لماذا قال: {وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ}؟

6875 - لماذا قال: {وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ}؟

04-05-2015 9457 مشاهدة
 السؤال :
قَالَ تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ}. لماذا قال: {وَصَاحِبَتِهِ} ولم يقل: وزوجته؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6875
 2015-05-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالقُرآنُ العَظِيمُ جَاءَ بِلُغَةِ العَرَبِ، وكَانَتِ العَرَبُ تُطْلِقُ كَلِمَةَ الصَّاحِبَةِ على الزَّوْجَةِ، ولهذا لَمْ يَسْتَغْرِبِ العَرَبُ هذهِ الكَلِمَةَ، بَل فَهِمُوا أَنَّ المَقْصُودَ من قَولِهِ تعالى: ﴿وَصَاحِبَتِهِ﴾. أي: زَوْجَتِهِ.

وكذلكَ لَفْظُ الصَّاحِبَةِ وَرَدَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الحاكم عَن يَحيَى بنِ عَبَّادٍ بنِ عَبدِ اللهِ ، عَن أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ قَتْلِ حَنْظَلَةَ بنِ أَبِي عَامِرٍ بَعدَ أَن الْتَقَى هوَ وَأَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ حِينَ عَلاهُ شَدَّادُ بنُ الأَسْوَدِ بالسَّيْفِ فَقَتَلَهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «إِنَّ صَاحِبَكُمْ تُغَسِّلُهُ المَلَائِكَةُ».

فَسَأَلُوا صَاحِبَتَهُ فَقَالَتْ: إِنَّهُ خَرَجَ لَمَّا سَمِعَ الهَائِعَةَ وهوَ جُنُبٌ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ المَلَائِكَةُ».

وبناء على ذلك:

 

فَكَلِمَةُ صَاحِبَة تُطْلَقُ على الزَّوْجَةِ عِنْدَ العَرَبِ قَبلَ الإِسْلامِ، والقُرآنُ العَظِيمُ جَاءَ بِلُغَةِ العَرَبِ، وقَد جَاءَ في السِّيرَةِ أَنَّ قُرَيشَاً قَالُوا لأَبِي العَاصِ زَوْجِ السَّيِّدَةِ زَينَبَ رَضِيَ اللهُ عَنها، بِنْتِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: فَارِقْ صَاحِبَتَك وَنَحْنُ نُزَوّجُك أَيَّ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ شِئْتَ. هذا، واللهُ تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
9457 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 307
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1468
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 664
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1731
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1456
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 984
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414946121
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :