الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾.
وَنَصَ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ إِذَا وُجِدَ عَلَى بَعْضِ هَذِهِ الأَعْضَاءِ مَا يَمْنَعُ وُصُولَ المَاءِ إلى العُضْوِ لَا تَصِحُّ الطَّهَارَةُ، سَوَاءٌ كَثُرَ أو قَلَّ.
وَمَادَّةُ الجل يَدْخُلُ في صِنَاعَتِهَا الجيلاتين الحَيَوَانِيُّ، فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ المَادَّةُ مَأْخُوذَةً مِنْ حَيَوَانٍ غَيْرِ مُذَكَّى يَكُونُ نَجِسَاً، وَإِذَا كَانَتْ مِنْ حَيَوَانٍ نَجِسٍ كَذَلِكَ لَا تَجُوزُ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَإِذَا كَانَتْ مَادَّةُ الجل طَاهِرَةً غَيْرَ نَجِسَةٍ، وَلَا تَمْنَعُ مِنْ وُصُولِ المَاءِ إلى الشَّعْرِ فَلَا حَرَجَ فِيهَا، وَإِلَّا فَلَا يَجُوزُ، وَأَنَا أَنْصَحُ بِعَدَمِ اسْتِخْدَامِهَا إِلَّا إِذَا تَيَقَّنَ الإِنْسَانُ أَنَّهَا مِنْ مَادَّةٍ طَاهِرَةٍ، وَلَا تَمْنَعُ مِنْ وُصُولِ المَاءِ.
أَمَّا إِذَا كَانَ الجل مَصْنُوعَاً مِنْ مَوَادَّ كِيمَاوِيَّةٍ، وَلَمْ يُشَكِّلْ طَبَقَةً عَازِلَةً، فَالوُضُوءُ صَحِيحٌ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |