الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}. ويقول: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}. ويقول: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}. ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ) رواه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وبناء على ذلك:
فلا تجوز الملاكمة والمصارعة الحرَّة التي يستبيح فيها كلٌّ من المتصارعين والمتلاكمين إيذاءَ الآخر والإضرار به، وهذا ليس من الرياضة النافعة التي يحرِّض عليها الإسلام، وكيف لا تحرم الملاكمة والمصارعة بين الناس وقد نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن التحريش بين البهائم، فضلاً عن التحريش بين الناس؟
أخرج أبو داود والترمذي عَنْ مُجَاهِدٍ: (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نَهَى عَنْ التَّحْرِيشِ بَيْنَ البَهَائِمِ).
كما بيَّن لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بأنَّ التحريش بين الناس من عمل الشيطان، كما أخرج ذلك الإمام مسلم صحيح عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يَقُولُ: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ العَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ).
والملاكمة والمصارعة فيها التحريش بين الملاكمين والمتصارعين. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
