تدخل الرجل فيما لا يعنيه

309 - تدخل الرجل فيما لا يعنيه

02-05-2007 374 مشاهدة
 السؤال :
رجل طلق زوجته، فعلم بذلك صديقه فألح عليه أن يعرف سبب هذا الطلاق، مما أدى إلى أن يكذب الرجل على صاحبه، فمن هو الآثم بينهما؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 309
 2007-05-02

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَجِبُ أَوَّلَاً أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ المُطَلِّقَ لَا يُسْأَلُ عَنْ سَبَبِ الطَّلَاقِ عِنْدَ إِقْدَامِهِ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ لِأَسْبَابٍ كَثِيرَةٍ مِنْهَا:

1ـ حِفْظُ أَسْرَارِ الأُسْرَةِ.

2ـ حِفْظُ كَرَامَةِ الزَّوْجَةِ وَسُمْعَتِهَا.

3ـ العَجْزُ عَنْ إِثْبَاتِ الكَثِيرِ مِنْ تِلْكَ الأَسْبَابِ، لِأَنَّ غَالِبَ أَسْبَابِ الشِّقَاقِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ تَكُونُ خَفِيَّةً يَصْعُبُ إِثْبَاتُهَا، فَإِذَا كَلَّفْنَاهُ بِذَلِكَ نَكُونُ كَلَّفْنَاهُ بِمَا يَعْجِزُ عَنْهُ أَو يُحْرِجُهُ، وَهُوَ مَمْنُوعٌ في الشَّرِيعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾.

4ـ ثُمَّ إِنَّ في إِقْدَامِ الزَّوْجِ عَلَى الطَّلَاقِ وَتَحَمُّلِهِ الأَعْبَاءَ المَالِيَّةَ المُتَرَتِّبَةَ عَلَيْهِ، مِنْ مَهْرٍ مُعَجَّلٍ وَمُؤَجَّلٍ، وَنَفَقَةٍ وَمُتْعَةٍ، لَقَرِينَةٌ كَافِيَةٌ عَلَى قِيَامِ أَسْبَابٍ مَشْرُوعَةٍ تَدْعُوهُ للطَّلَاقِ.

ثانياً: مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ، وَهَذَا نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ تَتَبُّعِ العَوْرَاتِ، وَمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ فَضَحَهُ وَلَو في جَوْفِ بَيْتِهِ، فَالرَّجُلُ الذي أَلَحَّ عَلَى صَاحِبِهِ لِمَعْرِفَةِ أَسْبَابِ الطَّلَاقِ هُوَ آثِمٌ، وَالزَّوْجُ الذي كَذَبَ هُوَ آثِمٌ كَذَلِكَ إِذَا كَانَ حَدِيثُهُ مُفْتَرَىً عَلَى زَوْجَتِهِ المُطَلَّقَةِ، أَمَّا إِنْ كَانَ كَذِبُهُ لَمْ يَضُرَّ بِزَوْجَتِهِ وَلَكِنْ لِصَرْفِ الحَدِيثِ عَنْ أَسْبَابِ الطَّلَاقِ، نَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ يَكُونَ مَعْذُورَاً بَعْدَ اسْتِغْفَارِهِ وَتَوْبَتِهِ.

وَعَلَى كُلِّ حَالٍ يَجِبُ أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ شَأْنَ المُسْلِمِ المُلْتَزِمِ أَنْ لَا يُحَدِّثَ أَحَدَاً بِأَسْبَابِ الطَّلَاقِ، لِأَنَّهُ بَعْدَ الطَّلَاقِ صَارَتِ امِرَأَةً أَجْنَبِيَّةً عَنْهُ، فَيَحْرُمُ الحَدِيثُ عَنْهَا، وَأَمَّا قَبْلَ الطَّلَاقِ فَهِيَ عِرْضُهُ، فَكَيْفَ يَلِيقُ بِالمُسْلِمِ العَاقِلِ أَنْ يَتَكَلَّمَ عَنْ عِرْضِهِ.

وَكَذَلِكَ يَجِبُ عَلَى المُسْلِمِ العَاقِلِ إِنْ سَمِعَ بِطَلَاقِ رَجُلٍ لِامْرَأَتِهِ أَنْ يُوَاسِيَهُ في هَذَا المُصَابِ، وَيَحْرُمُ عَلَيْهِ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنِ السَّبَبِ إِلَّا إِذَا كَانَ مُرِيدَاً للإِصْلَاحِ، إِنْ عَلِمَ أَنَّ الطَّلَاقَ لَيْسَ طَلَاقَاً بَائِنَاً بَيْنُونَةً كُبْرَى، وَالرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُرْجِعَ زَوْجَتَهُ لِعِصْمَتِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
374 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  الأسرة والعلاقات الاجتماعية

 السؤال :
 2021-08-29
 2552
إِنْسَانٌ أَسَاءَ إِلَيَّ كَثِيرًا، وَأَنَا أَسُبُّهُ وَأَشْتُمُهُ في نَفْسِي، فَهَلْ في ذَلِكَ مِنْ حَرَجٍ شَرْعِيٍّ عَلَيَّ؟
 السؤال :
 2020-12-30
 1220
هَلِ الحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ مُرْتَبِطَةٌ بِاسْمِ كُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ شَقَاءً وَضَنْكًا أَو سَعَادَةً؟
 السؤال :
 2020-06-30
 596
هَلْ مِنْ نَصِيحَةٍ لِحَمَاةِ الزَّوْجَةِ، لَعَلَّ اللهَ تعالى أَنْ يُصْلِحَ حَالَهَا؟
 السؤال :
 2020-03-01
 936
أُمِّي مُقِيمَةٌ في بَلْدَةٍ غَيْرِ التي أَنَا أُقِيمُ فِيهَا، وَتَطْلُبُ مِنِّي زِيَارَتَهَا، وَعِنْدِي أَوْلَادٌ لَا أَسْتَطِيعُ السَّفَرَ بِهِمْ، وَزَوْجِي صَاحِبُ عَمَلٍ، وَهُوَ لَا يُعَارِضُ بِشَأْنِ زِيَارَةِ أُمِّي، وَلَكِنْ يَرْجُونِي أَنْ لَا أَجْعَلَهُ في حَرَجٍ في سَفَرِي، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
 السؤال :
 2020-03-01
 2349
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، وَيَأْمُرُهَا وَالِدَاهَا بِزِيَارَتِهِمَا كَثِيرًا، وَالزَّوْجُ يَرْفُضُ هَذَا إِلَّا في حُدُودِ المَعْقُولِ وَالمُتَعَارَفِ، فَلِمَنْ تُطِيعُ الزَّوْجَةُ في هَذَا الحَالِ؟
 السؤال :
 2020-03-01
 3897
أَخِي تَزَوَّجَ مِنِ امْرَأَةٍ، وَهِيَ تَسْكُنُ عِنْدَنَا في البَيْتِ، وَلَكِنَّهَا سَيِّئَةُ الأَخْلَاقِ، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ نَتَعَامَلُ مَعَهَا؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414398161
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :