الحمد لله رب وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فأنا لا أعرف شيئاً عن الأحباش، ولا أستطيع أن أحكم عليهم بشيء بناء على بعض الكلمات التي تقال عنهم، ولكن أقول لك يا أخي الكريم: طالما أنك طالب علم فيكفيك أن تعرف كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأقوال الفقهاء، وتضع بعد ذلك إذا تثبتَّ من أيّ جماعة أو أيّ فرد بميزان الشريعة، فما كان موافقاً للكتاب والسنة فعلى الرأس والعينين، وإلا فارم به عرض الحائط، لأن من خالف الكتاب والسنة فهو ردٌّ ـ كما جاء في الحديث.
فأنا أنصحك يا أخي أن تشتغل بطلب العلم في التفسير والحديث والفقه وأصوله، ثمَّ تعرض كلَّ قضية ومسألة على الكتاب والسنة، وعندها تعرف الغثَّ من السمين.
أما بالنسبة للأشعرية: فهي فرقة من علماء الكلام ظهرت في بداية القرن الثالث الهجري في البصرة، أسسها أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، وتعد من أقوى التيارات الفكرية المواجهة للمذهب المعتزلي، حتى صارت هذه الفرقة مذهباً رسمياً لأهل السنة والجماعة في جميع القطار بعد القرن السادس.
وبعض الجماعات الإسلامية يقولون أنَّ الأشاعرة ليسوا من أهل السنة والجماعة، لأنهم اتبعوا الفلسفة والكلام وخاضوا في التأويل وكل هذا الكلام مردود، وإذا أردت التوسع في هذا الموضوع فعليك بكتاب السلفية مرحلة زمنية مباركة لفضيلة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله تعالى وسائر علماء المسلمين.
حيث يؤكد بأن الأشاعرة والماتريدية هم الذين دافعوا عن مذهب أهل السنة والجماعة بسلاح المعتزلة الذي هو الفلسفة عند الحاجة.
فالأشاعرة والماتريدية يستنقون قواعد مذهبهما من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويسيرون على منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
