ماذا كانت تكتم الملائكة؟

6867 - ماذا كانت تكتم الملائكة؟

04-05-2015 4167 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى: {قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}. فماذا كانت تكتم الملائكة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6867
 2015-05-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَعِنْدَمَا أَرَادَ اللهُ تعالى خَلْقَ سَيِّدِنَا آدَمَ عَلَيهِ السَّلامُ، قَالَ للمَلائِكَةِ: ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً.

قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ.

قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾. وعلى هذا يَكُونُ قَوْلُ اللهِ تعالى لَهُم: ﴿وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ يَعنِي: عَلِمَ الذي أَبْدَوْهُ، وهوَ قَوْلُهُم: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ؟﴾.

وكذلكَ عَلِمَ تَبَارَكَ وتعالى مَا كَانُوا يَكْتُمُونَ في نُفُوسِهِم أَنَّهُم أَفْضَلُ من سَيِّدِنَا آدَمَ عَلَيهِ السَّلامُ، وذلكَ لأَنَّهُم لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُم ويَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ.

وبناء على ذلك:

أولاً: قَولُهُ تعالى: ﴿وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ يَعنِي: رَبُّنَا عزَّ وجلَّ يَعْلَمُ السِّرَّ وأَخْفَى، وهوَ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ، سَوَاءٌ مَا يُعْلِنُهُ المَلائِكَةُ ما ومَا يَكْتُمُونَ، وكذلكَ مَا يُعْلِنُهُ البَشَرُ ومَا يَكْتُمُونَ.

ثانياً: قَولُهُ تعالى: ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ فِيهِ إِشَارَةٌ إلى أَنَّ كُلَّ تَشْرِيفٍ لا يَتِمُّ إلا بِقَدْرِ مَا يُؤَدِّي المَخْلُوقُ من تَكَالِيفٍ.

وسَيِّدُنَا آدَمُ عَلَيهِ السَّلامُ مَا اسْتَحَقَّ سُجُودَ المَلائِكَةِ إلا بَعدَ أَمْرَيْنِ؛ الأَوَّلُ: العِلْمُ، الثَّانِي: نَجَاحُهُ بالاخْتِبَارِ، وبذلكَ صَارَ مُعَدَّاً لِمُبَاشَرَةِ الخِلافَةِ بِكُلِّ مَا عَلَيهَا، وبِكُلِّ مَا لَهَا.

 

وبهذا تَحَدَّدَ المَوْقِفُ لِيَلْتَزِمَ كُلُّ مَخْلُوقٍ حَدَّهُ مَكَانَهُ. هذا، واللهُ تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4167 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 307
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1468
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 664
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1731
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1456
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 984
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414945677
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :