مدرس تعلق بطالبة

7820 - مدرس تعلق بطالبة

21-01-2017 3071 مشاهدة
 السؤال :
مدرس يقوم بتدريس الطالبات، وتعلق بفتاة حتى أشغلت قلبه وعقله، ولا يدري ماذا يصنع، فما هي النصيحة لهذا المدرس؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7820
 2017-01-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْلَمَ الحَقِيقَةَ التي يَتَنَاسَاهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، وَخَاصَّةً مِنْ مُدَرِّسِينَ وَغَيْرِهِمْ، مِمَّنْ لَهُمُ اخْتِلَاطٌ مَعَ النِّسَاءِ في مُعَامَلَاتِهِمْ، أَلَا وَهِيَ أَنَّهُ لَا عِصْمَةَ لِأَحَدٍ بَعْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَلِكُلِّ وَاحِدٍ ذَنْبُهُ وَخَطَأُهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» رواه الحاكم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانياً: مِنْ عَلَامَةِ المُتَّقِينَ أَنَّهُمْ إِذَا أَحَسُّوا بِالذَّنْبِ، وَأَحَسُّوا بِطَائِفِ الشَّيْطَانِ أَنْ يَتَذَكَّرُوا مُرَاقَبَةَ اللهِ تعالى لَهُمْ، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ﴾.

فَالمُتَّقِي دَائِمَاً في حَالَةِ مُرَاقَبَةٍ لِنَفْسِهِ وَلِقَلْبِهِ مِنْ غِوَايَةِ الشَّيْطَانِ، لِأَنَّ الشَّيْطَانَ مُرَابِطٌ على قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، يَنْتَظِرُ فُرْصَةً وَغَفْلَةً مِنَ الإِنْسَانِ لِيُوقِعَهُ في الذَّنْبِ، فَإِذَا أَوْقَعَهُ الشَّيْطَانُ في الذَّنْبِ، بَلْ إِذَا قَرَّبَهُ مِنَ الذَّنْبِ، فَإِنَّهُ يَسْتَدْرِكُ نَفْسَهُ وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ تعالى، وَيَرُدُّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ عَنْهُ بِالاسْتِعَاذَةِ بِاللهِ تعالى مِنْهُ.

وَأَمَّا إِخْوَانُ الشَّيَاطِينِ فَإِذَا وَقَعُوا في الذَّنْبِ، فَإِنَّ شَيَاطِينَهُمْ يَمُدُّونَهُمْ في الغَيِّ ذَنْبَاً بَعْدَ ذَنْبٍ، وَلَا يُقَصِّرُونَ عَنْهُمْ بِالإِغْوَاءِ، لِأَنَّهُمْ طَمِعُوا فِيهِمْ حِينَ رَأَوْهُمْ سَلِسِي القِيَادَةِ لَهُمْ.

ثالثاً: لَقَدْ حَذَّرَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِتْنَةِ النِّسَاءِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» رواه الشيخان عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

وبناء على ذلك:

فَعَلَى هَذَا المُدَرِّسِ أَنْ يَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، وَيَلْتَجِئَ إِلَيْهِ بِالـتَّضَرُّعِ في أَنْ يَـصْرِفَ عَنْهُ هَذِهِ المُصِيبَةَ وَهَذِهِ المَعْصِيَةَ، وَأَنْ يَكُونَ على حَذَرٍ مِنَ الاسْتِرْسَالِ مَعَ الشَّيْطَانِ الذي يُرِيدُ غِوَايَتَهُ، وَأَنْ يُوصِلَهُ إلى سَخَطِ اللهِ تعالى وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى.

وَعَلَيْهِ أَنْ يَتَذَكَّرَ هَذَا المُدَرِّسُ أَنَّهُ مُعَلِّمُ النَّاسِ الخَيْرَ، وَأَنَّهُ مُسْتَأْمَنٌ على أَعْرَاضِ المُسْلِمِينَ خَاصَّةً، وَالنَّاسِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، فَكَيْفَ يَقَعُ في هَذِهِ الخِيَانَةِ؟

وَرَاعِي الشَّاةِ يَحْمِي الذِّئْبَ عَنْهَا   ***   فَكَيْفَ إِذَا الرُّعَاةُ لَهَا ذِئَابُ؟

وَعَلَيْهِ أَنْ يَقتَصِرَ على تَعْلِيمِ الطُّلَّابِ دُونَ الطَّالِبَاتِ، وَأَنْ يُغْلِقَ على نَفْسِهِ بَابَ الفِتْنَةِ، وَيَسُدَّ على الشَّيْطَانِ مَسَالِكَهُ إِلَيْهِ، لِيَسْلَمَ على دِينِهِ، وَإِلَّا خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلْيَذْكُرْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ﴾ .

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ المُحْسِنِينَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3071 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مشكلات الشباب

 السؤال :
 2023-12-29
 149
هَلْ مِنْ حَرَجٍ في حَدِيثِ الشَّبَابِ مَعَ الشَّابَّاتِ عَلَى أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ كِتَابَةً فَقَطْ، دُونَ صَوْتٍ وَصُورَةٍ؟
رقم الفتوى : 12881
 السؤال :
 2023-07-13
 479
أَنَا شَابٌّ في العِشْرِينَاتِ مِنْ عُمُرِي، أَعْمَلُ في مُؤَسَّسَةٍ، تَعَرَّفْتُ عَلَى فَتَاةٍ مُتَزَوِّجَةٍ، حَتَّى أَصْبَحْنَا لَا نَسْتَطِيعُ فِرَاقَ بَعْضِنَا، وَمَضَى عَلَى ذَلِكَ عَامٌ كَامِلٌ، وَأَكَادُ أَنْ أَفْقِدَ عَقْلِي مِنْ هَذِهِ الجَرِيمَةِ التي وَقَعْتُ فِيهَا، فَمَاذَا أَصْنَعُ؟
رقم الفتوى : 12643
 السؤال :
 2023-02-02
 670
أَنَا شَابٌّ أَعْمَلُ في الجَامِعَةِ، وَأَكْرَمَنِي اللهُ تعالى بِحُسْنِ الهَيْئَةِ، وَعَمَلِي فِيهِ اخْتِلَاطٌ مَعَ النِّسَاءِ، وَأَخْشَى مِنَ العَلَاقَاتِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ، فَمَا الحِيلَةُ؟
رقم الفتوى : 12377
 السؤال :
 2022-08-22
 488
أَنَا شَابٌّ ابْتُلِيتُ بِالعَادَةِ السِّرِّيَّةِ، وَأُرِيدُ أَنْ أَتَخَلَّصَ مِنْهَا، وَأَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، لِأَنَّهَا أَصْبَحَتْ وَبَالًا عَلَيَّ، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 12136
 السؤال :
 2021-08-29
 1601
فَتَاةٌ تَعَرَّفَ عَلَيْهَا شَابٌّ وَتَعَلَّقَ بِهَا تَعَلُّقًا شَدِيدًا، وَشَعَرَتِ الفَتَاةُ بِالخَطَأِ الفَاحِشِ التي ارَتَكَبَتْهُ مِنْ خِلَالِ صِلَتِهَا بِهِ، فَقَطَعَتِ الصِّلَةَ مَعَهُ، فَهَدَّدَهَا إِنْ لَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ فَسَوْفَ يَنْتَحِرُ، لِأَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ العَيْشَ بِدُونِهَا، فَمَاذَا تَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 11451
 السؤال :
 2021-08-12
 852
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكُمْ مِنْ أَسْبَابِ الخُشُوعِ في الصَّلَاةِ غَضُّ البَصَرِ، كَيْفَ أَفْعَلُ في زَمَنٍ كَثُرَتْ فِيهِ الكَاسِيَاتُ العَارِيَاتُ في الشَّوَارِعِ؟
رقم الفتوى : 11412

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413749223
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :