إِذَا كَانَتِ النَّفَقَةُ وَالجُودُ وَالإِحْسَانُ وَالبِرُّ وَصِلَةُ الأَرْحَامِ تَطِيبُ في كُلِّ زَمَانٍ، فَهِيَ تَزْكُو وَتَتَضَاعَفُ حَسَنَاتُهَا في شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ الجُودِ وَالإِحْسَانِ. وَمَا دُمْنَا في شَهْرِ رَمَضَانَ وَفي عَشْرِه الأَخِيرِ فَلْنَتَأَمَّلْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾. ... المزيد
شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ فَرِيدٌ في حَيَاةِ المُسْلِمِ، وَفي حَيَاةِ الأُسْرَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَفي حَيَاةِ الأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ؛ فَهُوَ شَهْرُ التَّعَاطُفِ، يُشْعِرُ الصَّائِمَ بِآلَامِ الآخَرِينَ، وَبِجُوعِ الجَائِعِينَ، وَحِرْمَانِ المَحْرُومِينَ، حِينَ يَذُوقُ مَرَارَةَ الجُوعِ، وَشِدَّةَ العَطَشِ. ... المزيد
يَا مَنْ قُلْتُمْ لِنِدَاءِ رَبِّكُمُ القَائِلِ: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ وَلِنِدَاءِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ»: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ لَبَّيْكَ، اعْلَمُوا أَنَّ هُنَاكَ وَصِيَّةً نَبَوِيَّةً تُذَكِّرُ بِحَقِّ هَذِهِ العِبَادَةِ الجَلِيلَةِ، تُذَكِّرُ القُلُوبَ الصَّادِقَةَ المُؤْمِنَةَ التي تَعْبُدُ اللهَ تعالى للهِ تعالى، وَالتي امْتَثَلَتْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾. ... المزيد
شَهْرُ رَمَضَانَ هُوَ أَفْضَلُ شُهُورِ العَامِ، لِأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتعالى جَعَلَ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَرُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ، وَمَبْنًى مِنْ مَبَانِيهِ العَظِيمَةِ، رَوَى الشَّيْخَانِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». ... المزيد
يُطِلُّ عَلَيْكُمْ بَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ شَهْرٌ كَرِيمٌ، وَمَوْسِمٌ عَظِيمٌ، خَصَّهُ اللهُ تعالى عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِالتَّشْرِيفِ وَالتَّكْرِيمِ، أَنْزَلَ اللهُ تعالى فِيهِ القُرْآنَ العَظِيمَ، وَالذِّكْرَ الحَكِيمَ، وَفَرَضَ صِيَامَهُ عَلَى أُمَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَهُ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ الإسْلَامِ التي لَا يَقُومُ عَلَى غَيْرِهَا وَلَا يَسْتَقِيمُ؛ وَسَنَّ لَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قِيَامَهُ، فَهُوَ شَهْرُ الخَيْرَاتِ وَالبَرَكَاتِ، وَشَهْرُ إِجَابَةِ الدَّعَوَاتِ، لِمَنْ طَابَ مَطْعَمُهُ، وَاسْتَجَابَ لِنِدَاءِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ شَهْرُ إِقَالَةِ العَثَرَاتِ، وَمُضَاعَفَةِ الحَسَنَاتِ، وَشَهْرُ الإِفَاضَاتِ وَالنَّفَحَاتِ، وَشَهْرُ إِعْتَاقِ الرِّقَابِ مِنَ المُوبِقَاتِ؛ الفَرِيضَةُ فِيهِ تَعْدِلُ سَبْعِينَ فَرِيضَةً، وَالنَّافِلَةُ تَعْدِلُ الفَرِيضَةَ. ... المزيد
مِنْ حَقِّ نِعَمِ اللهِ تعالى عَلَيْنَا الكَثِيرَةِ وَالعَظِيمَةِ القِيَامُ بِشُكْرِ المُنْعِمِ، وَذَلِكَ بِمُتَابَعَةِ الإِحْسَانِ، وَالقِيَامِ بِإِتْبَاعِ الحَسَنَةِ بِمِثْلِهَا، فَثَوَابُ الحَسَنَةِ الحَسَنَةُ بَعْدَهَا، فَهَنِيئًا لَكُمْ يَا مَنْ تَعَرَّضْتُمْ لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، هَنِيئًا لَكُمْ يَا مَنْ وَصَلْتُمُ الأَرْحَامَ، وَبَرَرْتُمُ الآبَاءَ وَالأُمَّهَاتِ، وَأَزَلْتُمْ مَا بَيْنَكُمْ مِنَ الشَّحْنَاءِ، وَيَا مَنْ خَفَضْتُمُ الجَنَاحَ لِبَعْضِكُمْ، هَنِيئًا لَكُمْ يَا مَنْ تَرَكْتُمُ المَعَاصِيَ الظَّاهِرَةَ وَالبَاطِنَةَ، وَصُمْتُمْ هَذِهِ الأَيَّامَ المُبَارَكَةَ الأَيَّامَ البِيضَ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ، هَنِيئًا لَكُمْ يَا مَنْ غَلَّبْتُمْ قَبْلَ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ جَانِبَ التَّسَامُحِ وَالصَّفْحِ الجَمِيلِ، وَالعَفْوِ وَالمَغْفِرَةِ عَنْ زَلَّاتِ الآخَرِينَ، مُمْتَثِلِينَ أَمْرَ رَبِّكُمُ القَائِلِ: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾. ... المزيد
قُلُوبُ المُؤْمِنِينَ حَقًّا هِيَ القُلُوبُ التي أَحَبَّتِ اللهَ تعالى رَبَّ العَالَمِينَ، وَأَحَبَّتْ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَحَبَّتْ آلَ البَيْتِ وَالصَّحَابَةَ أَجْمَعِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَأَحَبَّتْ أَوْلِيَاءَ اللهِ تعالى المُتَّقِينَ، وَقَالَتْ بِأَلْسِنَتِهَا: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾. ... المزيد
هَا نَحْنُ في أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ، وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ للهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ» رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
إِيَّايَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ نَغْتَرَّ بِهَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا الفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ، وَتَأَهَّبُوا لِمَا أَنْتُمْ قَادِمُونَ عَلَيْهِ لَا مَحَالَةَ، أَلَا وَهُوَ المَوْتُ، قَالَ تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾. ... المزيد
﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾. الكَثِيرُونَ غَفَلَوا عَنِ الآخِرَةِ، وَعَمَّا خُلِقُوا مِنْ أَجْلِهِ، كَأَنَّهُمْ خُلِقُوا للدُّنْيَا وَشَهَوَاتِهَا، كَأَنَّهُمْ خُلِقُوا للنِّسَاءِ وَالقَنَاطِيرِ المُقْنَطَرَةِ، كَأَنَّهُمْ خُلِقُوا للدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ، فَهُمْ في سَبِيلِهَا يَتَقَاتَلُونَ، وَبِسَبَبِهَا يَتَهَاوَنُونَ أَو يَتْرُكُونَ أَوَامِرَ اللهِ تعالى. ... المزيد
الإِصْرَارُ عَلَى ظُلْمِ النَّفْسِ خُلُقٌ مِنْ أَخْلَاقِ إِبْلِيسَ، قَالَ تعالى مُخْبِرًا عَنْهُ: ﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾. اسْتِكْبَارٌ وَغَطْرَسَةٌ وَغُرُورٌ، فَكَانَتِ العَاقِبَةُ: ﴿قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾. فَأَصَرَّ وَلَمْ يُبَالِ. وَهُنَاكَ بَعْضُ الخَلْقِ مَنْ يَقَعُ بِمِثْلِ مَا وَقَعَ فِيهِ إِبْلِيسُ، يَظْلِمُ نَفْسَهُ وَيَظْلِمُ غَيْرَهُ، وَيُذَكَّرُ بِاللهِ تعالى وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُبَالِي، وَلَا يُقِرُّ وَلَا يَعْتَرِفُ، بَلْ يُبَرِّرُ وَيُبَرِّئُ نَفْسَهُ كَمَا فَعَلَ إِبْلِيسُ، مَعَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى يَقُولُ: ﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾. ... المزيد
هَا هُوَ شَهْرُ رَجَبِ مُضَرَ قَدْ أَطَلَّ عَلَيْنَا، وَهُوَ أَوَّلُ شَهْرٍ مِنَ الأَشْهُرِ الحُرُمِ التي حَرَّمَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا فِيهَا الظُّلْمَ لِأَنْفُسِنَا ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾. فَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ للنَّفْسِ مُحَرَّمًا بِشَكْلٍ عَامٍّ، فَتَحْرِيمُهُ في الأَشْهُرِ الحُرُمِ أَشَدُّ. ... المزيد
يَا مَنْ أَعْطَاكُمُ اللهُ تعالى الزِّينَةَ ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ وَيَا مَنِ ابْتَلَاكُمُ اللهُ تعالى بِالفِتْنَةِ ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ وَخَصَّكُمْ بِالوَصِيَّةِ ﴿يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ وَحَذَّرَكُمْ مِنَ العَدَاوَةِ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ اتَّقُوا اللهَ في أَبْنَائِكُمْ فَهُمْ فِلْذَاتُ أَكْبَادِكُمْ، وَمَنْشَأُ أَحْلَامِكُمْ، وَامْتِدَادُ أَنْسَابِكُمْ، اتَّقُوا اللهَ فِيهِمْ، وَرَبُّوهُمْ عَلَى حُبِّ اللهِ تعالى وَحُبِّ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، رَبُّوهُمْ عَلَى تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَلَى الفَضَائِلِ وَكَرَائِمِ الأَخْلَاقِ، رَبُّوهُمْ عَلَى امْتِثَالِ أَمْرِ اللهِ تعالى وَأَمْرِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَحَذِّرُوهُمْ مِنْ مُخَالَفَةِ اللهِ وَرَسُولِهِ، فَأَنْتُمْ مَسْؤُولُونَ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾. ... المزيد
المُسْلِمُ الحَقُّ المُسْتَنِيرُ بِهَدْيِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالقَائِمُ عَلَى شُؤُونِ نَفْسِهِ، وَالحَرِيصُ عَلَيْهَا وَعَلَى سَلَامَتِهَا دُنْيَا وَأُخْرَى بِصِدْقٍ وَإِخْلَاصٍ، يَكُونُ جَوَادًا كَرِيمًا، يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ في الخَيْرِ عَلَى أَبْنَاءِ مُجْتَمَعِهِ بَعْدَ أَقَارِبِهِ، وَهُوَ إِذْ يُنْفِقُ يَبْذُلُ بِسَخَاءٍ، لِأَنَّهُ وَاثِقٌ أَنَّ عَطَايَاهُ لَنْ تَضِيعَ، لِأَنَّهَا مَحْفُوظَةٌ لَدَى العَلِيمِ الخَبِيرِ ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ ﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾. ... المزيد
يَا مَنْ آمَنْتُمْ وَأَيْقَنْتُمْ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ﴾. وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾. وَآمَنْتُمْ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي، مَالِي، قَالَ: وَهَلْ لَكَ، يَا بْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟» رواه الإمام مسلم عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ. ... المزيد
فُرْصَةُ الحَيَاةِ فُرْصَةٌ طَيِّبَةٌ للتَّقَرُّبِ إلى اللهِ تعالى، انْطَلَقَ مِنْ خِلَالِهَا مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، مِنْ مُنْطَلَقِ: ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ﴾. مِنْ مُنْطَلَقِ: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾. مِنْ مُنْطَلَقِ: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ﴾. ... المزيد
نَحْنُ أُمَّةٌ اصْطَفَانَا اللهُ تعالى وَاخْتَارَنَا لِنَكُونَ مِنْ أُمَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ حَظُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّبِيِّينَ، وَنَحْنُ حَظُّهُ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي مَرَرْتُ بِأَخٍ لِي مِنْ قُرَيْظَةَ، فَكَتَبَ لِي جَوَامِعَ مِنَ التَّوْرَاةِ أَلَا أَعْرِضُهَا عَلَيْكَ؟ ... المزيد
الحُقُوقُ الزَّوْجِيَّةُ أَمْرٌ مِنْ صُلْبِ الإِسْلَامِ، فَكَمَا للزَّوْجَةِ حُقُوقٌ عَلَى زَوْجِهَا، عَلَيْهَا وَاجِبَاتٌ نَحْوَ زَوْجِهَا، وَكُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ رَاجِعٌ إلى اللهِ تعالى لِيُسْأَلَ كُلٌّ مِنْهُمَا عَمَّا كُلِّفَ بِهِ نَحْوَ الآخَرِ، روى الإمام مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ». ... المزيد
لَنْ يَنْعَمَ بِالسَّعَادَةِ مَنْ عَاشَ خَارِجَ دَائِرَةِ الإِسْلَامِ، وَإِنْ بَدَا مُتَظَاهِرًا بِبَعْضِ شَعَائِرِهِ، لَنْ يَعِيشَ الإِنْسَانُ عَيْشَ السُّعَدَاءِ إِلَّا إِذَا عَرَفَ وَاجِبَهُ أَوَّلًا قَبْلَ مَعْرِفَةِ حَقِّهِ. لَقَدْ شَكَا بَعْضُ الرِّجَالِ مِنَ انْحِرَافِ نِسَائِهِمْ، وَمِنْ تَعَلُّقِهِنَّ بِالأَفْلَامِ الإِبَاحِيَّةِ وَالصُّوَرِ الخَلَاعِيَّةِ، وَمِنْ عَلَاقَاتِهِنَّ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ مَعَ رِجَالٍ أَجَانِبَ، لَقَدْ شَكَا بَعْضُهُمْ ذَلِكَ حَتَّى وَصَلَ الأَمْرُ إلى الطَّلَاقِ، وَتَيْتِيمِ الأَطْفَالِ وَضَيَاعِهِمْ رَغْمَ حَيَاةِ الأَبَوَيْنِ. ... المزيد
كَلِمَةٌ مِنَ الكَلِمَاتِ تَكُونُ مِعْوَلًا هَدَّامًا يُهْدَمُ بِهِ صَرْحُ أُسَرٍ وَبُيُوتَاتِ، كَلِمَةٌ تَنْقُلُ صَاحِبَهَا مِنْ سَعَادَةٍ وَهَنَاءٍ إلى مِحْنَةٍ وَشَقَاءٍ، كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ كَمْ أَبْكَتْ عُيُونًا، وَأَجْهَشَتْ صُدُورًا، وَرَوَّعَتْ أَفْئِدَةً، كَلِمَةٌ صَغِيرَةٌ في حَجْمِهَا لَكِنَّهَا جَلِيلَةُ الخَطْبِ، كَمْ تَرْتَعِدُ الفَرَائِصُ بِوَقْعِهَا، وَتَقْلِبُ الفَرَحَ تَرَحًا، وَالبَسْمَةَ غُصَّةً، إِنَّهَا كَلِمَةُ الطَّلَاقِ، وَمَا أَدْرَاكُمْ مَا الطَّلَاقُ، كَلِمَةٌ تَعْنِي الفِرَاقَ وَالوَدَاعَ، تَعْنِي تَهْدِيمَ بَيْتٍ وَأُسْرَةٍ مِنَ الأُسَرِ، كَلِمَةٌ تَجْعَلُ الأَوْلَادَ في حُكْمِ اليَتَامَى، كَلِمَةٌ بِسَبَبِهَا تَتَقَطَّعُ أَوَاصِرُ الأَرْحَامِ وَالمُحِبِّينَ. ... المزيد