اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً, ما صحته؟ وما معناه؟

364 - اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً, ما صحته؟ وما معناه؟

09-06-2007 1168 مشاهدة
 السؤال :
مَا صِحَّةُ قَوْلِ: (اعْمَلْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدًا، وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَدًا)؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 364
 2007-06-09

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

هَذَا القَوْلُ مَشْهُورٌ عَلَى الأَلْسِنَةِ، وَهُوَ لَيْسَ بِحَدِيثٍ شَرِيفٍ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ـ وَاللهُ تعالى أعلم ـ بَلْ هُوَ مِنْ كَلَامِ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

وَأَمَّا مَعْنَاهُ: اعْمَلْ لِدُنْيَاكَ، وَاطْلُبِ الحَلَالَ مِنْهَا، وَلَا تَعْجَلْ في طَلَبِهَا، وَلَا تَخَفْ مِنْ فَوَاتِهَا، وَقَدِّرْ أَنَّكَ سَتَعِيشُ فِيهَا أَبَدًا، فَمَا فَاتَكَ مِنْهَا اليَوْمَ تُحَصِّلُهُ في الغَدِ، أَوْ بَعْدَ غَدٍ، أَوْ في المُسْتَقْبَلِ وَلَوْ كَانَ بَعِيدًا، لِأَنَّ الدُّنْيَا فَانِيَةٌ، فَلَا يَكُنْ عِنْدَكَ الحِرْصُ عَلَى الفَانِي، لِأَنَّهُ لَوْ فَاتَكَ الفَانِي فَإِنَّكَ لَا تَتَضَرَّرُ بِفَوَاتِهِ، وَلَكِنْ كُنْ حَرِيصًا عَلَى آخِرَتِكَ، وَذَلِكَ بِكَثْرَةِ العَمَلِ الصَّالِحِ بَعْدَ الإِيمَانِ، وَقَدِّرْ بِأَنَّكَ لَنْ تَعِيشَ إِلَّا سُوَيْعَاتٍ، فَاغْتَنِمْهَا بِكَثْرَةِ العَمَلِ الصَّالِحِ، كَمَا أَشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إلى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفْنِدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالحَاكِمُ.

مَعْنَى: هَرَمًا مُفْنِدًا: كَلَامٌ مُنْحَرِفٌ عَنْ سُنَنِ الصِّحَّةِ، مِنَ الخَرَفِ وَالهَذَيَانِ.

مَوْتًا مُجْهِزًا: أَيْ مَوْتًا سَرِيعًا، أَوْ فَجْأَةُ.

فَمَعْنَى كَلَامِ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: الحِرْصُ عَلَى العَمَلِ الصَّالِحِ البَاقِي حَتَّى لَا يَفُوتَكَ، وَالتَّأَنِّي في طَلَبِ الدُّنْيَا كَأَنَّكَ تَعِيشُ دَهْرًا طَوِيلًا.

وَمَنْ كَانَ حِرْصُهُ عَلَى دُنْيَاهُ أَكْثَرَ مِنْ حِرْصِهِ عَلَى آخِرَتِهِ أَضَرَّ نَفْسَهُ بِذَلِكَ، لِذَلِكَ رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى». هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1168 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2025-02-27
 174
جَاءَ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَعَهُ: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلاَ مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ». مَاذَا يُفِيدُ هَذَا الحَدِيثُ الشَّرِيفُ؟
 السؤال :
 2025-02-27
 211
رَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُومُوا نَسْتَغِيثُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ لَا يُسْتَغَاثُ بِي، إِنَّمَا يُسْتَغَاثُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ». أَلَيْسَ فِي هَذَا الحَدِيثِ دَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى عَدَمِ صِحَّةِ الاسْتِغَاثَةِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 200
رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ، لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَأَغْضَبَاهُ، فَلَعَنَهُمَا، وَسَبَّهُمَا، فَلَمَّا خَرَجَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَصَابَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا، مَا أَصَابَهُ هَذَانِ، قَالَ: «وَمَا ذَاكِ» قَالَتْ: قُلْتُ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا، قَالَ: «أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا». وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا، وَلَا لَعَّانًا، وَلَا سَبَّابًا، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ المَعْتَبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ». فَكَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ هَذَيْنِ الحَدِيثَيْنِ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 299
مَا شَرْحُ الحَدِيثِ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ»؟
 السؤال :
 2024-08-08
 999
مَا مَعْنَى الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «إِنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا»؟
 السؤال :
 2023-11-23
 51
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5682
المقالات 3210
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422736933
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :