إطالة شعر الرجل

8498 - إطالة شعر الرجل

26-11-2017 1539 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم إطالة الشعر بالنسبة للرجل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8498
 2017-11-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى النَّسَائِيُّ وأبو داود عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَأَى صَبِيَّاً حَلَقَ بَعْضَ شَعْرِهِ وَتَرَكَ بَعْضَهُ.

فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ: «احْلِقُوهُ كُلَّهُ، أَوِ اتْرُكُوهُ كُلَّهُ».

وروى أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ».

وَمِنْ إِكْرَامِ الشَّعْرِ تَنْظِيفُهُ بِالغَسْلِ وَالتَّدْهِينِ وَالتَّرْجِيلِ (التَّسْرِيحِ) لِأَنَّ النَّظَافَةَ وَحُسْنَ المَنْظَرِ مَحْبُوبٌ وَمَطْلُوبٌ.

وَإِطَالَةُ الشَّعْرِ مِنْ سُنَنِ العَادَةِ للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَدْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُطِيلُ شَعْرَهُ حَتَّى يَصِلَ إلى مَنْكِبَيْهِ، روى الإمام مسلم عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، شَعْرُهُ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ بَعِيدَ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ.

المَنْكَبُ: هُوَ مُجْتَمَعُ رَأْسِ العَضُدِ مَعَ الكَتِفِ.

وبناء على ذلك:

فَإِطَالَةُ الشَّعْرِ بِقَصْدِ الاتِّبَاعِ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَأْجُورٌ عَلَيْهِ الرَّجُلُ، وَذَلِكَ بِنِيَّتِهِ.

وَمَنْ أَطَالَ شَعْرَهُ اتِّبَاعَاً، لَا يَكُونُ حَلِيقَ اللِّحْيَةِ، لِأَنَّ إِطْلَاقَ اللِّحْيَةِ وَاجِبٌ، فَهَلِ المُتَّبِعُ يُتْرُكُ الوَاجِبَ، وَيُطَبِّقُ السُّنَّةَ؟

وَعَلَى كُلِّ حَالٍ في هَذَا الزَّمَنِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَالذي جَرَى عَلَيْهِ العُرْفُ أَنَّ الرَّجُلَ لَا يُطِيلُ شَعْرَهُ، لِذَا لَا يَنْبَغِي لِذَوِي الشَّرَفِ وَالجَاهِ أَنْ يُطِيلُوا شُعُورَهُمْ، لِأَنَّ هُنَاكَ بَعْضَ الفُسَّاقِ أَطَالُوا شُعُورَهُمْ وَحَلَقُوا لِحَاهُمْ، وَكَادَ أَنْ يَكُونَ عُرْفَاً لَهُمْ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1539 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في الحظر والإباحة

 السؤال :
 2024-08-19
 298
هَلْ يَجُوزُ تَدْلِيكُ الجِسْمِ بِالخَمْرِ لِدَاءٍ حَلَّ فِيهِ؟
 السؤال :
 2024-08-17
 581
مَا حُكْمُ الشَّرْعِ في ذَهَابِ الرَّجُلِ مَعَ زَوْجَتِهِ وَأَوْلَادِهِ الصِّغَارِ إلى مَدِينَةِ المَلَاهِي لِلَّعِبِ في المَرَاجِيحِ وَغَيْرِهَا، مِنْ أَجْلِ إِدْخَالِ الفَرَحِ وَالسُّرُورِ إلى قُلُوبِ الأَوْلَادِ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 1334
زَوْجَتِي صَاحِبَةُ دِينٍ وَخُلُقٍ، إِلَّا أَنَّهَا عِنْدَمَا تَتَحَدَّثُ مَعَ زُمَلَائِهَا في العَمَلِ تُمَازِحُهُمْ، وَتَضْحَكُ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ قَدَّمْتُ لَهَا النُّصْحَ، وَلَكِنْ بِدُونِ جَدْوَى، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 1585
بِسَبَبِ الظُّرُوفِ القَاهِرَةِ في بَلَدِنَا، اضْطُرِرْنَا للسَّفَرِ خَارِجَ القُطْرِ مَعَ زَوْجِي وَأَخِيهِ وَزَوْجَتِهِ، فَمَا الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ في السَّكَنِ سَوِيَّةً في مَنْزِلٍ وَاحِدٍ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 925
أَنَا أَهْوَى الرَّسْمَ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسْمَ ذِي رُوحٍ لَا يَجُوزُ، وَلَكِنْ هَلْ يَجُوزُ أَنْ أَرْسُمَ صُورَةَ إِنْسَانٍ مِنْ خَلْفِهِ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 805
مَا حُكْمُ الشَّرْعِ في إِقَامَةِ المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ في البِلَادِ الغَرْبِيَّةِ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5632
المقالات 3201
المكتبة الصوتية 4873
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 419947502
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :