الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
عند السادة الحنفية: تبطل الصلاة بكل عمل كثير ليس من أعمال الصلاة، وقدَّروا العمل الكثير المبطل للصلاة: بأنه الذي لا يشكُّ الناظر لفاعله أنه ليس في الصلاة، أما العمل القليل فلا يبطل الصلاة.
وعند السادة الشافعية والحنابلة: تبطل الصلاة بكثير من العمل عمداً أو سهواً، لا بقليله، وتعرف الكثرة بالعرف والعادة، وعند الشافعية الحركات الثلاث المتواليات من غير أعمال الصلاة تعتبر كثيرة عندهم.
وعند السادة المالكية: تبطل الصلاة بالفعل الكثير عمداً أو سهواً كحكِّ جسدٍ، وعبث بلحية، ووضع رداء على كتف، ودفع مارٍّ وإشارة بيد، ولا تبطل بالفعل القليل أو اليسير جداً.
واللائق بالإنسان المسلم أن يهيئ نفسه قبل الوقوف بين يدي الله عز وجل، ويجمع قلبه على الله تعالى، ويسكن جوارحه أثناء الصلاة، لما ورد أن سعيد بن المسيب رأى رجلاً وهو يعبث بلحيته في الصلاة فقال: (لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه) رواه ابن أبي شيبة والبيهقي. نسأل الله أن يكرمنا بالخشوع في صلاتنا وأن يتقبل منا. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
