معنى قوله تعالى: ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم

963 - معنى قوله تعالى: ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم

22-03-2008 923 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى قوله تعالى في سورة النور: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاء ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمُ الآيَاتِ وَالله عَلِيمٌ حَكِيم}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 963
 2008-03-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَهَذِهِ الآيَةُ تُعَلِّمُنَا آدَابَ الاسْتِئْذَانِ دَاخِلَ الأُسْرَةِ المُكَوَّنَةِ مِنْ أَبَوَيْنِ وَأَبْنَاءَ وَمِلْكِ اليَمِينِ ـ الأَرِقَّاءِ ـ لِتَنْشَأَ الأُسْرَةُ عَلَى أَفْضَلَ مَا يَكُونُ، فَهَذَا الأَدَبُ تَكْلِيفٌ مِنَ اللهِ تعالى بِأَنْ نَأْمُرَ الأَطْفَالَ الصِّغَارَ الذينَ لَمْ يَدْخُلُوا سِنَّ التَّكْلِيفِ، وَأَنْ نَأْمُرَ الأَرِقَّاءَ ـ العَبِيدَ ـ بِالاسْتِئْذَانِ عَلَيْنَا وَلَا نَتْرُكُهُمْ يَدْخُلُونَ وَيَخْرُجُونَ بِدُونِ ضَابِطٍ.

فَقَيَّدَ اللهُ تعالى هَذَا بِضَابِطٍ: ﴿مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ﴾. هَذِهِ أَوْقَاتٌ ثَلَاثَةٌ لَا يُسْمَحُ لَهُمْ بِالدُّخُولِ عَلَيْنَا إِلَّا بَعْدَ الاسْتِئْذَانِ، فَالوَقْتُ الذي قَبْلَ صَلَاةِ الفَجْرِ، لِأَنَّهُ مُتَّصِلٌ بِالنَّوْمِ، وَالإِنْسَانُ في النَّوْمِ يَكُونُ حُرَّ الحَرَكَةِ وَاللِّبَاسِ، وَوَقْتُ الظَّهِيرَةِ هُوَ وَقْتُ القَيْلُولَةِ وَوَقْتُ الرَّاحَةِ يُخَفِّفُ فِيهِ المَرْءُ مِنْ مَلَابِسِهِ، وَالوَقْتُ الذي بَعْدَ العِشَاءِ وَقْتُ النَّوْمِ.

وَيُسَمِّي اللهُ تعالى هَذِهِ الأَوْقَاتِ الثَّلَاثَةَ عَوْرَةً: ﴿ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ﴾. وَالعَوْرَةُ هِيَ مَا يَكْرَهُ الإِنْسَانُ أَنْ يَرَاهَا أَحَدٌ، أَو يَرَاهُ عَلَيْهَا، لِأَنَّهَا نَوْعٌ مِنَ الخَلَلِ وَالخُصُوصِيَّةِ، وَاللهُ تعالى لَا يُرَيدُ أَنْ يَرَاكَ أَحَدٌ عَلَى شَيْءٍ تَكْرَهُهُ.

أَمَّا بَعْدَ هَذِهِ الأَوْقَاتِ فَلَا إِثْمَ وَلَا حَرَجَ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْكُمْ العَبِيدُ، وَالأَوْلَادُ الصِّغَارُ بِدُونِ اسْتِئْذَانٍ، لِأَنَّ طَبِيعَةَ الحَيَاةِ لَا تَسْتَغْنِي عَنْ دُخُولِ هَؤُلَاءِ وَخُرُوجِهِمْ بِاسْتِمْرَارٍ.

وَلَكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَعْلَمَ بِأَنَّ الأَرِقَّاءَ لَمْ يَعُدْ لَهُمُ الآنَ وُجُودٌ، وَالخُدَّامُ في البُيُوتِ لَا تَنْطَبِقُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الآيَةُ، لِأَنَّ هَؤُلَاءِ أُجَرَاءُ، مَعَ العِلْمِ بِأَنَّ وُجُودَ الخَادِمَةِ في البَيْتِ مَعَ وُجُودِ الزَّوْجِ وَالأَوْلَادِ الذُّكُورِ لَا يَجُوزُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
923 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 307
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1468
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 664
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1731
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1456
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 984
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414944001
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :