طالب زوجته بإدارة أموالها فرفضت فغير معاملتها

281 - طالب زوجته بإدارة أموالها فرفضت فغير معاملتها

02-05-2007 9442 مشاهدة
 السؤال :
رجل متزوج من امرأة ولها مالٌ، فطلب الزوج منها أن تعطيه وكالة له في إدارة المال، فاعتذرت لأن الزمان غيرُ مضمون وخافت، فغير الزوج المعاملة معها وهجرها ولم يتكلم معها، فمن هو المصيب في ذلك؟ ومن هو المخطئ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 281
 2007-05-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: إِعْطَاءُ الوَكَالَةِ للزَّوْجِ مِنْ قِبَلِ الزَّوْجَةِ لِإِدَارَةِ مَالِهَا لَيْسَ وَاجِبَاً شَرْعِيَّاً عَلَيْهَا، وَلَيْسَ مِنَ الحُقُوقِ الزَّوْجِيَّةِ المُتَرَتِّبَةِ عَلَيْهَا، وَلَهَا أَنْ تُبَاشِرَ شُؤُونَهَا بِنَفْسِهَا، أَو بِمَنْ تَشَاءُ، وَلَو كَانَ غَيْرَ الزَّوْجِ، وَامْتِنَاعُهَا عَنْ تَوْكِيلِهِ لَيْسَ مَعْصِيَةً وَلَا نُشُوزَاً.

ثانياً: لَا يَحِقُّ للزَّوْجِ أَنْ يَتَصَرَّفَ في مَالِ زَوْجَتِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهَا صَراحَةً أَو دِلَالَةً، وَلَا يَحِقُّ للزَّوْجَةِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا لِإِدَارَةِ أَمْوَالِهَا بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا، لِأَنَّ بِوُسْعِهَا أَنْ تُوَكِّلَ مَنْ تَثِقُ بِهِ وَتَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ.

ثالثاً: يَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يُعَامِلَ زَوْجَتَهُ بِالمَعْرُوفِ، فَلَا يُسِيءُ إِلَيْهَا، لِأَنَّ الشَّرْعَ هُوَ الذي أَعْطَاهَا هَذَا الحَقَّ، فَإِنْ أَسَاءَ في المُعَامَلَةِ كَانَ ذَلِكَ مُنَافِيَاً لِمَا كُلِّفَ بِهِ الزَّوْجُ مِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ﴾. وَكَانَ ذَلِكَ تَعَدِّيَاً لِحُدُودِ اللهِ تعالى، وَقَدْ قَالَ تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾. وَكَانَ ذَلِكَ خُرُوجَاً عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ﴾.

رابعاً: يَنْبَغِي للزَّوْجَيْنِ أَنْ يُدِيرَا شُؤُونَ حَيَاتِهِمَا بِطَرِيقِ الحِكْمَةِ وَاللُّطْفِ، حَتَّى يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ، وَيَصْلُحَ أَمْرُهُمَا، وَتَدُومَ المَحَبَّةُ وَالمَوَدَّةُ بَيْنَهُمَا، وَذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونَ بِإيثَارِ كُلٍّ مِنْهُمَا مَرْضَاةَ اللهِ تعالى عَلَى مَرْضَاةِ نَفْسِهِ، وَمَحَبَّةِ اللهِ تعالى عَلَى مَحَبَّةِ نَفْسِهِ، وَذَلِكَ هُوَ الخَيْرُ كُلُّهُ وَالسَّعَادَةُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ سُبْحَانَهُ وتعالى هُوَ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ، وَالهَادِي إلى سَوَاءِ السَّبِيلِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
9442 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  الأسرة والعلاقات الاجتماعية

 السؤال :
 2021-08-29
 2551
إِنْسَانٌ أَسَاءَ إِلَيَّ كَثِيرًا، وَأَنَا أَسُبُّهُ وَأَشْتُمُهُ في نَفْسِي، فَهَلْ في ذَلِكَ مِنْ حَرَجٍ شَرْعِيٍّ عَلَيَّ؟
 السؤال :
 2020-12-30
 1218
هَلِ الحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ مُرْتَبِطَةٌ بِاسْمِ كُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ شَقَاءً وَضَنْكًا أَو سَعَادَةً؟
 السؤال :
 2020-06-30
 596
هَلْ مِنْ نَصِيحَةٍ لِحَمَاةِ الزَّوْجَةِ، لَعَلَّ اللهَ تعالى أَنْ يُصْلِحَ حَالَهَا؟
 السؤال :
 2020-03-01
 936
أُمِّي مُقِيمَةٌ في بَلْدَةٍ غَيْرِ التي أَنَا أُقِيمُ فِيهَا، وَتَطْلُبُ مِنِّي زِيَارَتَهَا، وَعِنْدِي أَوْلَادٌ لَا أَسْتَطِيعُ السَّفَرَ بِهِمْ، وَزَوْجِي صَاحِبُ عَمَلٍ، وَهُوَ لَا يُعَارِضُ بِشَأْنِ زِيَارَةِ أُمِّي، وَلَكِنْ يَرْجُونِي أَنْ لَا أَجْعَلَهُ في حَرَجٍ في سَفَرِي، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
 السؤال :
 2020-03-01
 2349
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، وَيَأْمُرُهَا وَالِدَاهَا بِزِيَارَتِهِمَا كَثِيرًا، وَالزَّوْجُ يَرْفُضُ هَذَا إِلَّا في حُدُودِ المَعْقُولِ وَالمُتَعَارَفِ، فَلِمَنْ تُطِيعُ الزَّوْجَةُ في هَذَا الحَالِ؟
 السؤال :
 2020-03-01
 3897
أَخِي تَزَوَّجَ مِنِ امْرَأَةٍ، وَهِيَ تَسْكُنُ عِنْدَنَا في البَيْتِ، وَلَكِنَّهَا سَيِّئَةُ الأَخْلَاقِ، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ نَتَعَامَلُ مَعَهَا؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414385989
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :