الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالإسلام دين نظام لا دين فوضى، ولكلِّ وقتٍ وظيفته ومهمته، وإن الله عز وجل مطَّلع على ما في القلوب، ومن العبادة الالتزام بالعمل وأوقاته مع الإتقان، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) رواه الطبراني والبيهقي.
أما أن يجعل الإنسان عبادة التسبيح والذكر وتلاوة القرآن مكان عبادة العمل والالتزام بوقته المحدَّد فهذا من الفوضى التي ما أنزل الله بها من سلطان.
لذلك أقول لك: يجب عليك أن تُلزِم هذا العامل بعمله الموكل إليه، وأن ينضبط بما كُلِّفَ به، وأن يجعل ذكره وتسبيحه في بيته حتى لا يكون بيتُه قبراً لا طاعة فيه، وألزمه بالصلاة مع الجماعة في مكان العمل وأن يكون دخوله المسجد وخروجه مع سائر الموظفين دون تميز عليهم، وإلا فأنت مسؤول عن تقصيره في العمل، وأعلمْه بأنه يجب عليه أن يعطي لكلِّ وقتٍ حقَّه مما خُصِّص له. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |