جَاءَ شَهْرُ صَفَر الخَيْرِ وَالكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ يَتَشَاءَمُ فِيهِ، مَعَ العِلْمِ بِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَذَّرَنَا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ، وَفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
كُلَّمَا جَاءَ شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ ذَكَرَ المُسْلِمُونَ هِجْرَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ ذِكْرَى يَوْمِ هِجْرَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ إلى المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ تُعْطِي الأُمَّةَ دُرُوسَاً عَمَلِيَّةً لِتُصَحِّحَ سَيْرَهَا إلى اللهِ تعالى. ... المزيد
هَذِهِ أَيَّامُ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ قَدْ أَقْبَلَت ْعَلَيْنَا بِفَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَهَا فَضْلٌ عَظِيمٌ، فَهِيَ مِنْ مَوَاسِمِ الطَّاعَاتِ وَالخَيْرَاتِ وَالقُرُبَاتِ، بَلْ إِنَّهَا أَفْضَلُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ تعالى، وَقَدْ أَقْسَمَ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى بِهَا، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾. ... المزيد
لَقَدْ خَلَقَنَا اللهُ تعالى وَجَعَلَ مِنْ طَبِيعَتِنَا البَشَرِيَّةِ الخَطَأَ، وَبَيَّنَ ذَلِكَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» رواه الحاكم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
الإِنْسَانُ المُسْلِمُ الحَقُّ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا هُوَ صَاحِبُ رِسَالَةٍ عَظِيمَةٍ، وَفِي عُنُقِهِ أَمَانَةٌ جَسِيمَةٌ تَتَمَثَّلُ في تَحْقِيقِ العُبُودِيَّةِ الخَالِصَةِ للهِ تعالى، وَالاسْتِقَامَةِ عَلَى شَرِيعَتِهِ، وَعَدَمِ الغَفْلَةِ عَنْهَا طَرْفَةَ عَيْنٍ. ... المزيد
هَا هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَدْ عَادَ إِلَيْنَا، وَمَرَّةً أُخْرَى يُنَادِينَا المُنَادِي: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَهَا هُوَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ الغَنِيُّ عَنَّا يُنَادِينَا بِقَوْلِهِ: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعَاً أَيُّهَ المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. ... المزيد
بَعْدَ أَيَّامٍ تُصَادِفُنَا لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، حَيْثُ يَتَعَرَّضُ فِيهَا المُسْلِمُونَ لِنَفَحَاتِ اللهِ تعالى، رَاجِينَ مِنَ اللهِ تعالى أَنْ يَشْمَلَهُمْ بِعَفْوِهِ وَمَغْفِرَتِهِ، وَأَنْ يُفِيضَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْوَارِهِ وَتَجَلِّيَاتِهِ. ... المزيد
شَهْرُ رَجَبٍ مِنَ الأَشْهُرِ الحُرُمِ الأَرْبَعَةِ التي قَالَ اللهُ تعالى فِيهَا: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرَاً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾. ... المزيد
أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ يَغَارُ، وَإِنَّ المُؤْمِنَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ المُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ». وفي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المُؤْمِنُ يَغَارُ، وَاللهُ أَشَدُّ غَيْرَاً». ... المزيد
مَا مِنْ شَيْءٍ في الوُجُودِ إِلَّا وَيَشْهَدُ لِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، فَهُوَ رَسُولُ اللهِ حَقَّاً وَصِدْقَاً، وَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، وَنُبُوَّتُهُ حَقٌّ، وَرِسَالَتُهُ حَقٌّ، وَنَحْنُ نَشْهَدُ بِذَلِكَ وَنُقِرُّ قَلْبَاً وَلِسَانَاً، حَالَاً ومَقَالاً. ... المزيد
مِنْ تَمَامِ نِعْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا أَنْ أَكْرَمَنَا اللهُ تعالى بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْلَا الإِذْنُ مِنَ اللهِ تعالى مَا آمَنَّا، أَلَمْ يَقُلْ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَظِيمِ: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتَابَاً مُؤَجَّلَاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾؟ ... المزيد
كَمْ هُوَ فَضْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا كَبِيرٌ بِأَنْ جَعَلَنَا مِنْ أُمَّةِ هَذَا الحَبِيبِ الأَعْظَمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذي أَرْسَلَهُ اللهُ تعالى للنَّاسِ كَافَّةً، حَيْثُ كَانَ يُرْسِلُ كُلَّ نَبِيٍّ لِقَوْمِهِ، قَالَ تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعَاً﴾؟ ... المزيد
أَهَلَّ عَلَيْنَا شَهْرُ صَفَرَ الخَيْرِ، وَنَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَجْعَلَهُ هِلَالَ خَيْرٍ وَرُشْدٍ، وَأَنْ يُهِلَّهُ عَلَى الأُمَّةِ بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، لَنَا وَلِسَائِرِ المُسْلِمِينَ في مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا. ... المزيد
نَحْنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ، بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ مَضَى لَا نَدْرِي مَا اللهُ صَانِعٌ فِيهِ، وَبَيْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ لَا نَدْرِي مَا اللهُ قَاضٍ وَمُقَدِّرٌ فِيهِ، فَالعَاقِلُ مَنْ أَخَذَ لِنَفْسِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَمِنْ دُنْيَاهُ لِآخِرَتِهِ، وَمِنْ فَرَاغِهِ قَبْلَ أَنْ يَشْتَغِلَ، لِأَنَّهُ لَا حِيلَةَ بَعْدَ المَوْتِ، وَمَا بَعْدَ المَوْتِ إِلَّا جَنَّةٌ أَو نَارٌ. المَوْتُ بَـابٌ وَكُـلُّ النَّاسِ دَاخِلُهُ *** فَلَيْتَ شِعْرِي بَعْدَ البَابِ مَا الدَّارُ ... المزيد
لَا حَيَاةَ بِلَا إِيمَانٍ بِاللهِ تعالى وَاليَوْمِ الآخِرِ، بَلْ إِنَّ الإِيمَانُ هُوَ الحَيَاةُ، لِذَا لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الإِيمَانُ أَمْرَاً هَامِشِيَّاً في حَيَاةِ العَبْدِ، الإِيمَانُ هُوَ قَضِيَّةُ القَضَايَا، كَيْفَ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ وَهُوَ أَمْرٌ يَتَعَلَّقُ بِوُجُودِ الإِنْسَانِ وَمَصِيرِهِ؟ ... المزيد
المُؤْمِنُ الحَقُّ هُوَ مَنْ لَا يَجْتَرِئُ عَلَى مَعْصِيَةِ اللهِ تعالى، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾. ... المزيد
وَاللهِ الذي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَو عَرَفْنَا المَغْزَى مِنَ العِيدِ كَمَا أَرَادَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، لَكَانَ مُجْتَمَعُنَا مُتَمَاسِكَاً، لَكَانَ كَالبُنْيَانِ المَرْصُوصِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً. عِيدٌ يَضْحَكُ فِيهِ النَّاسُ وَيُحْزِنُ قَلْبَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ عِيدَاً، بَلْ هُوَ مَأْتَمٌ عِنْدَ العُقَلَاءِ. ... المزيد
هَا هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ أَظَلَّنَا، وَهَا هِيَ الفُرْصَةُ الثَّمِينَةُ التي لَا تُعَوَّضُ، هَا هُوَ شَهْرُ الزَّادِ لضَمَانِ مُتَابَعَةِ طَرِيقِنَا إلى الآخِرَةِ. عَلَيْنَا أَنْ نُبَادِرَ بِالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، لِأَنَّ العَبْدَ يُحْرَمُ مِنْ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِسَبَبِ الذُّنُوبِ ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾. وَلَا مُصِيبَةَ أَعْظَمَ مِنْ حِرْمَانِ العَبْدِ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ. ... المزيد
هَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ قَدْ أَدْرَكَكُمْ، فَاسْتَغِلُّوهُ بِالصِّيَامِ وَفِعْلِ الخَيْرَاتِ، مُتَأَسِّينَ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ مِنْ مَوَاسِمِ الخَيْرِ التي يَجِبُ عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَسْتَغِلَّهَا، كَمَا يَجِبُ عَلَى مَنْ فَاتَهُ شَيْءٌ مِنْ رَمَضَانَ فَأَفْطَرَهُ لِعُذْرٍ، أَو لِغَيْرِ عُذْرٍ، أَنْ يَتَدَارَكَ نَفْسَهُ وَيَصُومَهُ قَبْلَ مَجِيءِ شَهْرِ الخَيْرِ وَالإِحْسَانِ، شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ. ... المزيد
أُخَاطِبُ كُلَّ رَجُلٍ وَكُلَّ امْرَأَةٍ، انْطَلِقُوا في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ مُنْطَلَقِ: رَضِيتُ بِاللهِ تعالى رَبَّاً، وَبِالإِسْلَامِ دِينَاً، وَبِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَبِيَّاً وَرَسُولَاً. فَيَا مَنْ رَضِيَ بِاللهِ تعالى رَبَّاً، وَآمَنَ بِأَنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، هَلْ تَذْكُرُونَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرَاً مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرَاً مِنْهُنَّ﴾؟ ... المزيد