أمور تعين العبد على غض البصر

8736 - أمور تعين العبد على غض البصر

11-03-2018 2082 مشاهدة
 السؤال :
أنا شاب جامعي، والنساء كاسيات عاريات ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ـ ولا أجد سبيلاً للزواج، فما هي الأمور التي تعين على غض البصر؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8736
 2018-03-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لِي وَلَكَ وَلِكُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يَرْزُقَنَا اللهُ تعالى حَقَّ الحَيَاءِ مِنْهُ، وَذَلِكَ بِأَنْ نَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَأَنْ يُعِينَنَا جَمِيعَاً عَلَى غَضِّ الـبَصَرِ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ تعالى، وَأَنْ يَصُونَ جَمِيعَ جَوَارِحِنَا عَنْ جَمِيعِ المَعَاصِي وَالمُنْكَرَاتِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، وَأَنْ نَلْتَزِمَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾.

وَنَعُوذُ بِاللهِ تعالى مِنْ شَرِّ أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَأَلْسِنَتِنَا وَقُلُوبِنَا وَمَنِيِّنَا. آمين.

ثانياً: مِنَ الأُمُورِ التي تُعِينُ العَبْدَ عَلَى غَضِّ البَصَرِ:

1ـ أَنْ نَعْلَمَ وَنَسْتَحْضِرَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبَاً﴾. وَقَوْلَهُ تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى﴾. وَقَوْلَهُ تعالى: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾. وَقَوْلَهُ تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾.

2ـ أَنْ نَعْلَمَ بِأَنَّ العَبْدَ إِذَا لَمْ يَشْكُرِ اللهَ تعالى عَلَى النِّعْمَةِ فَقَدْ يُعَرِّضُهَا للزَّوَالِ، وَمِنْ شُكْرِ اللهِ تعالى عَلَى نِعْمَةِ البَصَرِ غَضُّ البَصَرِ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ تعالى ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾؟

3ـ أَنْ نَعْلَمَ بِأَنَّ الإِكْثَارَ مِنَ نَوَافِلِ العِبَادَاتِ بَعْدَ المُحَافَظَةِ عَلَى الفَرَائِضِ سَبَبٌ عَظِيمٌ مِنْ أَسْبَابِ حِفْظِ الجَوَارِحِ، وَخَاصَّةً جَارِحَةَ البَصَرِ، روى الإمام البخاري في الحَدِيثِ القُدْسِيِّ، يَقُولُ اللهُ تعالى: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُـبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ».

4ـ أَنْ يَخَافَ الإِنْسَانُ مِنْ سُوءِ الخَاتِمَةِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: ﴿وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾. كَيْفَ يَلْقَى العَبْدُ رَبَّهُ إِذَا كَانَ آخِرُ عَمَلِهِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا النَّظَرَ إلى مَا حَرَّمَ اللهُ تعالى النَّظَرَ إِلَيْهِ؟

5ـ أَنْ يَجْتَنِبَ العَبْدُ جَمِيعَ الأَسْبَابِ التي تَدْفَعُهُ إلى النَّظَرَ، مِنَ اسْتِمَاعِ الأَحَادِيثِ عَنِ النِّسَاءِ، وَالنَّظَرِ إلى الصُّوَرِ، وَمَقَاطِعِ الفيديو، وَمَا شَاكَلَ ذَلِكَ.

6ـ أَنْ يُجَاهِدَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَيُعَوِّدَهَا عَلَى غَضِّ الـبَصَرِ، وَأَنْ يَصْبِرَ عَلَى ذَلِكَ، لِأَنَّ العَبْدَ بِحَاجَةٍ إلى صَبْرٍ عَلَى الطَّاعَةِ، وَصَبْرٍ عَنِ المَعْصِيَةِ، حَتَّى يَسْمَعَ قَوْلَ المَلَائِكَةِ الكِرَامِ عِنْدَ دُخُولِهِ الجَنَّةَ: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾.

7ـ أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الصِّيَامِ، لِأَنَّهُ وِجَاءٌ لَهُ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَـعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْـبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».

اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا حَقَّ الحَيَاءِ مِنْكَ، وَفِّقْنَا لِأَنْ نَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَأَنْ نَذْكُرَ المَوْتَ وَالبِلَى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2082 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مشكلات الشباب

 السؤال :
 2023-02-02
 253
أَنَا شَابٌّ أَعْمَلُ في الجَامِعَةِ، وَأَكْرَمَنِي اللهُ تعالى بِحُسْنِ الهَيْئَةِ، وَعَمَلِي فِيهِ اخْتِلَاطٌ مَعَ النِّسَاءِ، وَأَخْشَى مِنَ العَلَاقَاتِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ، فَمَا الحِيلَةُ؟
رقم الفتوى : 12377
 السؤال :
 2022-08-22
 932
أَنَا شَابٌّ ابْتُلِيتُ بِالعَادَةِ السِّرِّيَّةِ، وَأُرِيدُ أَنْ أَتَخَلَّصَ مِنْهَا، وَأَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، لِأَنَّهَا أَصْبَحَتْ وَبَالًا عَلَيَّ، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 12136
 السؤال :
 2021-08-29
 1259
فَتَاةٌ تَعَرَّفَ عَلَيْهَا شَابٌّ وَتَعَلَّقَ بِهَا تَعَلُّقًا شَدِيدًا، وَشَعَرَتِ الفَتَاةُ بِالخَطَأِ الفَاحِشِ التي ارَتَكَبَتْهُ مِنْ خِلَالِ صِلَتِهَا بِهِ، فَقَطَعَتِ الصِّلَةَ مَعَهُ، فَهَدَّدَهَا إِنْ لَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ فَسَوْفَ يَنْتَحِرُ، لِأَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ العَيْشَ بِدُونِهَا، فَمَاذَا تَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 11451
 السؤال :
 2021-08-12
 429
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكُمْ مِنْ أَسْبَابِ الخُشُوعِ في الصَّلَاةِ غَضُّ البَصَرِ، كَيْفَ أَفْعَلُ في زَمَنٍ كَثُرَتْ فِيهِ الكَاسِيَاتُ العَارِيَاتُ في الشَّوَارِعِ؟
رقم الفتوى : 11412
 السؤال :
 2021-02-22
 1902
أَنَا شَابٌّ مُبْتَلًى بِالنَّظَرِ إلى الأَفْلَامِ الإِبَاحِيَّةِ، دُونَ أَنْ يَرَانِي أَحَدٌ، فَمَا هِيَ نَصِيحَتُكَ لِي؟
رقم الفتوى : 10967
 السؤال :
 2020-01-15
 1274
فَتَاةٌ تَعَلَّقَتْ بِشَابٍّ عِنْدَهُ زَلَّاتٌ كَبِيرَةٌ، وَهِيَ تُعَالِجُ زَلَّاتِهِ رَجَاءَ أَنْ يَسْتَقِيمَ حَالُهُ، حَتَّى تَتَزَوَّجَ مِنْهُ، فَهَلْ مِنْ حَرَجٍ في ذَلِكَ؟
رقم الفتوى : 10127

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5593
المقالات 3079
المكتبة الصوتية 4571
الكتب والمؤلفات 19
الزوار 410664473
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2023 
برمجة وتطوير :