﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْـخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾

7211 - ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْـخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾

09-03-2016 1930 مشاهدة
 السؤال :
: ما هو تفسير قول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْـخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْـمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْـحَكِيمُ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7211
 2016-03-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ اللهُ تعالى في سُورَةِ الرُّومِ: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْـمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. وَمَعْنَى الآيَةِ ـ واللهُ تعالى أَعْلَمُ ـ هُوَ ـ يَعْنِي اللهَ ـ الذي يَبْدَأُ خَلْقَ الإِنْسَانِ بِدُونِ مِثَالٍ سَابِقٍ، ثمَّ يُعِيدُ هَذِهِ المَخْلُوقَاتِ بَعْدَ مَوْتِهَا إلى الحَيَاةِ مَرَّةً أُخْرَى.

فَفِي المَرَّةِ الأُولَى خَلَقَهُم للتَّشْرِيفِ والتَّكْلِيفِ، وفي المَرَّةِ الثَّانِيَةِ خَلَقَهُم للحِسَابِ والجَزَاءِ، خَلَقَهُم في المَرَّةِ الأُولَى في دَارِ الفَنَاءِ، وَخَلَقَهُم في المَرَّةِ الثَّانِيَةِ في دَارِ البَقَاءِ.

وَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾. الحَقِيقَةُ لَيْسَ هُنَاكَ شَيْءٌ أَهْوَنَ على اللهِ تعالى ولا أَصْعَبَ، لِأَنَّهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئَاً ﴿فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.

وَلَكِنْ خَاطَبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ النَّاسَ بِحَسْبِ إِدْرَاكِهِم، فَفِي تَقْدِيرِ النَّاسِ أَنَّ بَدْءَ الخَلْقِ أَصْعَبُ من إِعَادَتِهِ، وَإِذَا أَرَادُوا الإِعَادَةَ كَانتْ يَسِيرَةً عَلَيْهِم، فَمَا بَالُهُم يَرَوْنَ الإِعَادَةَ عَسِيرَةً على اللهِ تعالى، وَهِيَ في طَبِيعَتِهَا أَهْوَنُ وَأَيْسَرُ.

فَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ خَلْقُهُ للأَشْيَاءِ عَظِيمِهَا وَصَغِيرِهَا بِكَلِمَةِ كُنْ؛ وَإِعْدَامُهُ للأَشْيَاءِ عَظِيمِهَا وَصَغِيرِهَا بِكَلِمَةِ كُنْ؛ وَهُنَا بَدَأَ الخَلْقَ بِكَلِمَةِ كُنْ؛ وَيُعِيدُهُ بِكَلِمَةِ كُنْ؛ والكُلُّ هَيِّنٌ وَيَسِيرٌ على اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1930 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 239
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1444
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 632
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1685
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1436
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 956
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414322055
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :