الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الحديث الشريف ليس كما ذكرتم في صيغة السؤال، بل هو كما جاء في المستدرك على الصحيحين للإمام الحاكم قال رجل لأبي هريرة: أفتيتنا في كل شيء حتى يوشك أن تفتينا في الخراء. قال: فقال أبو هريرة: كل شيء، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ سَلَّ سَخِيمَتَهُ عَلَى طَرِيقٍ عَامِرٍ مِنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) والسخيمة: الغائط.
ويؤكد هذا المعنى ما جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اتَّقُوا اللاعِنَيْنِ. قَالُوا: مَا اللاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ ظِلِّهِمْ).
وَفِي ابْنِ مَاجَهْ عَنْ جَابِرٍ، بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مَرْفُوعًا: (إيَّاكُمْ وَالتَّعْرِيسَ عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ، فَإِنَّهَا مَأْوَى الْحَيَّاتِ وَالسِّبَاعِ، وَقَضَاءَ الْحَاجَةِ عَلَيْهَا فَإِنَّهَا الْمَلاعِنَ) وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ: (نَهَى أَنْ يُصَلَّى عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، أَوْ يُضْرَبَ عَلَيْهَا الْخَلاءُ، أَوْ يُبَالَ فِيهَا) رواه ابن ماجه.
وبناء على ذلك:
فيجب على المسلم أن لا يبول ولا يتغوط في طريق الناس، خشية أن تصيبه اللعنة والعياذ بالله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |