدعاء، فإن الله يحبُّ العبد اللحوح، فإن العبد لا يهلِك مع الدعاء، كما جاء في صحيح ابن حبان عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تعجِزوا في الدعاء، فإنه لن يَهلِك مع الدعاء أحد). ... المزيد
وقلنا بأنه يجب علينا أن نحمل همَّ الدعاء، لأنه عبادة، وكلُّ عبادة حتى تكون مقبولة عند الله ونرى آثارها يجب علينا أن نحقِّق شروطها، وأعظم شرط وأهمُّه هو الرزق الحلال، بحيث يكون المطعم والمشرب والملبس والمسكن من حلال، لا من حرام، واليوم نتابع حديثنا عن شروط وواجبات الدعاء حتى يكون مقبولاً عند الله تعالى ويعطي ثماره لنا في الدنيا والآخرة. ... المزيد
يجب علينا أن نعلم أولاً بأن الدعاء عبادة وتكليف من الله تعالى، قال تبارك وتعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين}. ... المزيد
وجدير بنا أيها الإخوة أن نقف مع هذه الآية الكريمة وقفة المتدبِّر لكلام الله عز وجل، وخاصة قد عرفنا بأنها جاءت عقب آيات الصوم، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون}. والله نرى فيها الرقة والعطف والإيناس وشدة القرب من حضرة مولانا عز وجل. ... المزيد
ومن آداب الصائم بعد فطره الدعاء، ودعاؤه مستجاب بإذن الله تعالى، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ) رواه ابن ماجه. ... المزيد
فمن آداب الصائم تعجيل الفطور متى تحقَّق غروب الشمس، وذلك لما جاء في الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ). يعني أمر هذه الأمة ما زال متلبِّساً بالخير ما دامت تتعجل بالفطر، لأنه دأب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليحصل الحضور في الصلاة بفراغ القلب من الاشتغال بالطعام. ... المزيد
ربنا عز وجل خلق الإنسان من روح وجسد، وجعل ربُّنا عز وجل لجسدنا غذاء ولأرواحنا غذاءً، فغذاء الجسد من طعام وشراب، وغذاء الأرواح والقلوب من ذكر وصلاة وقيام وتلاوة للقرآن العظيم وذكر لله عز وجل، وطَلَبَ منا ربُّنا عز وجل أن نعطي كلَّ ذي حق حقه. ... المزيد
علينا أن نستغلَّ هذا السحر بقيام الليل بصلاة التهجد، لأن الله تعالى يكون أقرب ما يكون من عبده في الثلث الأخير من الليل، فلتكن أنت قريباً منه في هذا الوقت، كن ذاكراً لله تعالى، وعلى رأس الأذكار الصلاة، قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي}. ... المزيد
فنحن نعلم بأن الله عز وجل اختصَّ بعض الأزمنة وبعض الأمكنة وبعض الأشخاص، وصدق إذ يقول: {وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء}. فمن الأزمنة التي اختصها برحمته وقتُ السحر، وفيه خصوصية لم تكن في سائر الزمن، ألا وهي نزول ربنا عز وجل إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله وجماله، نزولاً خلاف الذي يتصوره البعض أو يتوهَّمه، لأن الله تعالى يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير}. ... المزيد
فمن آداب الصائم السَّحور، وهو سنة للصائم، وإحياء السنة عند فقدها لها أجر عظيم عند الله عز وجل، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحْيَانِي) رواه الترمذي. ولقوله صلى الله عليه وسلم: (ومن أحيا سنتي فقد أحبَّني، ومن أحبَّني كان معي في الجنة) رواه الترمذي. ولقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي فَإِنَّ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا) رواه الترمذي وابن ماجه. وسنة السَّحور فقدها الكثير من المسلمين إلا من رحم الله عز وجل. ... المزيد
فعماد الأعمال النيَّات، فالعبد يُتَقبَّل منه عملُه ويثاب عليه، أو يُرَدُّ عليه ويعاقَب عليه بحسب نيته، فلا يثاب إلا بالنية، لأن العبد قد يفعل الطاعات ولا يؤجر عليها، ليقال بأنه فعلها، فيقال له: وقد قيل، فما نيتك بالعمل؟ ... المزيد