صَلَاحُنَا صَلَاحُ أَبْنَائِنَا، وَصَلَاحُ أَبْنَائِنَا صَلَاحُ المُجْتَمَعِ، وَلَكِنْ لَا يَكُونُ العَبْدُ صَالِحًا إِلَّا إِذَا أَكَلَ الحَلَالَ، وَلَا يَكُونُ أَبْنَاؤُنَا صَالِحِينَ إِلَّا إِذَا غَذَّيْنَاهُمْ بِالحَلَالِ. لُقْمَةُ الحَلَالِ صَارَتْ في هَذَا الزَّمَنِ نَادِرَةً، وَمَنْ أَكْرَمَهُ اللهُ تعالى بِهَا كَانَتْ هَنِيئَةً مَرِيئَةً مُيَسَّرَةً، وَكَانَتْ دَعْوَةُ آكِلِهَا مُسْتَجَابَةً بِإِذْنِ اللهِ تعالى، وَمَنْ كَانَتْ دَعْوَتُهُ مُسْتَجَابَةً فَهُوَ مِنْ أَسْعَدِ النَّاسِ عَلَى الإِطْلَاقِ. ... المزيد
دِينُنَا الحَنِيفُ كَانَ حَرِيصًا أَشَدَّ الحِرْصِ عَلَى بِنَاءِ الأَبْنَاءِ البِنَاءَ السَّلِيمَ الذي يُقَوِّمُ سُلُوكَهُمْ وَأَخْلَاقَهُمْ، وَيُنَشِّئُهُمُ النَّشْأَةَ الصَّالِحَةَ التي تَعْتَمِدُ عَلَى التَّرْبِيَةِ وَالتَّوْجِيهِ، وَغَرْسِ الإِيمَانِ في القُلُوبِ، وَإِقَامَةِ الدَّعَائِمِ الأَخْلَاقِيَّةِ، وَالقِيَمِ الاجْتِمَاعِيَّةِ في قُلُوبِ الأَبْنَاءِ. ... المزيد
إِنَّ مِنْ أَهَمِّ القَضَايَا التي يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُولِيَهَا اهْتِمَامَنَا، تَرْبِيَةَ الأَوْلَادِ ذَوِي النُّفُوسِ الصَّافِيَةِ، الذينَ هُمْ أَحْوَجُ النَّاسِ إلى الرَّحْمَةِ، وَالعَطْفِ، فَهُمْ يُحِسُّونَ بِحُسْنِ المُعَامَلَةِ حَسَبَ مَدَارِكِهِمْ، وَيَهْتَمُّونَ بِمَنْ يُوَادُّهُمْ مُنْذُ نُعُومَةِ أَظْفَارِهِمْ. يَا عِبَادَ اللهِ: حُسْنُ تَرْبِيَةِ أَبْنَائِنَا سِرُّ سَعَادَتِنَا وَجَنَّةُ أَحْلَامِ العُقَلَاءِ؛ سَعَادَتُنَا لَيْسَتْ بِالمَالِ الوَفِيرِ، وَالعَيْشِ الرَّغِيدِ، وَلَيْسَتْ في المَنَاصِبِ العَالِيَةِ، وَلَا بِالشُّهْرَةِ وَالجَاهِ العَرِيضِ؛ سَعَادَتُنَا أَنْ نَرَى أَبْنَاءَنَا قُرَّةَ عَيْنٍ لَنَا، أَنْ نَرَى أَبْنَاءَنَا مِنْ أَهْلِ الاسْتِقَامَةِ وَالأَدَبِ وَالأَخْلَاقِ، أَنْ نَرَاهُمْ مَضْرِبَ مَثَلٍ في الأَخْلَاقِ وَالمُعَامَلَاتِ، أَنْ نَرَاهُمْ سَبَبًا لِدُعَاءِ الآخَرِينَ لَنَا لَا عَلَيْنَا، سَعَادَتُنَا بِصَلَاحِ أَبْنَائِنَا الذينَ هُمْ سَبَبٌ لِصَلَاحِ المُجْتَمَعِ، وَبِفَسَادِهِمْ فَسَادُ المُجْتَمَعِ. ... المزيد
جَاءَ شَهْرُ الرَّبِيعِ لِيُذَكِّرَ الأُمَّةَ بِنِعْمَةِ اللهِ تعالى عَلَيْهَا، بَلْ لِيُذَكِّرَهَا بِأَجَلِّ نِعْمَةٍ أَسْبَغَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا، أَلَا وَهِيَ نِعْمَةُ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَيْثُ يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا صَبَاحًا وَمَسَاءً: آمَنْتُ بِكِتَابِكِ الذي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. ... المزيد
الخَسَارَةُ وَالدَّمَارُ لِأَهْلِ الظُّلْمِ وَالاسْتِكْبَارِ عَاجِلًا أَوْ آجِلًا، هَذَا مُحَقَّقٌ، وَهَذِهِ سُنَّةٌ إِلَهِيَّةٌ مَاضِيَةٌ في خَلْقِهِ، قَالَ تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾. وَهَلَاكُ الظَّالِمِينَ مُحَقَّقٌ، وَمَوْعُودُهُمْ آتٍ لَا مَحَالَةَ، وَهُوَ قَرِيبٌ ﴿إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾. لَيْلٌ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ نَهَارٍ، وَظُلْمَةٌ لَا بُدَّ أَنْ تَنْجَلِيَ وَتُشِرِقَ الأَنْوَارُ. يَا عِبَادَ اللهِ: إِنَّ النَّاظِرَ في أَحْوَالِ النَّاسِ اليَوْمَ لَيَرَى أَمْرًا عَجِيبًا مِنْ ظُهُورِ الظُّلْمِ وَتَفَشِّيهِ؛ زَوْجٌ يَظْلِمُ زَوْجَتَهُ وَلَا يُبَالِي، أَبٌ يَظْلِمُ أَوْلَادَهُ وَلَا يُبَالِي، وَوَلَدٌ يَظْلِمُ وَالِدَيْهِ وَلَا يُبَالِي، وَتَاجِرٌ يَظْلِمُ وَلَا يُبَالِي، وَمُوَظَّفٌ يَظْلِمُ وَلَا يُبَالِي، وَوَلِيُّ أَمْرٍ يَظْلِمُ رَعِيَّتَهُ وَلَا يُبَالِي، وَقَوِيٌّ يَظْلِمُ ضَعِيفًا وَلَا يُبَالِي، وَمَسْؤُولٌ يَظْلِمُ مَرْؤُوسَهُ وَلَا يُبَالِي، وَاللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾. ... المزيد
مِنْ كَمَالِ عَدْلِ اللهِ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ، أَنَّهُ حَرَّمَ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِهِ، وَجَعَلَهُ مُحَرَّمًا بَيْنَ عِبَادِهِ، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾. الظُّلْمُ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا لَنْ يَضِيعَ، بَلْ هُوَ مُحْصًى عِنْدَ اللهِ تعالى ﴿أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ﴾. وَدُمُوعُ المَظْلُومِينَ وَآهَاتُهُمْ وَحَسَرَاتُهُمْ وَدَعَوَاتُهُمْ لَنْ تَضِيعَ وَلَنْ تَذْهَبَ سُدًى وَرَبِّ الكَعْبَةِ. ... المزيد
يَا مَنْ تَرْجُونَ لِأَنْفُسِكُمْ سَعَادَةً في الدُّنْيَا، وَنَجَاةً في الآخِرَةِ، يَا مَنْ تَرْجُونَ أَنْ تُزَحْزَحُوا عَنِ النَّارِ، وَتَدْخُلُوا الجَنَّةَ، لِأَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾. اعْلَمُوا أَنَّ عَاقِبَةَ الظُّلْمِ وَخِيمَةٌ سَيِّئَةٌ، وَهُوَ مَنْبَعُ كُلِّ رَذِيلَةٍ، وَمَصْدَرُ كُلِّ شَرٍّ، وَإِذَا انْتَشَرَ الظُّلْمُ وَشَاعَ في أُمَّةٍ أَهْلَكَهَا، وَإِذَا حَلَّ بِقَرْيَةٍ أَو مَدِينَةٍ دَمَّرَهَا؛ الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ تَزِلُّ بِهِ الأَقْدَامُ، وَتَضِلُّ بِهِ الأَفْهَامُ، وَيَنْتَشِرُ بِسَبَبِهِ الفَزَعُ وَالاضْطِرَابُ بَيْنَ النَّاسِ. ... المزيد
الجِيلُ الذي رَبَّاهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جِيلٌ مِثَالِيٌّ، خَلَّدَتْهُ كُتُبُ السَّمَاءِ، جَاءَ وَصْفُهُ في التَّوْرَاةِ، وَجَاءَ وَصْفُهُ في الإِنْجِيلِ، كَمَا جَاءَ وَصْفُهُ في القُرْآنِ العَظِيمِ، قَالَ تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾. ... المزيد
جِيلٌ عَظِيمٌ مُبَارَكٌ بَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ، وَحَفِظَ القُرْآنَ وَالسُّنَّةَ، وَلَو فَرَّطَ فِيهِمَا لَمَا وَصَلَا إِلَيْنَا سَالِمَيْنِ مَحْفُوظَيْنِ بِحِفْظِ اللهِ تعالى لَهُمَا، لِذَلِكَ فَإِنَّ الطَّعْنَ في هَذَا الجِيلِ حَقِيقَةً إِنَّمَا هُوَ طَعْنٌ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ خَطِيرَةٌ جِدًّا. جِيلٌ عَظِيمٌ مُبَارَكٌ مَوْصُوفٌ بِالخَيْرِيَّةِ وَالأَفْضَلِيَّةِ المُطْلَقَةِ عَلَى سَائِرِ الأَجْيَالِ السَّابِقَةِ وَاللَّاحِقَةِ. ... المزيد
خَيْرُ القُرُونِ قَرْنُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَخَيْرُ العُصُورِ عَصْرُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَخَيْرُ الرِّجَالِ عَلَى الإِطْلَاقِ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَصْحَابُهُ الكِرَامُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ، لِأَنَّهُمْ نَالُوا شَرَفَ الصُّحْبَةِ بِاخْتِيَارِ اللهِ تعالى لَهُمْ. ... المزيد
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى تَكْرِيمِ النَّاسِ وَاحْتِرَامِهِمْ وَإِنْزَالِهِمْ مَنَازِلَهُمْ، وَحَثَّ عَلَى العِنَايَةِ بِذَلِكَ، رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُنَزِّلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ. وَإِنَّ المُجتَمَعَ الإِسْلَامِيَّ فِيهِ السَّابِقُونَ وَاللَّاحِقُونَ، وَفِيهِ السَّلَفُ وَالخَلَفُ، وَلَا خَيْرَ في اللَّاحِقِينَ إِذَا لَمْ يَعرِفُوا قَدْرَ السَّلَفِ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ جَاءَ بَعْدَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَلَمْ يَقُلْ: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلَّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. ... المزيد
إِذَا كَانَتِ القُلُوبُ قَدْ جُبِلَتْ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا، فَإِنَّ كُلَّ إِحْسَانٍ، وَكُلَّ نِعْمَةٍ مَصْدَرُهُمَا مِنَ اللهِ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ﴾. وَقَالَ: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾. وَقَالَ: ﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾. ... المزيد
يَقُولُ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَزِيزِ: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾. وَمِنْ أَيَّامِ اللهِ يَوْمُ عَاشُورَاءَ. رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟». قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. ... المزيد
مَعَ إِشْرَاقَةِ عَامٍ هِجْرِيٍّ جَدِيدٍ يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَقِفَ بَعْضَ الوِقْفَاتِ عَلَى هِجْرَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَّهَا تَكُونُ سَبَبًا في تَحْرِيكِ الهِمَمِ، وَاسْتِنْهَاضِ العَزَائِمِ للتَّمَسُّكِ الجَادِّ بِكِتَابِ اللهِ تعالى، وَبِسُنَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَهُمَا مَصْدَرُ العِزَّةِ وَالقُوَّةِ وَالتَّوْفِيقِ، وَالسَّعَادَةِ في الدَّارَيْنِ. ... المزيد
يَتَّفِقُ جَمِيعُ العُقَلَاءِ عَلَى أَنَّ الاجْتِمَاعَ وَالائْتِلَافَ مَطْلَبٌ ضَرُورِيٌّ لَا غِنًى عَنْهُ لِأُمَّةٍ تُرِيدُ الفَلَاحَ وَالنَّجَاحَ دُنْيَا وَأُخْرَى، وَهُوَ مَطْلَبٌ ضَرُورِيٌّ لَا غِنًى عَنْهُ لِأُسْرَةٍ وَعَائِلَةٍ تُرِيدُ الفَلَاحَ وَالنَّجَاحَ دُنْيَا وَأُخْرَى. وَوَاقِعُ الأُسَرِ اليَوْمَ، بَلْ وَاقِعُ الأُمَّةِ يُؤَكِّدُ عَلَى وُجُوبِ الاجْتِمَاعِ وَالتَّآلُفِ وَالتَّحَابُبِ، وَإِلَّا فَالخَسَائِرُ سَوْفَ تَكُونُ أَكْثَرَ مِمَّا حَصَلَ وَوَقَعَ. ... المزيد
مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ تعالى عَلَى العَبْدِ المُسْلِمِ أَنْ يَجْعَلَ صَدْرَهُ سَلِيمًا مِنَ الشَّحْنَاءِ وَالبَغْضَاءِ، نَقِيًّا مِنَ الغِلِّ وَالحَسَدِ، صَافِيًا مِنَ الغَدْرِ وَالخِيَانَةِ، مُعَافًى مِنَ الضَّغِينَةِ وَالحِقْدِ، لَا يَطْوِي في قَلْبِهِ إِلَّا المَحَبَّةَ وَالشَّفَقَةَ وَالرَّحْمَةَ عَلَى خَلْقِ اللهِ تعالى أَجْمَعِينَ. ... المزيد
أَيَّامُ العِيدِ هِيَ مِنْ أَكْبَرِ الفُرَصِ للعَوْدَةِ إلى اللهِ تعالى الحَيِّ القَيُّومِ المُنْعِمِ المُتَفَضِّلِ، وَمَنْ لَمْ يَعُدْ إلى اللهِ تعالى فَمَا اسْتَفَادَ مِنَ العِيدِ شَيْئًا. حَقِيقَةُ العِيدِ أَنْ نَعُودَ إلى اللهِ تعالى مُمْتَثِلِينَ أَمْرَهُ مُجْتَنِبِينَ نَهْيَهُ، وَمِنَ الوَاجِبِ عَلَى المُسْلِمِ الذي يَعِيشُ أَيَّامَ العِيدِ أَنْ يَتَفَقَّدَ أَرْحَامَهُ بِالصِّلَةِ وَالزِّيَارَةِ وَالنَّفَقَةِ وَالبِرِّ وَالإِحْسَانِ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَمَا ذَاقَ حَلَاوَةَ أَيَّامِ العِيدِ. ... المزيد
مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى أَنْ فَاضَلَ بَيْنَ الأَزْمِنَةِ، فَاصْطَفَى وَاجْتَبَى مِنْهَا مَا شَاءَ بِرَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ، قَالَ تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾. وَذَلِكَ التَّفْضِيلُ مِنْ فَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ، لِيَكُونَ عَوْنًا للمُسْلِمِ عَلَى تَجْدِيدِ النَّشَاطِ، وَزِيَادَةِ الأَجْرِ وَالثَّوَابِ، وَالقُرْبِ مِنَ اللهِ تعالى. ... المزيد
مِنْ أَسْبَابِ حَيَاةِ القُلُوبِ وَصِحَّتِهَا الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ، وَلَا تَكُونُ القُلُوبُ صَالِحَةً إِلَّا بِصَلَاحِ العَمَلِ، وَلَا يَكُونُ صَلَاحُ العَمَلِ إِلَّا بِصَلَاحِ النِّيَّةِ. فَمَا مِنْ عَمَلٍ إِلَّا وَلَهُ أَثَرٌ في القَلْبِ مِنْ نَفْعٍ أَو ضُرٍّ، وَمَنْ كَانَ حَرِيصًا عَلَى الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ كَانَ عَادِلًا مَعَ قَلْبِهِ، وَإِلَّا فَهُوَ ظَالِمٌ لَهُ، ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾. ... المزيد
فِرُّوا مِنَ اللهِ تعالى إلى اللهِ تعالى، وَاسْتَتِرُوا بِسِتْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا تُبَارِزُوا الجَبَّارَ بِالمَعَاصِي، وَلَا تُجَاهِرُوا بِهَا بَيْنَ النَّاسِ، وَاحْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا مِنَ الذينَ قَلَّ إِيمَانُهُمْ، وَذَهَبَ الحَيَاءُ مِنْهُمْ، لِأَنَّ هَلَاكَ هَؤُلَاءِ مُحَقَّقٌ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِنْ لَمْ يَتُوبُوا إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. ... المزيد