الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالأَصْلُ في الصَّائِمِ تَعْجِيلُ فِطْرِهِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَالتَّعْجِيلُ إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ الاسْتِيقَانِ بِمَغِيبِ الشَّمْسِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾. فَهَذَا هُوَ حَدُّ الصِّيَامِ، بِأَنَّ آخِرَ وَقْتِهِ إِقْبَالُ اللَّيْلِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَعَلَى المُؤَذِّنِ أَنْ يُبَادِرَ إلى الأَذَانِ بِدُخُولِ وَقْتِ المَغْرِبِ، وَلَا مَانِعَ أَنْ يُفْطِرَ قَبْلَ الأَذَانِ، وَبَعْدَ دُخُولِ الوَقْتِ عَلَى كَأْسٍ مِنَ المَاءِ أَو غَيْرِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.