الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَجِبُ عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَسْتُرَ أَخَاهُ المُسْلِمَ إِذَا سَأَلَ عَنْهُ إِنْسَانٌ ظَالِمٌ يُرِيدُ قَتْلَهُ، أَو أَخَذَ مَالَهُ ظُلْمَاً، أَو مَا شَابَهَ ذَلِكَ.
وَيَجِبُ عَلَيْهِ الكَذِبُ إِذَا اقْتَضَى الأَمْرُ مِنْ أَجْلِ سَتْرِهِ، وَلَو اسْتَحْلَفَهُ الظَّالِمُ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَحْلِفَ.
وَلَكِنِ الأَحْوَطُ في هَذَا كُلِّهِ أَنْ يُوَرِّيَ، وَلَو تَرَكَ التَّوْرِيَةَ وَأَطْلَقَ عِبَارَةَ الكَذِبِ فَلَيْسَ بِحَرَامٍ في هَذِهِ الحَالِ.
أخرج مسلم عن أم كلثوم رضي الله عنها، أنها سمعت رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يقول: «لَيْسَ الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أَوْ يَقُولُ خَيْرَاً». هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |