أَيَّامُ العِيدِ هِيَ مِنْ أَكْبَرِ الفُرَصِ للعَوْدَةِ إلى اللهِ تعالى الحَيِّ القَيُّومِ المُنْعِمِ المُتَفَضِّلِ، وَمَنْ لَمْ يَعُدْ إلى اللهِ تعالى فَمَا اسْتَفَادَ مِنَ العِيدِ شَيْئًا. حَقِيقَةُ العِيدِ أَنْ نَعُودَ إلى اللهِ تعالى مُمْتَثِلِينَ أَمْرَهُ مُجْتَنِبِينَ نَهْيَهُ، وَمِنَ الوَاجِبِ عَلَى المُسْلِمِ الذي يَعِيشُ أَيَّامَ العِيدِ أَنْ يَتَفَقَّدَ أَرْحَامَهُ بِالصِّلَةِ وَالزِّيَارَةِ وَالنَّفَقَةِ وَالبِرِّ وَالإِحْسَانِ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَمَا ذَاقَ حَلَاوَةَ أَيَّامِ العِيدِ. ... المزيد
مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى أَنْ فَاضَلَ بَيْنَ الأَزْمِنَةِ، فَاصْطَفَى وَاجْتَبَى مِنْهَا مَا شَاءَ بِرَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ، قَالَ تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾. وَذَلِكَ التَّفْضِيلُ مِنْ فَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ، لِيَكُونَ عَوْنًا للمُسْلِمِ عَلَى تَجْدِيدِ النَّشَاطِ، وَزِيَادَةِ الأَجْرِ وَالثَّوَابِ، وَالقُرْبِ مِنَ اللهِ تعالى. ... المزيد
مِنْ أَسْبَابِ حَيَاةِ القُلُوبِ وَصِحَّتِهَا الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ، وَلَا تَكُونُ القُلُوبُ صَالِحَةً إِلَّا بِصَلَاحِ العَمَلِ، وَلَا يَكُونُ صَلَاحُ العَمَلِ إِلَّا بِصَلَاحِ النِّيَّةِ. فَمَا مِنْ عَمَلٍ إِلَّا وَلَهُ أَثَرٌ في القَلْبِ مِنْ نَفْعٍ أَو ضُرٍّ، وَمَنْ كَانَ حَرِيصًا عَلَى الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ كَانَ عَادِلًا مَعَ قَلْبِهِ، وَإِلَّا فَهُوَ ظَالِمٌ لَهُ، ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾. ... المزيد
فِرُّوا مِنَ اللهِ تعالى إلى اللهِ تعالى، وَاسْتَتِرُوا بِسِتْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا تُبَارِزُوا الجَبَّارَ بِالمَعَاصِي، وَلَا تُجَاهِرُوا بِهَا بَيْنَ النَّاسِ، وَاحْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا مِنَ الذينَ قَلَّ إِيمَانُهُمْ، وَذَهَبَ الحَيَاءُ مِنْهُمْ، لِأَنَّ هَلَاكَ هَؤُلَاءِ مُحَقَّقٌ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِنْ لَمْ يَتُوبُوا إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. ... المزيد
إِنَّ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ كَرِيمٌ سِتِّيرٌ يُحِبُّ السَّتْرَ عَلَى عِبَادِهِ، لِيَتُوبُوا إِلَيْهِ، وَيَرْجِعُوا عَنْ زَلَّاتِهِمْ وَهُمْ غَيْرُ مَفْضُوحِيَنَ بَيْنَ النَّاسِ؛ وَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ أَنْ نَتَحَلَّى بِصِفَةِ السَّتْرِ عَلَى عِبَادِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ نَكُونَ عَلَى حَذَرٍ مِنْ فَضِيحَتِهِمْ، لِأَنَّ الجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ. ... المزيد
اعْلَمُوا عِلْمَ اليَقِينِ أَنَّ كُلَّ دَقِيقَةٍ، وَكُلَّ لَحْظَةٍ، وَكُلَّ سَاعَةٍ، سَوْفَ نُسْأَلُ عَنْهَا يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ نَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ تَبَارَكَ وتعالى، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ». ... المزيد
الاسْتِقَامَةُ عَلَى شَرْعِ اللهِ تعالى، وَالطَّاعَةُ لَهُ سُبْحَانَهُ، وَامْتِثَالُ أَمْرِهِ هُوَ الأَصْلُ في الإِنْسَانِ، وَالانْحِرَافُ عَنْ جَادَّةِ الاسْتِقَامَةِ أَمْرٌ طَارِئٌ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ عَلَى التَّوْحِيدِ وَالإِيمَانِ وَالطَّاعَةِ، فَلَمَّا انْحَرَفُوا بَعَثَ اللهُ تعالى النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾. ... المزيد
كُلُّ مَا شَرَعَهُ اللهُ تعالى لِعِبَادِهِ إِنَّمَا هُوَ لِمَصْلَحَتِهِمْ دُنْيَا وَأُخْرَى، فَفيهِ مُرَاعَاةُ حُقُوقِ الأَفْرَادِ، وَحُقُوقِ الجَمَاعَاتِ، وَحُقُوقِ اللهِ تعالى عَلَى خَلْقِهِ، وَحُقُوقِهِمْ عَلَى اللهِ تعالى فَضْلًا مِنْهُ وَكَرَمًا. ... المزيد
كُلُّنَا عَلَى يَقِينٍ أَنَّ الطَّرِيقَ إلى الجَنَّةِ وَاحِدٌ، وَأَمَّا الطَّرِيقُ إلى النَّارِ فَسُبُلُهُ كَثِيرَةٌ وَمُتَعَدِّدَةٌ، وَهَذَا مَا أَكَّدَهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَظِيمِ، قَالَ تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. فَالطَّرِيقُ إلى الجَنَّةِ وَاحِدٌ وَوَاضِحٌ، وَالطُّرُقُ المُنْحَرِفَةُ كَثِيرَةٌ جِدًّا. تَسَاءَلْ أَخِي مَعَ نَفْسِكَ، هَلْ أَنْتَ عَلَى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ؟ هَلْ أَنْتَ مُسْتَقِيمٌ عَلَى دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ وَكُنْ صَادِقًا مَعَ نَفْسِكَ، لِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. ... المزيد
إِنَّ الاسْتِقَامَةَ عَلَى شَرْعِ اللهِ تعالى، وَالْتِزَامَ تَقْوَى اللهِ تعالى فَرْضٌ عَلَى الأُمَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. وَهَذَا مَا أُمِرَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾. جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ تَابَ. وَالاسْتِقَامَةُ تَعْنِي الثَّبَاتَ عَلَى الدِّينِ، فَلَا تَغْيِيرَ وَلَا تَبْدِيلَ، وَيَجِبُ تَكْيِيفُ المُسْتَجِدَّاتِ حَسَبَ مَا أَنْزَلَ اللهُ تعالى، فَالدِّينُ مَتْبُوعٌ، وَلَيْسَ بِتَابِعٍ. ... المزيد
مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ الإِنْسَانَ المُؤْمِنَ مُطَالَبٌ بِالعِبَادَةِ وَالمُدَاوَمَةِ عَلَيْهَا حَتَّى يَأْتِيَهُ اليَقِينُ، وَوَاجِبٌ عَلَيْهِ الحِرْصُ عَلَيْهَا وَذَلِكَ مِنْ أَجْلِ تَزْكِيَةِ نَفْسِهِ. وَمِنْ أَجْلِ تَزْكِيَةِ النُّفُوسِ شُرِعَتِ العِبَادَاتُ وَالطَّاعَاتُ، وَبِقَدْرِ نَصِيبِ العَبْدِ مِنَ الطَّاعَاتِ تَكُونُ تَزْكِيَتُهُ لِنَفْسِهِ، وَبِقَدْرِ تَفْرِيطِهِ فِيهَا يَكُونُ بُعْدُهُ عَنِ التَّزْكِيَةِ، وَبِذَلِكَ تَحْصُلُ الخَسَارَةُ، قَالَ تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾. ... المزيد
مِنْ شَأْنِ أَرْبَابِ العُقُولِ السَّلِيمَةِ التي آمَنَتْ بِاللهِ تعالى وَاليَوْمِ الآخِرِ الاهْتِمَامُ بِحُسْنِ السِّيرَةِ، وَصَفَاءِ السَّرِيرَةِ، بِحُسْنِ السِّيرَةِ فَلَا يُذْكَرُونَ إِلَّا بِخَيْرٍ، وَبِصَفَاءِ السَّرِيرَةِ فَلَا يَسْخَطُ عَلَيْهِمْ مَوْلَاهُمْ. بِحُسْنِ السِّيرَةِ يَنْتَفِعُ دُنْيَا وَأُخْرَى بِإِذْنِ اللهِ تعالى، رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: مَرُّوا بِجَنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَجَبَتْ». ... المزيد
يَقُولُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ العَظِيمِ: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا﴾. لَقَدْ أَمَرَ اللهُ تعالى بِالوَفَاءِ بِالعَهْدِ، وَالوَفَاءُ بِالعَهْدِ وَصْفٌ رَبَّانِيٌّ حَمِيدٌ، وَخُلُقٌ نَبَوِيٌّ كَرِيمٌ، وَسُلُوكٌ إِسْلَامِيٌّ نَبِيلٌ، جَعَلَهُ اللهُ تعالى صِفَةً لِأَنْبِيَائِهِ، قَالَ تعالى: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾. فَوَعَدَ أَبَاهُ بِالصَّبْرِ حِينَ قَالَ لَهُ: ﴿يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾. وَلَمْ يُخْلِفُ وَعْدَهُ الذي وَعَدَهُ أَبَاهُ. ... المزيد
إِذَا كَانَتِ النَّفَقَةُ وَالجُودُ وَالإِحْسَانُ وَالبِرُّ وَصِلَةُ الأَرْحَامِ تَطِيبُ في كُلِّ زَمَانٍ، فَهِيَ تَزْكُو وَتَتَضَاعَفُ حَسَنَاتُهَا في شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ الجُودِ وَالإِحْسَانِ. وَمَا دُمْنَا في شَهْرِ رَمَضَانَ وَفي عَشْرِه الأَخِيرِ فَلْنَتَأَمَّلْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾. ... المزيد
شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ فَرِيدٌ في حَيَاةِ المُسْلِمِ، وَفي حَيَاةِ الأُسْرَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَفي حَيَاةِ الأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ؛ فَهُوَ شَهْرُ التَّعَاطُفِ، يُشْعِرُ الصَّائِمَ بِآلَامِ الآخَرِينَ، وَبِجُوعِ الجَائِعِينَ، وَحِرْمَانِ المَحْرُومِينَ، حِينَ يَذُوقُ مَرَارَةَ الجُوعِ، وَشِدَّةَ العَطَشِ. ... المزيد
يَا مَنْ قُلْتُمْ لِنِدَاءِ رَبِّكُمُ القَائِلِ: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ وَلِنِدَاءِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ»: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ لَبَّيْكَ، اعْلَمُوا أَنَّ هُنَاكَ وَصِيَّةً نَبَوِيَّةً تُذَكِّرُ بِحَقِّ هَذِهِ العِبَادَةِ الجَلِيلَةِ، تُذَكِّرُ القُلُوبَ الصَّادِقَةَ المُؤْمِنَةَ التي تَعْبُدُ اللهَ تعالى للهِ تعالى، وَالتي امْتَثَلَتْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾. ... المزيد
شَهْرُ رَمَضَانَ هُوَ أَفْضَلُ شُهُورِ العَامِ، لِأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتعالى جَعَلَ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَرُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ، وَمَبْنًى مِنْ مَبَانِيهِ العَظِيمَةِ، رَوَى الشَّيْخَانِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». ... المزيد
يُطِلُّ عَلَيْكُمْ بَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ شَهْرٌ كَرِيمٌ، وَمَوْسِمٌ عَظِيمٌ، خَصَّهُ اللهُ تعالى عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِالتَّشْرِيفِ وَالتَّكْرِيمِ، أَنْزَلَ اللهُ تعالى فِيهِ القُرْآنَ العَظِيمَ، وَالذِّكْرَ الحَكِيمَ، وَفَرَضَ صِيَامَهُ عَلَى أُمَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَهُ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ الإسْلَامِ التي لَا يَقُومُ عَلَى غَيْرِهَا وَلَا يَسْتَقِيمُ؛ وَسَنَّ لَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قِيَامَهُ، فَهُوَ شَهْرُ الخَيْرَاتِ وَالبَرَكَاتِ، وَشَهْرُ إِجَابَةِ الدَّعَوَاتِ، لِمَنْ طَابَ مَطْعَمُهُ، وَاسْتَجَابَ لِنِدَاءِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ شَهْرُ إِقَالَةِ العَثَرَاتِ، وَمُضَاعَفَةِ الحَسَنَاتِ، وَشَهْرُ الإِفَاضَاتِ وَالنَّفَحَاتِ، وَشَهْرُ إِعْتَاقِ الرِّقَابِ مِنَ المُوبِقَاتِ؛ الفَرِيضَةُ فِيهِ تَعْدِلُ سَبْعِينَ فَرِيضَةً، وَالنَّافِلَةُ تَعْدِلُ الفَرِيضَةَ. ... المزيد
مِنْ حَقِّ نِعَمِ اللهِ تعالى عَلَيْنَا الكَثِيرَةِ وَالعَظِيمَةِ القِيَامُ بِشُكْرِ المُنْعِمِ، وَذَلِكَ بِمُتَابَعَةِ الإِحْسَانِ، وَالقِيَامِ بِإِتْبَاعِ الحَسَنَةِ بِمِثْلِهَا، فَثَوَابُ الحَسَنَةِ الحَسَنَةُ بَعْدَهَا، فَهَنِيئًا لَكُمْ يَا مَنْ تَعَرَّضْتُمْ لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، هَنِيئًا لَكُمْ يَا مَنْ وَصَلْتُمُ الأَرْحَامَ، وَبَرَرْتُمُ الآبَاءَ وَالأُمَّهَاتِ، وَأَزَلْتُمْ مَا بَيْنَكُمْ مِنَ الشَّحْنَاءِ، وَيَا مَنْ خَفَضْتُمُ الجَنَاحَ لِبَعْضِكُمْ، هَنِيئًا لَكُمْ يَا مَنْ تَرَكْتُمُ المَعَاصِيَ الظَّاهِرَةَ وَالبَاطِنَةَ، وَصُمْتُمْ هَذِهِ الأَيَّامَ المُبَارَكَةَ الأَيَّامَ البِيضَ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ، هَنِيئًا لَكُمْ يَا مَنْ غَلَّبْتُمْ قَبْلَ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ جَانِبَ التَّسَامُحِ وَالصَّفْحِ الجَمِيلِ، وَالعَفْوِ وَالمَغْفِرَةِ عَنْ زَلَّاتِ الآخَرِينَ، مُمْتَثِلِينَ أَمْرَ رَبِّكُمُ القَائِلِ: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾. ... المزيد
قُلُوبُ المُؤْمِنِينَ حَقًّا هِيَ القُلُوبُ التي أَحَبَّتِ اللهَ تعالى رَبَّ العَالَمِينَ، وَأَحَبَّتْ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَحَبَّتْ آلَ البَيْتِ وَالصَّحَابَةَ أَجْمَعِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَأَحَبَّتْ أَوْلِيَاءَ اللهِ تعالى المُتَّقِينَ، وَقَالَتْ بِأَلْسِنَتِهَا: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾. ... المزيد