الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
المَشْهُورُ مِنَ المَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ ـ الحَنَفِيَّةِ وَالمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ ـ أَنَّ اسْتِعْمَالَ الآلَاتِ الَّتِي تُطْرِبُ، كَالعُودِ وَالطَّنْبُورِ وَالمَعْزَفَةِ وَالطَّبْلِ وَالمِزْمَارِ وَالرَّبَابِ وَغَيْرِهَا مِنْ ضَرْبِ الأَوْتَارِ وَالنَّايَاتِ وَالمَزَامِيرِ كُلِّهَا حَرَامٌ، فَمَنْ أَدَامَ السَّمَاعَ لَهَا رُدَّتْ شَهَادَتُهُ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُحَذِّرًا فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي عَامِرٍ أَوْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ».
وَفِي رِوَايَةٍ لِابْنِ مَاجَه: «لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، يُعْزَفُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ، وَالْمُغَنِّيَاتِ، يَخْسِفُ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ».
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَسَمَاعُ المُوسِيقَا يَحْرُمُ شَرْعًا، وَهُوَ لَيْسَ مِنْ سِيمَا الصَّالِحِينَ، بَلْ هُوَ شِعَارٌ لِأَهْلِ اللَّهْوِ وَالغَفْلَةِ.
وَإِذَا كَانَ سَمَاعُ المُوسِيقَا وَالآلَاتِ حَرَامًا فَالعَزْفُ عَلَيْهَا مِنْ بَابِ أَوْلَى. هذا، والله تعالى أعلم.