«لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ»

6582 - «لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ»

12-11-2014 10 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى الحديث الشريف: «لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6582
 2014-11-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذا الحَدِيثُ رواه الحاكم وأحمد والترمذي وغَيرُهُم عَن ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: «يَا عَلِيُّ، لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ».

وقد ذَهَبَ جُمهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أنَّ النَّظْرَةَ إلى المَرأَةِ الأَجنَبِيَّةِ بِقَصْدٍ حَرَامٌ، سَوَاءٌ كَانَتِ الأُولَى أم الثَّانِيَةَ، وذلكَ لِقَولِهِ تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾.

وأمَّا النَّظرَةُ المَعْفُوُّ عَنهَا فَهِيَ نَظْرَةُ الفَجْأَةِ، روى الإمام أحمد وأبو داود عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ.

فَأَمَرَنِي فَقَالَ: «اِصْرِفْ بَصَرَكَ».

وبناء على ذلك:

فالمَقْصُودُ من قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى» هيَ نَظْرَةُ الفَجْأَةِ التي تَقَعُ على المَرأَةِ الأَجنَبِيَّةِ بِدُونِ قَصْدٍ، وبِشَرْطِ أن يَصْرِفَ بَصَرَهُ مُبَاشَرَةً، وأن لا يَنظُرَ ثَانِيَةً.

أمَّا من وَاصَلَ نَظْرَةَ الفَجْأَةِ، أو صَرَفَ بَصَرَهُ ثمَّ عَادَ، فإنَّهُ يَقَعُ في الإثمِ والحَرَامِ، ولم يَفهَمِ العُقَلاءُ فَضْلاً عن العُلَمَاءِ بأنَّ المُرَادَ من قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى» استِدَامَةَ النَّظْرَةِ الأُولَى.

وذَكَرَ العُلَمَاءُ بأنَّ النَّظَرَ إلى النِّسَاءِ الأَجنَبِيَّاتِ يُورِثُ عَمَى القَلبِ، وضَعْفَ البَصِيرَةِ، ويُوقِعُ في الرَّذِيلَةِ، وهوَ سَبَبٌ لِفَسَادِ المُجتَمَعِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2023-09-17
 75
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَضَ إِحْضَارَ كِتَابٍ أَرَادَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ للأُمَّةِ، حَتَّى لَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ؟
 السؤال :
 2023-08-07
 1013
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ»؟
 السؤال :
 2023-02-25
 2449
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 1304
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟
 السؤال :
 2022-09-09
 2916
هُنَاكَ بَعْضُ المُشَكِّكِينَ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: أَيْنَ المُسَاوَاةُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ خِلَالِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ»؟
 السؤال :
 2022-09-01
 3753
هَلْ وَرَدَ حَدِيثٌ أَنَّهُ لَمْ يُرَ للمُتَحَابِّينَ مِثْلُ النِّكَاحِ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5600
المقالات 3116
المكتبة الصوتية 4652
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 410681454
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2023 
برمجة وتطوير :