الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى الإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا). وفي رواية عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رضي الله عنه قَالَ: (مَرَّ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما بِفِتْيَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ نَصَبُوا طَيْرًا وَهُمْ يَرْمُونَهُ، وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِ الطَّيْرِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِنْ نَبْلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ لَعَنْ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لَعَنَ مَنْ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا) رواه مسلم.
ويقول هشام بن زيد بن أنس بن مالك: دَخَلْتُ مَعَ جَدِّي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه دَارَ الحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ، فَإِذَا قَوْمٌ قَدْ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا، قَالَ: فَقَالَ أَنَسٌ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أَنْ تُصْبَرَ البَهَائِمُ) يعني: أن تُحْبَس حيَّة لتقتل بالرمي.
وبناء على ذلك:
فقد اتَّفق الفقهاء على تحريم اتِّخاذ شيء فيه روح هدفاً للرمي، لما فيه من إيلام للحيوان، وتضييعاً لماليَّته، وتفويتاً لذكاته إذا كان مما يُذَكَّى، وضياعاً للانتفاع منه. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
